فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2006, 02:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إحتفاءا بدكتور التجاني عبدالقادر:
    مرحــبا بعــودة الــوعي

    صديق محمـد عثمان-لندن

    كغيري تابعت مساجلات الإخوة الكرام الشيخ إبراهيم السنوسي والدكتور التجاني عبدالقادر على صفحات صحيفة الصحافة، وأحمد للأخ الكريم عادل الباز إفساحه المجال لهكذا حوار، وأتمنى أن ينجو "الحوار وليس عادلا" من همزات حماة "العقيدة والوطن" أدعياء الحفاظ على الدولة ذات اللبن من بغاث الطير، فالأخ عادل أظن أن "جلده تخن" بدرجة كافية تجعلنا لا نخشى عليه من تلك الهمزات، بينما الحوار في بلدنا عامة وبين الإسلاميين خاصة ما يكاد يولد حتى نحلف بأن لا " يمد شطر أمه يرضع"!! إلا إن يكون لعبا "شليل ترتار وقيرة" .
    وسبب إحتفائي بسجال الإخوة الكرام، هو ذات سبب إحتفائي بطلاقة أفكار وأرآء الشيخ الدكتور حسن الترابي في الفترة الأخيرة، ولست هنا بصدد الإنحياز إلى أحدهما أو الدفاع عن آخر، رغم أني لا أومن بمقولات عدم الإنحياز ولا أدعي موضوعية مطلقة فقناعتي أنه لا مطلق إلا الخالق المتعال، وأن الإنسان إن تجرد من عاطفة الإنحياز أفقد نفسه ميزة التكريم على كثير من خلق الله الآخر.
    وقد قرأت مقالات الأخ د. التجاني وكذلك ردود الشيخ السنوسي، وودت لو أن الحوار نحى منحا آخر، ولكنني أدرك بأن مياه آسنة كثيرة تسد مجاري الحوار وأنه مهما كانت مهارة النطاسي فلا بد من قيح وصديد قبل أن تندمل جراحنا إن كان مقدرا لها أن تندمل أصلا.
    ثم أنه لابد من إيراد جملة من الملاحظات سأصوب غالبها إلى منهج الأخ الكريم د. تجاني الذي اتبعه في محاولته تحليل ما حاق بحركة الإسلام من فتنة السلطان:
    وأول تلك الملاحظات أنني وددت لو أن الأخ التجاني أخرجنا من حالة شخصنة الأزمة، أي نسبتها كلها إلى شخص، ولو أنه خالف حملتنا التي أشرعناها على شيخنا حسن الترابي، نصوب عليه غضبنا ونرميه بعجزنا ونلومه على غفلتنا ونزيد على ذلك بإتهام النوايا، ومهما إعتذرنا بأن شخصية الشيخ الترابي بما حباها الله من ميزات بسطة العلم رغم "نحلان" الجسم، طغت على مجمل كسب الحركة وصبغته بصبغتها، فإن ما أقدمنا عليه من تجريح بحقه خلال وبعد الأزمة يقف شاهدا على أنه لم يكن الآمر الناهي فينا، وأنه ليس صحيحا نسبة كل شاردة وواردة في هذا الكسب إليه، وإذا كان ذلك صحيحا كما يطلب الأخ التجاني حين يقول" بل الأحسن منه أن يقال أن الترابي بشر مثلنا، يحب السلطة ويسعي نحوها وينازع فيها" فإنه يصبح أحسن الحسن في منهج الأخ التجاني ومنهجنا قبله ألا ننسب إليه كذلك كل إخفاقنا، مع موافقتي على أنه يتحمل غالب الملامة عليه، وفي ذلك لا أصدر عن رأي حديث ، بل أستند إلى ما خطه قلم الشيخ الترابي نفسه في " عبرة المسير"، وأن نكف أيدينا وألستنا الحداد التي أشرعناها في مائدة أكل لحم أخينا وكبيرنا حيا، وأن نبدأ بالحديث إلى أنفسنا بأننا كنا جميعا هناك، في سكرة تعادل سكرة أهل مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبذل لهم المودة ويجهد نفسه في سوقهم إلى الحق، حتى إذا اعتنقوه أجهدوه أكثر في تشريع مسلكهم وتهذيب مخبرهم، فلما أن إذا ذهب إلى ربه مرضيا إرتدوا على أعقابهم، والذين بقوا منهم لم يلبثوا أن أحالوا خلافته الراشدة إلى ملك عضود ذبحوا على عتباته خلفائه الراشدين وألحقوهم بأحفاده الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين( الخلفاء والأحفاد).
