|
Re: أيامي (Re: هشام آدم)
|
__________
ما زاد إحساسي بخيبة الأمل هو أنه كان يتوجب علينا الإعداد للمدرسة مباشرة، الأمر الذي جعلني لا أطمئن لكوني سأعود للمقاعد الدراسية بعد ثلاثين يوماً من الحرية. لم أكن كبقية أطفال كوينكا الذين يعشقون الجو المدرسي لما يجدون فيه من متعة الالتقاء بالأصدقاء والشغب الطلابي البريء. كنت على يقين بأن المدرسة أمر ضد الرب وضد البشرية، وهي – بطريقة ما – إصلاحية في شكل أكاديمي تقريباً. فكان مجرد فكرة الاستيقاظ من النوم في الصباح الباكر في شهر أيلول يبدو كالتعذيب الذي يتلقاه السجناء السياسيون في سجن باتورن باي ذو الأسوار العالية الصماء. وما كان يزيد الأمر سوءً هو ربط والدي الدراسة بالإيمان! فلم يكن والدي يحرص على تذكري بشيء بقدر إنهاء الواجبات المدرسية والذهاب إلى الكنيسة بانتظام وحفظ التراتيل التي كانت تدرس لنا فعلاً في المدرسة. هذه المرة، كان إحساسي بوالدي مغايراً بعد معرفتي لتاريخه المراهق الذي لم يكن ناصع البياض كما كان يحاول أن يقنعنا به.
كانت الرغبة الجامحة لوالدي هو أن يمحي تاريخه القديم من ذاكرة الآخرين، وأن يبدؤوا بمناداته باسم "الأب" ورغم أنه تحصّل فعلاً على اللقب بمباركة باباوية في إحدى احتفالات التنصيب بالكنيسة إلا أنني لم أكن على قناعة بهذا التنصيب، فقد كان والدي ديماغوجياً[3] من الدرجة الأولى، لاسيما بعد أن أثبت قدرة عالية على حفظ أعداد لا بأس بها من التراتيل والمقولات الأنجيلية. وكان والدي يحتفظ في غرفته في المنزل بعدة نسخ من الأنجيل من العهدين القديم والجديد. وليس لدي أدنى شك بمدى صدقه في أن يكون رجلاً متديناً، ولكن ما كان يثير حنقي عليه، هو أنه لم يدخل غرفة الاعتراف قط. وكان يعتبر أن تاريخه المشين، تاريخ لشخص آخر غيره. وربما عقد صفقة ما مع الرب ليمحي عنه تاريخه مقابل أن يقيم أسرة ذات نهج كاثوليكي محافظ. وربما أوصاه بابنه كاسبرو تحديداً لسببٍ ما. هذا ما كان يخطر لي عندما أجده متشدداً حيال جعلي كاثوليكياً مأدلجاً منذ وقتٍ مبكر.
ثمة أسماء ووجوه أتذكرها كلما مررت بذاكرتي بالصدفة على مرحلة عمرية ما من حياتي: إخيليو نوريس وماريو كانسيليو هذا بالإضافة إلى العم سلفادور أورفل والجد مانويل إميليو الذي ارتبط اسمه لدي بشوكولاته جوز الهند. إذ كان يعمل جدي مشرف إنتاج في مصنع لصناعة شكولاته جوز الهند الفاخر.
______________
[3] الديماغوجية: هي القدرة على كسب ثقة الآخرين عبر التأثير عليهم بالخطاب العاطفي.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:15 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:19 AM |
Re: أيامي | بكري اسماعيل | 09-30-06, 07:24 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:31 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:37 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:43 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 12:10 PM |
Re: أيامي | DKEEN | 09-30-06, 09:00 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 12:11 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 12:19 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 04:49 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 05:48 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 01:28 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 02:41 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 03:51 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-02-06, 05:12 AM |
Re: أيامي | Sudany Agouz | 10-02-06, 08:44 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 03:24 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 04:28 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 04:37 AM |
Re: أيامي | عبدالرحمن عزّاز | 10-03-06, 04:52 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 07:56 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 08:09 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 08:19 AM |
Re: أيامي | Tragie Mustafa | 10-03-06, 09:45 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 12:48 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 01:09 PM |
Re: أيامي | Tragie Mustafa | 10-03-06, 02:05 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 03:05 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-04-06, 07:15 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-04-06, 03:40 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-05-06, 05:10 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-08-06, 03:07 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-09-06, 06:30 AM |
|
|
|