فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2006, 11:47 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. (Re: الجيلى أحمد)

    (2)
    في رفقة الشاعر الإنسان النبيل:توطدت صلة ابراهيم بالنور عثمان ابكر، حين نقل الأخير رئيساً لشعبة اللغة الانجليزية بمدرسة محمد حسين الثانوية حيث كان يعمل ابراهيم آنذاك. قبلها كان ابراهيم قد التقى بالنور في الندوة الأدبية التي كان يديرها في منزله كل جمعة، الاستاذ المرحوم عبد الله حامد الأمين. كان النور في تلك الفترة محرراً للصفحة الأدبية بجريدة الأيام وكانت في أوج ازدهارها.
    بعدئذذٍ توطدت الصلة فخلال تلك الفترة نشرت الرواية الثانية لإبراهيم (أعمال الليل و البلدة)، كما نشرت له عدة مقالات في الصحافة. وهكذا جمع كليهما اهتمام واحد، ضاقت المدرسة بنقاشهما واتسعت الدائرة وانتقل الحوار و الاهتمام إلى منزل النور.
    كان النور نعمة كبرى على كثير من الأدباء الشباب في ذلك الوقت الجميل من بداية السبعينات. فأضافة إلى المنبر النقدي الذي يوفره للموهوبين وجلسات الاستماع والحوار المثمر الذي يتهيأ لهم في ابراز ابداعهم، كانت مكتبته الغنية لايبخل بها على أحد يلتزم باحترام الكتاب و إعادته. و كعادته فهو صارم مع بعض و متساهل مع الآخر وفق مقتضيات الحال. و كان كريماً إلى أبعد الحدود ونبيلاً إلى حد مدهش، ومتسامحاً و منفتحاً، وحسه النقدي لا يخيب. بيته مفتوح لأصحابه في كل وقت. وهكذا بدا بديهياً أن تتوثق المودة ، فقد كان النور مفتونا بقدرات ابراهيم و إمكاناته الروائية، كان للنور القدرة في الصبر على لغة الحوار والألفاظ "الدارفورية" التي تطرق اسماعه للمرة الأولى، وافتتاح مغاليقها، ومن شدة ولعه بذلك زار الفاشر و استمع و خالط الناس هنالك مما يسر له الأقتراب أكثر من عالم ابراهيم والدائرة التي تحيط بأحداث و شخوص رواياته، فازداد افتتاناً وصار اكثر النقاد عمقاً في معرفة أعمال ابراهيم و مزاجه. كان النور يقول لي أنه ينتظر اليوم الذي يدخل فيه شخوص ابراهيم المدينة وينالون قدرا من التعليم وينتظر بفارغ الصبر كيف يتكلمون حينذاك!! وليس غريباً أن تجد لدى النور الكثير من أصول أعمال إبراهيم الروائية و القصصية، ربما لم يحتفظ بها حتى ابراهيم نفسه. وهكذا حين يتعذر لدى ابراهيم العثور على بعض نصوصه، فإن أول ما يستنجد به في الكربات ، هو النور وحقيبة أوراقه التي كجراب الحاوي، يستخرج لك منه ما لا يخطر على بال!
    النور وإبراهيم ما زالا على صلة رغم المسافات( النور في الدوحة و ابراهيم في الرياض)، وما يفتأ ابراهيم يلهج بذكر النور، وأثره على النطاق الشخصي و الابداعي، ولم يكن حين أهداه روايته ( أخبار البنت ميا كايا) ، إلا عرفان منه ببعض جميله وتعبيرا للمحبة والوفاء، فكلاهما يكن للآخر الود والاحترام العميق.