    فإستمرار د. التجاني في إجترار الملامة على الشيخ الترابي وتشخيص الأزمة على أنها صراع سلطة صرف لا مبادئ فيه، حرمنا من فرصة ذهبية لطالما تمنيناها أن يكون د. التجاني أقدر منا على تجريد الصراع من أسلحة الدمار الشامل المسماة إتهام النوايا، ذلك كونه كان بعيدا معظم الوقت بما يمكنه من إستشراف جوانب قد تحجبها معاصرتنا للأشخاص والأحداث، فالمعاصرة حجاب، مقولة لم أدرك صدقها إلا حينما بدأت بالإغتراب عن السودان ورأيت ما يحمله إخواننا المسلمين في أطراف الأرض من طوكيو في اليابان إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا، علمائهم وعامتهم، من إعزاز كبير وثقة في مشروعنا بسببٍ من سيرة الشيخ الترابي عندهم. ولعل هذا ما أهاج حفيظة الشيخ السنوسي على الأخ التجاني، إذ أن إستمرارنا بالحديث عن أخطاء الشيخ الترابي بعد كل هذه السنوات والأحداث التي كشفت ما كان مستورا، يشبه إلى حد كبير إستمرار أجهزة الإعلام الغربية بالحديث عن جرائم صدام حسين السابقة في العراق في ظل التدهور المريع الذي يحدث بالعراق الآن.
    وثاني الملاحظات أن د. التجاني أوغل في إيراد أحداث ومواقف في محاولته لإثبات نظرية المؤامرة لدى الشيخ الترابي، ولكن للأسف بدا د. التجاني كمن ينزع الأحداث من سياغها عامدا الوصول إلى نتيجة معدة سلفا، أقول هذا وأنا على عكس الشيخ السنوسي لا أشكك في صحة وقوع الأحداث التي أوردها الأخ تجاني، بل وأتفق معه تماما في ما ذهب إليه من أنها تكشف عن " صورة عن حالة الفوضي والإضطراب والعشوائية التي كان يدار بها التنظيم". ولكن هالني أن الأخ التجاني قد إنساق في دفاعه المستميت عن نظريته إلى إثبات وقوع هذه الحوادث وبذل في ذلك جهدا مقدرا تمنيت لو أنه بذله في إثبات أنه كانت للحركة خطة بين يدي الإنقلاب، تقضي بتطور الحركة نحو الإنفتاح بنسبة 40% للعضوية قبل 1989 و60% (للوافدين بعد 1989 والعضوية التي كانت مستترة "عسكريين وغيرهم")، وذات الخطة كانت تتحدث عن تطور الإنقلاب نحو الدستورية وتضع لذلك آجالا، وفي هذا الشأن أذكر أنه قبيل الإنقلاب كان أحد الإخوة يجتهد في وضع اللمسات الأخيرة لكتاب الحركة الإسلامية المنهج والكسب والتطور والذي صدرت الطبعة الأولى منه بينما الشيخ الترابي في سجن الإنقاذ الأول ( ولعل الأخ الكريم تجاني يلاحظ أننا نضطر إلى تمييز سجن الشيخ الترابي على عهد الإنقاذ بالرقم)، المهم أن ذلك الكتاب كان نتيجة حلقات مدارسة ممتدة كان الشيخ الترابي يعد مسودتها ومن ثم يجري حولها نقاش في حلقة كانت تنعقد خصيصا لذلك وفي خاتمة تلك الجلسات سأل الشيخ الترابي الحضور: كيف سيكون تمكن الحركة من السلطان؟!! فأجمع الحضور على أن الحركة رغم تقدمها السياسي والإنتخابي فلن يسمح لها بالتمكن أو حتى التقدم نحو السلطان بالسبل الديمقراطية، وأنه لابد من عمل إنقلاب، فاعاد السؤال حول صيغة التغيير بالإنقلاب أهو إنقلاب للإستمرار أم إجراء فوقي بأجل محدود؟!! ورغم حماسة الغالبية من الحضور للإستمرار بالوضع الإستثنائي فقد كان هناك عدد مقدر رأوا أن الإنقلاب ينبغي أن يكون بأجل، وأن الحركة لابد أن تمهد السبيل إلى تنافس حر شريف. وقد كنت أظن آثماً بأن كل من حضر مداولات ذلك الكتاب أو قرأ صفحاته أو شارك بطريقة أو أخرى في الإعداد للإنقلاب أو حتى إستقرأ منهج الحركة وسيرتها ولو من بعيد، سيدرك أنها لابد وأن تعود بالتكليف إلى أهله عاجلا وليس " باعجل ما تيسر" ، وقد أثار إستغرابي أن أحد كبار الإخوة القياديين إدعى بعد ذلك بعشر سنوات بأن سبب الأزمة أن الحركة أقبلت على الإنقاذ بلا خطة!!!
