|
Re: ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !! (Re: خالد عويس)
|
Quote: تقصيرٌ" في أسوج
تأففت صديقتي الشاعرة الأسوجية (السويدية) الشابة، التي تنعس الشمس بين خصل شعرها القصير، وقالت لي في لحظة تعبٍ وبوحٍ مكتوم: "لا تستطيعين أن تتخيلي صعوبة أن يكون المرء أسوجياً يا جمانة!". أجبتها بتعجّب: "حقاً؟! لطالما اعتقدتُ أن وطنكم هذا من أكثر الأوطان احتراماً لشعبه وتأميناً لحاجاته واستباقاً لمتطلباته!". فأسرّت لي جيني بـ"حرقة": "أبداً يا عزيزتي. هذه محض أوهام، خصوصاً في ما يتعلّق بنا نحن الكتّاب. فالكاتب في هذه الأرض يعاني كثيراً". آنذاك سألتها بفضول، وبتعاطف من يعرف تماماً معنى معاناة الكاتب: "كيف ذلك؟". فشرحتْ لي أصل العلّة بغضب وإحباط: "حكومة بلادنا لا تدعم الكاتب كما يجب". "أفيضي أفيضي"، حرّضتُها بلهفة، فأفاضت: "تصوّري أن الراتب الذي تخصصه الحكومة للكتّاب والشعراء لا يسدّ حاجاتهم"...
للوهلة الأولى، لم أفهم كلام صديقتي الشاعرة الأسوجية. لسببٍ ما، بدت جملتها سوريالية. كأنها تسقط عليَّ من عالم وزمان آخرين. استوضحتها:
- أتخصص الحكومة عندكم "راتباً" للكتّاب والشعراء؟!
- نعم، هذا طبيعي. يعمد الكاتب هنا، بعد أن يكون أصدر عملين أو ثلاثة، الى التقدّم بطلب للحصول على راتب من الحكومة طوال سنة، أو ثلاث سنوات، أو حتى مدى الحياة كلّها، لكي يتفرّغ للكتابة. لكن هذا الراتب ليس "مبحبحاً" ، صدّقيني، وهو بالكاد يكفي لتسديد ايجار البيت وتكلفة التنقلات ولدفع فواتير الكهرباء والهاتف والمياه والتدفئة والخليوي...
- يا للعار، هذا معيب حقاً! رددتُ، وحاولت أن أواسيها بكل التضامن المتخيّل الذي أوتيت.
- ليس هذا فحسب، بل تصوّري أني تقدّمتُ اخيرا بطلب لتمويل رحلة الى نيويورك للإقامة فيها مدة سنة للعمل على ديواني الجديد، كونه سيتمحور حول تلك المدينة، فلم يعطوني من المال سوى ما يكفي لسد حاجات ستة اشهر فقط!
- باطل ثم باطل! بئس هذه البلاد وحكومتها المجحفة! انجرفتُ وصرختُ باستنكار يكاد يكون صادقاً، استغربته من نفسي.
"لا تستطيعين أن تتخيلي صعوبة أن يكون المرء كاتباً أسوجياً"، قالت لي صديقتي الشاعرة الشابة، التي تنعس خصل شعرها القصير في الشمس. ثم تداركتْ أن شكواها استأثرت بالجلسة، فبادرتني بتهذيب: "وماذا عنكم في لبنان؟ هل الرواتب التي تخصصها الحكومة لديكم للكتّاب تكفيهم شرّ العيش وهمومه؟"...
غيّرتُ الحديث طبعاً وسريعاً، ثم سألتها عن الطقس.
***
|
الغالي / خالد عويس
وأنا ايضا أراني أغير دفة الحديث معك ..
وأسألك:- أمورك كيف؟؟
إنشاء الله بخير؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هي مرحلة أظن انها متقدمة جدا بالنظر لما نعانيه نحن..أظنني إستوعبت رسالتك هذه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|