    عثة الكتب (The Book worm):
    الذين التحقوا بالمدارس من الخلوة بينهم وأقرانهم شأو بعيد، خاصة فيما يتعلق بالقراءة و الكتابة. ولأنهم يدرسون صباحا و ظهراً و عشاءً، فمجال اللعب لديهم جد محدود، و أقل هؤلاء حظاً من كان ذووهم هم أهل الخلوة، أو المعلمون فيها، عندئذٍ تتضاعف أعباؤهم، وعقوبتهم أنكى إذا ما تقاعسوا أو تراخوا في التحصيل. أمام جفاف حياة الطفولة هذه، المحظوظون منهم يجدون كتباً، ربما في السيرة أو الأخبار، وبعض التفاسير سواء في المنزل أو الخلوة، وعندئذٍ فالعثور على شيءٍ كهذا كالعثور على كنز! ينفتح أمام الطفل عالم من السحر والاكتشاف في تلك السن المبكرة، و مجال للمتعة ينسيه عن أي حرمان يعانيه من اللعب و معايشة طفولته، و يسلم من أي انتقاد أو توبيخ طالما ظل و في يده كتاب، حتى و إن كان الكتاب قد لا يلائم سنه! مشهد تتباهى به الوالدة، و يشجعه الأب، ويلاقي الاعجاب و التشجيع من الجميع.
    مدرسة الفاشر الأهلية الوسطى في أواخر الخمسينات و أوائل الستينات، كانت بها مكتبة زاخرة، تحوي كتباً عديدة باللغة العربية و الانجليزية. قرأ ابراهيم الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني تجريد ابن واصل، و الكثير مما تضمنته تلك المكتبة، وكان مما يعاقب عليه الطالب، إذا تم ضبطه وهو يقرأ إحدى روايات الجيب، و قد كانت آنذاك منتشرة و رخيصة، ذاك لم يمنعنا من قراءة الكثير منها، و خاصة روايات اللص الظريف أرسين لوبين و التنافس في كثرة القراءة. ولتلامذة حرموا من الكثير من متع الطفولة، سواءً في القرية أو المدينة، فقد كان الكتاب، هو اللهو المباح والسمير و النجي و الملاذ الآمن و وغاية المتعة.
    وهكذا فإنك لا ترى إبراهيم على حالٍ ما، إلا و رأيت وفي يده كتاب وقلم رصاص. من الطريف أن وجود القلم مع الكتاب لدى ابراهيم هو أكثر تلازماً من القلم و الورقة! ابراهيم يقرأ بقلم الرصاص، و إذا رأيت كتبه فستجد أنك أحياناً تقرأ في كتابين، أحدهما خطه ابراهيم، معلقاً أو مستدركاً على المؤلف، أو تنصيصاً يعود إليه ذات يوم. ولديه قدرة نادرة في تذكر ما يقرأ. تتعجب أكثر حين تعلم ما يقرأ و اهتماماته في القراءة! كتب لم تسمع عنها، مخطوطات لا تعرف من أين يأتي بها وعناوين في غاية الغرابة، ومواضيع، تتعجب كيف يجد الوقت لقراءتها و من أين وكيف اهتدى إليها!!
    كثيراً ما يكتشف أثناء قراءته، كتاباً أو صحيفة، أن هذا الذي يقرؤه كان قد صادفه في مكان ما، ثم ما يلبث أن ينقب، إن لم تسعفه ذاكرته في التو، ثم يجد الاقتباس أو السرقة، حدث ذلك كثيرا مع عديدين. على سبيل المثال، نشر سمير عبد الرازق القطب كتابه المسمى " أنساب العرب"، فبالإضافة إلى ما أورده من سرقات في هذا الكتاب, فقد زعم أنه زار بادية السودان ، و كان ما كتبه حول هذا الأمر مسروق بالكامل ، حوالي ستين صفحة، من كتاب حسن نجيلة " ذكرياتي في البادية". نشر ابراهيم هذه الفضيحة في صحيفة الجزيرة السعودية.عدد 9 يناير 1983، وغير هذه كثير.