    والصحيح أنه كانت للحركة خطة خرجت من بين طياتها فكرة مؤتمرات الحوار الأولى والتي كانت بصورة أساسية تهدف إلى مساعدة الحركة على التحول من حالة الإستثناء التي خلقتها بنفسها، وذلك من خلال الإنفتاح على الآخرين في مؤتمرات كبيرة تمنحها فرصة الإستقطاب الداخلي لمشروع الإنفتاح العضوي، وتعينها على التدرج في إرساء قواعد ومواعين التحول الدستوري. ولكننا ونحن نمارس ذلك الإنفتاح أردنا أن نفرغه من معناه ونظهره على أنه منحة نمنحها للآخرين، وأعطينا الإنطباع بأننا نمسك بزمام الآمور تماما ولسنا على إستعداد للتنازل قيد أنملة، وفي هذا لا زلت أذكر كيف أن شخصا كان على وشك أن يتم تعيينه على رأس جهاز حساس، ذهبت لأحضره إلى إلى مكان لقاء حيث يتم إبلاغه "بالتكليف"، وقد استغربت حينها أننا نعهد بهكذا جهاز إلى هكذا شخص، كان هذا وانا في طريقي إلى منزله، وقد زاد إستغرابي حين طفق ذلك الشخص يحدثني طوال مسافة الرحلة من منزله إلى مكان الإجتماع كيف أنه كان من بين أوائل طلائع الطلاب الذين إتصلوا بشكل أو آخر بجماعة الأخوان المسلمين الأم في مصر، وكيف أنه فقد علاقته بالحركة طوال هذه السنوات أو قل العقود السابقة، ثم أقبل يحدثني عن الحاضر وكيف أنه كان قد فرح بإنقلاب العسكر ولكنه بخبرته كان يخشى عليهم الإحتواء السياسي حتى علم بأن خلفهم السياسي المخضرم الأستاذ علي عثمان محمد طه، فاطمأن قلبه!! وكنت وأنا أستمع إليه أستعيد كيف أن احد الإخوة المصريين صاح عندما رأى الأستاذ علي عثمان يعتلي منبر زعيم المعارضة في مواجهة السيد الصادق المهدي، " بس ده صغير ده حتى ما عندوش دقن ". وكنت أسأل نفسي عن مصداق سعينا للإنفتاح على الآخر، وإن كان الشخص الذي بجانبي في السيارة آخر أصلا، إلا أن يكون كما في المقولة الإنجليزية: With friends like these, who needs enemies!!
    لقد كنا أعداء أنفسنا حين استعدينا كل صديق، وحاربنا معارك دينكشوط، وخالفنا خطتنا التي إختطناها لأنفسنا، وفي مرات عديدة غيّبنا عن عمد شيخنا عن أحداث جسام، لأننا كنا على يقين بانه سيعارضها ويعمل على إبطالها.
    وللحقيقة فقد كان صوت الشيخ الترابي نشازا في جوقة النفير الأولى التي إنخرطنا فيها بحماسة منقطعة النظير، ولعلي أورد بعض نماذج على ذلك:
    حين تلكأ إجراء حل "مجلس قيادة الثورة" أضطر الشيخ الترابي إلى إعلانه في صحيفة عربية طارت بالخبر مما أغضب بعض متنفذين في الإنقلاب وعدوه تجاوزا منه!!!.
    بعد خروجه من السجن مباشرة وفي إجتماع موسع ضم أعضاء القيادة التنفيذية للجبهة الإسلامية، دعا الشيخ إلى تنفيذ خطة الحركة بالإنفتاح إفساحا للمجال للإخوة العسكريين للإنخراط في الأجهزة النتظيمية الراتبة وإستيعاب وافدين تصدوا من الأيام الأولى لمهام تنفيذية في حكومة الحركة والكثيرين منهم على علم بمن يقف وراء الإنقلاب، فالأولى أن يفسح لهم المجال ليسهموا في صنع القرارات التي يطلب إليهم تنيفذها والدفاع عنها في الصباح بينما يتم طبخها ليلا، غير أن الشيخ الترابي تفاجأ بعاصفة من الإعتراض لم يكن كما يبدو يتوقعها، بل بلغ الأمر بأحد الإخوة القياديين "المشايخ" أن مال بالهمس على جار له يقول له" أنظر صاحبك طالع من السجن عاوز يزحنا ويحكم هو"!!.
    وفي إجتماع للمكتب الخاص الذي باشر تنفيذ الإنقلاب تحدث الشيخ عن ضرورة أن تفسح الحركة وأجهزتها القديمة المجال للتوسع والإنفتاح، وأنه لا ينبغي لنا أن نؤاد المولود بحجة الخوف عليه، فاثار بعض الإخوة إستفسارات أعتراضية مما حدا بأخ آخر أن يقول لهم بأن الأمين العام يقصد قوله تعالى" وإذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم"!!
    وفي صباح أحد الأيام نقلت إليه تقريرا أمنيا مكتوبا، فما أن قرأه حتى طلب مني أن استدعي إليه أحد القائمين علي التقرير فلما أن جاءه قال له أما آن لكم أن تنهمكوا في إنشاء جهاز مخابرات عالمي يواجه تحديات ما بعد الدولة وتنصرفوا عن متابعة أن السيد الصادق المهدي يباشر عقد قران نجل احد ضباط الجيش السابقين !!! أو أن فلانا قد زار النميري بالقاهرة!!!
    في العام 1997 سألت الشيخ الترابي في بريتوريا التي حضر إليها في معية الرئيس البشير والأستاذ علي عثمان والدكتور علي الحاج والدكتور رياك مشار، سألته عن ما يجري فقال لي أنه يحاول دفع الدستور داخل الأجهزة التنظيمية "ولكنهم يتكاثرون علينا فنؤخره قليلا وننشغل بالتفسير التوحيدي حتى إذا هدأت النفوس أعدنا كرة الدستور مرة أخرى"
    يحكي أحد الإخوة من نواب المجلس الوطني الذي رأسه الشيخ الترابي بأنه أثناء مناقشة قانون الأمن الوطني للعام 1998، كان الشيخ يصر على ألا يتجاوز الإعتقال التحفظي ثلاثة أيام، بينما تم تجنيدهم هم خلف مقترح ثلاثة أشهر الذي قدمه الإخوة الأمنيون، الطريف أن الأخ المعني قد تم إعتقاله بعد ذلك، يقول أنه ما أدرك معنى حديث الشيخ الترابي إلا حين وجد نفسه يساق إلى سجن بورتسودان بلا جريرة إقترفها.
    وقد نلومه على أنه، وهو الأمين العام للحركة، إكتفى بتحريضنا على فعل ما هو صواب ولم يحملنا عليه حملا، غير أن ذلك سيكشف عن خمالتنا الفكرية وكسالتنا العضوية، وجهلنا بأن خير الخلق أجمعين لم يملك أن يحمل أصحابه على قتال مشركي مكة داخل المدينة في غزوة أحد، إذ حملوه على الخروج وهو يتوسل إليهم " إني أرى بقراً يذبح وأرى ثلمة في سيفي" ورؤيا الأنبياء وحي وإن لم تكن وحيا صريحا، فلما وضع رسول الله (ص) لامته وخرج، ثُلِّمَ سيفه وشُجَّت رباعيته وذُبِحَ سبعين من أصحابه ولاذ الذين حملوه على الخروج يحتمون به حين حمى الوطيس، فلما إنجلت خاطبه الوحي{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله}.
    ورغم كل ما أوردته فأنا على إتفاق تام مع الأخ التجاني في ما ذهب إليه من أن الشيخ الترابي بشر مثلنا يجوز بحقه القول أنه سعى للسلطة وطلبها، فقد قال القرآن الكريم لسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم أغلظ من ذلك { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ، ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ، إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا} وقال له { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا، والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}، والأمران اللذان أغلظ فيهما القرآن للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه عظيمان كما يعلم الأخ التجاني، فالأول يتعلق بما أصبحنا نسميه عقيدة التوحيد، أما الآخر فيتعلق بتشريع يخص أسرى الحرب وهو أمر لم يكن فيه من تشريع والرسول ما قضى فيه برأيه بل إستشار أصحابه ثم أخذ بما رأءه رأيا حسنا، و إتباعا لمنهج القرآن ذاته وإعمالا لذات المنطق الذي إنتقد به د. التجاني أثر ثقافتنا الشعبية السودانية في تصويرنا طلب الإمامة والسعي لها بالمنكر، أرجو ألا نقرن ثنائنا على الشيخ الترابي وإمتناننا لعظيم أثره علينا بالثناء على أنفسنا أو بعضنا بعضا كأننا نخجل أن نعلي من شأن رجل فريد لم يُعْلِهِ فوقنا نَسَبٌ أو حظوةُ سلطانٍ بل غزارةُ علمٍ ومعرفةٍ وقوةُ عزيمةٍ...، ( لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولوه)، يكفي أنه وهو في هذا العمر ينتصب فاضحا تواضع معرفتنا وتقاصر عزيمتنا وعطالتنا عن المواهب.