    المرحوم الدكتور محمد عبد الحي يسميه "عتة الكتب" وكان بينهما نقاش طريف، سيما، و كلاهما متخصص في اللغة الانجليزية و آدابها، و لا يخفي ابراهيم اسحاق إعجابه و تأثره بالروائي الأيرلندي "جيمس جويس". و حين أشرف د. عبد الحي على مصلحة الثقافة أول إنشائها، و تأسست مجلة الثقافة السودانية، تلك المجلة الثقافية رصينة ترأس تحريرها وسكرتارية المرحوم الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى. وبدءاً من العدد الثاني كان ابراهيم اسحاق من أكثر المساهمين في الكتابة فيها، ولسنوات حتى توقفت مؤخراً عن الصدور مع الأسف!!
    زرته، لعل ذلك كان عام 1971 لإجراء مقابلة معه للملف الأدبي بمجلة الشباب. المجلة نفسها التي نشر فيها الأستاذ شمو أبراهيم شمو، عام 73 أفضل دراسة نقدية قدمت لرواية" أعمال الليل و البلدة "، استخدم شمو كل التقنيات النقدية التي توفرت له، و قراءته العميقة لأعمال ابراهيم، و ربطه لأحداثها و الشخصيات و الحيل الفنية الرائعة التي يستخدمها في رواياته، و اطلق شمو عندئذٍ نظريات عديدة للرؤية الروائية، وبناء الشخصيات، وما سماها بنظرية الإلغاز "PUZZLING" في البناء الدرامي للرواية. ...
    أقول، عند زيارتي إليه آنئذٍ، و حين استضافني في غرفته بمنزله في الحارة الخامسة بمدينة الثورة، هالني أكوام الكتب التي ضاقت ا الغرفة عنها وعن مكتبه المنزوي في الركن القصي منها. بدا لي يومذاك، أن الغرفة على سعتها قد ضاقت، بحيث أنها قريباً، ستلفظ أحدهما خارجها، إما الكتب و إما ابراهيم! قلت له إن لم ينتبه، فسيلاقي وشيكا، مصير جده أبو عثمان الجاحظ[/size]!!
    صورة فنان " PORTRAIT OF AN ARTIST
    منذ معرفتي به ظلت صورته في نفسي شخصاً بالغ العناد. ذلك العناد الصلب الذي ينعته البعض بأنه صعب المراس ، و كما يقول أهل دارفور " راسو قوي". هذا العناد الصلب و المراس الصعب و "قوة الراس" هذه لا يعنينا منها إلا الجانب الإيجابي وفي مكانه المناسب تماماً، ربما يستعاض عن هذا التعبير بعبارة أفضل كقولك " الإصرار أو العزيمة" Determination " ولعل لفظ اليقين أو الإيمان"أقرب التعابير و أدقها، لكني مع ذلك واخضاعا لتعابير البيئة، أجد تعبير " راسو قوي" أكثر دقة في توضيح ما أريد التعبير عنه.سألته و أنا أعد هذه المقالة، فقلت له: أنا أعرف قدراتك اللغوية و التعبيرية، وحين اخترت لغة الحوار في روايتك للمرة الأولى باللهجة المحلية العسيرة الفهم، لمن لم يألفوا هذه اللهجة،ألم يدر بخلدك أنها قد ترفض؟ ألم تسمع منتقدين لهذه اللهجة غير المألوفة؟ ألم يساورك هاجس أن تستبدلها بأخرى غيرها أكثر قبولا؟ أجاب بأن ذلك لم يكن ليهمه إطلاقاً. سألته عن أعماله قبل " حدث في قرية "، قال لم تكن لديه أعمال قبلها، ذلك أن كل ما قبلها كان قد أحرقه! قال لي أنه كتب رواية "حدث في قرية" و هو في سنته الجامعية الثالثةو بعد أن قرأ أكثر من ثمانين رواية في ذلك الوقت لوليم فولكنر وهمنجواي و ديكنز و جراهام قرين و تولستوي وكل أعمال جيمس جويس وغيرهم من رواد الرواية الحديثة و نقادهم!