    وحتى لا يذهب الأخ د. التجاني بعيدا في تفسير دفاعي عن الشيخ الترابي أقول بأنني وددت لو أن تجاني خالف سنتنا الجارية في تفسير ما ضربنا من أزمة حكم عصفت بكسب الحركة التي أنتجت في أقل من عشر سنوات سلطة من ركام دولة، أما تصوير الشيخ الترابي بأنه عجل السامري ، فقد سبق تجاني إليه آخرون ذهب بعضهم مذاهبا بعيدة في تكفير الإجتهاد وتجريم الأرآء، وآخرون مدوا أيديهم بالأذى للشيخ الترابي، وآخرون أطعموا كسلهم الفكري إلى حد التخمة من نقده أو السخرية منه أو حتى الشماتة فيه، فحرقوه ثم نسفوه في اليم نسفاً، فلم يغننا ذلك عن سنوات من التيه في صحراء فتنة ليست كأرض سيناء فلا نحن إعتبرنا بقصص بني إسرائيل، ولا إعتبرنا بقصص الأنبياء الذين توسلوا أقوامهم ألا يجرمنهم شقاقهم عن رؤية الحق، ففي عقلنا الباطن فكل آيات الوعيد وقصص العبر وسيرالأمم تخاطب أقواما غيرنا ونحن شعب الله المختار، وفي أتقى تفكيرنا: فنحن فئة ناجية من بين إثنين وسبعين هالكة.
    يجدينا وقد دلف الأخ تجاني إلى ساحة الحوار أن نأخذ برأسه ولحيته نشدهما، ثم نصيح فيه: " يا ابن امنا .. إن أردت أن تعلق قميصك على عصا موسى فعلقه"، فقط لنتفق على ألا نركل العصا التي توكأنا عليها ونحن نحبو على أعتاب ثورة أكتوبر وفقه الدستور الإسلامي وفقه المرأة حتى شببنا عن الطوق وخرجنا عن المألوف في فقهنا الديني الخامل المتقاصر عن ضروب الحياة " نديرحوارا بالحسنى في الليلة ذات الذكرى بين الدين والفن"، وهششنا بها على أغنامنا وهي ترعى ثمر المصالحة وزارات داخلية وخارجية وعدل ومؤسسات إقتصاد ومنظمات دعوة، حتى صرنا قطيعا من إثنين وخمسين نائبا ودان لنا المرعى السياسي كله، ووكزنا بها الذين هم ليسوا من شيعتنا حين تكاثروا علينا بتهمة سدانة نظام متهالك، فغلبناهم وما أضطرنا الكريم المتعال إلى فرار موسى الكليم عليه السلام ولا خرجنا منها خائفين نترقب، بل صرنا في طمأنينة وعصانا تلقف ما يأتي به السحرة محليهم وعالميهم، ثم فلقنا بها البحر الذي كان يقف بيننا وبين أرض ميعاد، وعدونا ... فسبقنا ظلنا الممدود على رمل المسافة يشتكي طول الطريق.
    [B/]
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك10-09-06, 01:54 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك10-09-06, 02:34 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك10-18-06, 05:20 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك10-31-06, 00:46 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك11-12-06, 02:08 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك11-12-06, 03:09 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك11-14-06, 05:04 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك11-21-06, 00:56 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك12-14-06, 00:25 AM
  MLK vs. Turabi? Mohamed Elgadi11-21-06, 04:20 AM
    Re: MLK vs. Turabi? الكيك11-22-06, 04:02 AM
      Re: MLK vs. Turabi? Nasser Mousa11-22-06, 05:33 AM
        Re: MLK vs. Turabi? الكيك11-26-06, 02:50 AM
          Re: MLK vs. Turabi? الكيك11-26-06, 03:19 AM
            Re: MLK vs. Turabi? الكيك11-29-06, 05:15 AM
              Re: MLK vs. Turabi? الكيك12-04-06, 02:01 AM
                Re: MLK vs. Turabi? الكيك12-04-06, 02:17 AM
                  Re: MLK vs. Turabi? الكيك12-05-06, 02:53 AM
                    Re: MLK vs. Turabi? الكيك12-06-06, 00:19 AM
                      Re: MLK vs. Turabi? الكيك12-06-06, 06:44 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان Yasir Elsharif12-06-06, 08:35 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك12-07-06, 05:03 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك12-07-06, 06:44 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك12-10-06, 11:51 PM
          Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك12-12-06, 01:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de