    منذ تلك السن المبكرة و التي كتب فيها روايته الأولى، كان يحس ، بل و يعرف أنه يكتب شيئاً جديداً غير مألوف في مجال الرواية السودانية. و بالرغم من أنه كان يرى أمثالها مما قرأ في الرواية العالمية، أو على الأقل من ناحية التقانة الروائية او المهارات و الأدوات، ألا أن اللغة التي كان يستعملها جيمس جويس في رواياته و خاصة ناس من دبلن " Dubliners "كانت بالنسبة إليه مفتاح الحل والمؤازر الذي جعله " يقوِّي راسه"و يتشبث بلغة شخصياته و يفرضها فرضاً، وقد استقر في وجدانه أن كل مايحتاجه هو قوة الرأس هذه و المزيد من الصبر و الدأب. ذلك العناد و الإصرار هو بعض مفاتيح شخصية ابراهيم الهادئة الرزينة .
    صبر إبراهيم على اللغط الذي دار حول لغة روايته الأولي ، واتبعها بالثانية (أعمال الليل والبلدة) ثم الثالثة (مهرجان المدرسة القديمة) وهكذا روَّض الناس على تقبل شخوصه ولغتهم . وتوالت الأعمال واتسع القاموس.
    منذ الوهلة الأولى تبنى إبراهيم مشروعه الروائي الضخم الذي بدأ بـ (حدث في قرية) ومنذئذ، فإن شخوص تلك القرية وأسلافهم وأحفادهم عبر الأجيال هو شغله الشاغل في رواياته المتعددة وقصصه القصيرة. أسرة آل كباشي هي القطب تدور الحياة بهم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها . لا يسأم هو، ولا نحن نسأم ولا هم يسأمون .
    تنظر الى شخوصه فتجد أن الصبر والتحدي الى حد القسوة هي جبِلَّةً فيهم، لكن كل تلك القسوة ليست اكثر من قشرة، ترقُّ وتقسو حسب مقتضيات الحال ، أما في أعماقهم فهم مسالمون وديعون، تجد ذلك في شخصية المؤذن العجوز حين ييأس من أهل القرية في تجديد بناء المسجد، فيقوم بالعمل وحده ، (محاربة المؤذن العجوز) تجد ذلك في شخصية (شمسين) حين يتحدى، دون أن يرمش له جفن وهو يتلقى السياط الحاقدة من غريمه حمودة ود بسوس ، وترى التحدي القاسي الى درجة القتل وتقطيع الأوصال، (تسعيرة قارورة بلالاوية)، تراه في ست النفر في كبريائها القاسي وهي تعمل في زرعها ليل نهار حتى الموت في (سفر ست النفر بت شيل فوت) ، نرى ذلك في حاجي وهو تلميذ في المدرسة يتلقى الجلد بثبات وتحدٍّ قاسٍ، (أعمال الليل والبلدة)، تراه في المقداد ود جليلة مع مدرسيه وأقرانه ، وهبَّاته في صباه، (عنتريات المقداد ودجليلة) وتتابع التحدي والإصرار القاسي في التكروري الذي قذف بالسائق داخل البئر (القصاص في حجر قدو) .. و هلم جرا .
    الأحداث في قصص إبراهيم تحركها الفواجع الكبيرة ، نجد ذلك بدأ من (حدث في قرية) و (أعمال الليل والبلدة) و (مهرجان المدرسة القديمة) وفي القصص القصيرة (تسعيرة قارورة بلالاوية ) .. الخ .
    إبراهيم يرى القرية كإنسان أصابه احتقان في الدم، لا يبرأ منه الإ بالفصد والحجامة ، يتدفق الدم المحتقن الفاسد ، وسرعان ما يبرأ ويطيب الجسم، تماماً كما أورد على لسان الغالي في قصة (انتداب للبيات في الرميمات) " ترا ما يحلها يا أهلي الا دم يسيل .. لعلو قدر غالب"! ولعل النقاد واجدون مبحثا غنيا وممتعا بتتبع هذا الأثر في أعمال إبراهيم .
    كنت أتحدث عن شخصية إبراهيم الهادئة الوادعة ورقته المتناهية ويتعجب المرء من عنفوان شخوص قصصه ورواياته والعنف والقسوة والفظاظة . ولعل ما أشار إليه الأستاذ شمو قبل ثلاثين عاما في دراسته عن أعمال الليل والبلدة ، ما زال نافذا ومتجذرا وصحيحا ، قال : (إبراهيم قد يعالج موضوعه بخشونة ملفتة لدرجة أنه أحيانا يجعلك تحسبه إنسانا مجردا من العاطفة . ولكنه يبقى في الحقيقة وعلى الدوام ، ماسكا باللحن التراجيدي يحتفظ به ظاهرا على الأقل لنفسه) . منذ كتابة هذه العبارة انتج إبراهيم العديد من الروايات وعشرات القصص ليؤكد هذا المعنى. ليت شمو يكتب الآن! ومعنى آخر أكده شمو، إن إبراهيم ، على عكس الكثير من الأدباء ، "لا يضع القرية في مقابل المدينة ( أو العكس) وصراعه ليس على الإطلاق بين المدينة والريف لكنه يستند على القرية نفسها ، وصراعاته تدور داخلها .. يتحسس نبضها ويتأمل مشاكلها وقضاياها الحياتية والمصيرية .. هو يغوص في أعماق البلدة ويقدمها لك في صورة غريبة ومذهلة وبمنتهى المحايدة .. وفي نفس الوقت بمنتهى الحيوية والدفء " أقول مرة أخرى أن كلمات شمو هذه هي من ثلاثين عاما، وقبل أن تولد الكثير من أعمال ابراهيم التي نراها اليوم وقد صدرت له آنذاك روايتان فقط .(حدث في قرية) ، و(أعمال الليل والبلدة) ، أقول أن كل ما تبع بعدئذ من أعمال إنما يؤكد نظرية شمو .
    ملحوظة أخرى ، في البناء الدرامي لإعمال إبراهيم وشخوصه تجد أن الشخصيات هي نفسها تتحرك صعودا وهبوطا في إطار الروايات والقصص. والأسماء التي تجدها في قصة أو رواية مهما صغر دورها لابد أن تعلق بذهنك لأنك ستجدها في قصة أخرى ذات صلة ، أو ربما تكون قد صادفتها من قبل . تجده إما راوياً أو مروياً عنه. ( حدثني إبراهيم بأن رواة سيرة آل كباشي في أعماله العديدة بلغت حتى الآن أكثر من ثلاثين راوية ) . وقد تصادف ابن الراوي أو أباه ، أمه أو أخاه أو صهره أو غريمه . حتى الغرباء الذي يأتون إن لم يتركوا ذرية ، فإنهم يتركون ما يدل عليهم بعدئذ ، زيدان الجلابي، في أعمال الليل والبلدة ، الموظف الحكيم في ( الحلول عند القيزان 17). التكروري الطويل الركين والقاسي ( القصاص في حجر قدو ) .. المدرس " شادي" في ( عنتريات المقداد وجليلة ). وحتى فلقة في ( أعمال الليل والبلدة)، هذه الشخصيات التي تبدو عابرة وكأنها قالت كلمتها ومضت، أنها لم تنته فآثارها تتداعى بأنماط مختلفة في كيان البلدة ونسيجها الاجتماعي تنعكس بصورة واضحة بعدئذ في آل كباشي ، وناس كافا، يستدعيها إبراهيم في الوقت المناسب.
    ثمة خيوط كثيرة تتشابك مثل نسيج العنكبوت في نظام دقيق وكل شخصية تتفتق بما لا يتصور وتأتي بالاعاجيب ، وكما جاء على لسان كلتومة في (تسعيرة قارورة بلالاوية ) " ياستنا ما قلنا ليك الرجال دناقر ..با بنية خالي ما قلنا ليكم الحقارة جسارة . ياتو يا جماعة كان يقول شمسين الهوين يسوى الشغل البسوى دا ؟ )..

    لعلّ الأستاذ النور عثمان أبكر قبل ربع قرن كان ينتظر شخوص إبراهيم إسحاق، كيف يتكلمون ويتفاهمون حين يذهبون إلى المدينة ويتغيرون.. الخ / ما حدث كان أكبر من ذلك . إبراهيم نقل المدينة إليهم ، فإذا ( اللاندكروزارات ) تجوب تلال القرية ، وتنتشر المدارس حتى الثانوية ، ويقتني المزارعون القشارت و العصارات لمحاصيلهم ، وسعيد الكباشي يضرب بلواريه ونيساناته شرقاً وغرباً ، وأبناؤه يدخلون الكلية الحربية ولا يعدم واسطة يحتاجها وما زال كافا موارة بآل كباشي، وفي الظروف القاسية وفي زمن النهب المسلح.
    انظر ماذا حدث لهم و لما حولهم!

    ( ذلك الذي حدث لهم خلال العشرين سنة و زيادة...التي قضوها في الخلاء قد بذروا لأنفسهم مع الجماعات السارحة معهم، أهل السافل و الصعيد، ميدوب و معالية و كواهلة و زغاوة و بزعة، وقرعان و مهرية، و بديات، بذروا معهم عداوات و مرارات لا يستهان بها، و بذلك فقد لجأوا كلهم إلى الراقين و السحارين، و علقوا في أذرعتهم كتل الحجبات منها المضلة ومنها الميامين، أما بنادقهم و مسدساتهم و سكاكينهم و فؤوسهم، و قرجاتهم، و مصابيحهم، فقد تطورت مع كل تحول في نبرات و فورات الاحتكاك شبه اليومي، فوق كلأ الرميمات صعب المنال وفي مياه السانيات الشحيح.) ... (بعضهم في جرابه الآن الكلاشينكوف المطور ذو الخزنة المعقوفة بمسند الحديد الذي ينطبق .. و بعضهم له منظار مقرب يعلقه إن احتاج على البندقية الآلية الألمانية العنيفة الثقيلة ذات الأربعين طلقة.. أما هو فقد اقتنى العوزي الشرير، وفي صلبه مسدس أتوماتيكي بلجيكي، خزنته في المقبض، يسع لتسع صعاليك نحاسية منسلبة كأنها نوى تمرٍ غليظ) ..(الانتداب للبيات في الرميمات)..

    **عالم عباس**






    _ نشر المقال فى البدء بموقع سودانيات.._
                  

العنوان الكاتب Date
فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-03-06, 11:26 AM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. Shao Dorsheed10-03-06, 11:34 AM
    Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-03-06, 03:32 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-03-06, 11:39 AM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-03-06, 11:47 AM
    Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. Tragie Mustafa10-03-06, 03:52 PM
      Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. عبده عبدا لحميد جاد الله10-03-06, 05:08 PM
        Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-04-06, 01:55 PM
      Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-04-06, 11:47 AM
    Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محمدين محمد اسحق10-03-06, 05:28 PM
      Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-04-06, 01:58 PM
      Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-05-06, 03:33 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. Shao Dorsheed10-03-06, 10:06 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-05-06, 05:41 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-05-06, 05:53 PM
    Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. صلاح شعيب10-06-06, 03:36 AM
      Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-06-06, 06:40 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. Mahjob Abdalla10-06-06, 07:24 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-10-06, 03:44 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-14-06, 10:23 PM
    Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محى الدين ابكر سليمان10-22-06, 11:17 AM
      Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محى الدين ابكر سليمان10-22-06, 08:25 PM
        Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محمدين محمد اسحق10-23-06, 04:41 AM
          Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. Ahmed Mohamedain10-23-06, 05:40 AM
        Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-23-06, 07:41 AM
          Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محمدين محمد اسحق10-23-06, 02:07 PM
        Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محى الدين ابكر سليمان10-26-06, 08:27 AM
          Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-29-06, 07:54 PM
  Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. الجيلى أحمد10-25-06, 09:44 PM
    Re: فى الرد على الأخ محمدين: لهجة دارفور وثق لها أدباء ورواة بقامة الشمس.. محمدين محمد اسحق12-20-06, 11:34 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de