أيامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 11:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2006, 01:28 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيامي (Re: هشام آدم)

    ______________

    هؤلاء كانوا مجرد أسماء أقرأها على شجرة العائلة، ولم أكن أعرف أحداً منهم قبل زيارتي التاريخية لكوينكا فيما عدا العم سلفادور الذي كان يعيش معنا في أرتكاتا حتى وفاة سانتوس أورفل. كانت مهمتي الصعبة تكمن في التعرف على أفراد العائلة، بل وأن استشعر تجاههم بالعاطفة الأسرية التي لم يكن لها وجود يذكر. كان الفتيان الذين ما زالوا محيطين بي يرمقونني بنظرات لم أستطع تفسيرها على نحو منطقي، وكأنني كائن فضائي ذو ملامح بشرية. ولم يبعدهم عني غير صوت الجد أورفل بودن وهم يتقدم إليّ بعرجة خفيفة سببها له النقرس، متأملاً في تفاصيل وجهي الذي يراه للمرة الأولى. وبميكانيكية أبوية قبّلني قبلة واحدة وهو يتساءل:

    * أهذا هو كاسبر؟

    ثم تقدمت يواماريز روجيليو التي بدت لي أطيب بكثير من سوليداد، فلم تكن عيناها تحملان نظرات المكر التي كانت تحملها عينا سوليداد. لم أعرف حينها الدافع الحقيقي وراء احتفائها بي. لم أستطع أن أحدد ما إذا كانت أحبتني فعلاً، أم أنها ادعت ذلك لإرضاء أورفل. هل كانت فعلاً فرحة لرؤيتي، أم كانت تريد فقط أن تظهر لأورفل أن باستطاعتها أن تحب أبنائه أورفل من زوجته الأخرى. فيما بعد اكتشفت أن شفتيها لم تكونا رطبتين كما شفتي سوليداد، غير أن لها ذات الرائحة.



    دخلت منزل العائلة الكبير، وأنا أحس أنني أعبر من خلال بوابة زمنية إلى عالم قديم، كرّس ذلك الشعور الغبار المتواجد بكثرة على كل شيء. كنت أبحث عن أمي بين الجموع ومن عيني تتقافز نظرات وجلة ومترقبة، عندما فاجأني أحدهم بجملة ناصحة اعتبرتها أمراً "اذهب والعب مع الأطفال بالخارج" كان الصبية يجمعون بعض النقود لدخول المسرح المتنقل الذي يقام كل صبيحة عيد الفصح. فوقفت متفرجاً دون أن أبدي أي رغبة في المشاركة. تقدّم إليّ سانتياغو إميليو وخاطبني بنبرة أكثر جدية "هل تملك نقوداً" عندها تذكرت تلك العملة المهترئة التي خبأتها جدتي سوليداد في جيبي بسرية، شعرت بالخجل من الإنكار ومن الاعتراف. غير أن الاعتراف بحمل عملة بائسة كان أخف وطأة من الإنكار الذي يعني فلس الثري، وكان ذلك طعنة لكبريائي الأرستقراطي المفترض، فأخرجت العملة الورقية على مضض وناولتها إياه. فاكتشفت على الفور أن ما كنت أحمله في جيبي بإهمال كان عملة بالغة القيمة لدرجة أن الجميع أعادوا نقودهم إلى جيوبهم. كانت العملة التي أحملها كافية لدخولنا جميعاً للمسرح المتنقل ولشراء مرطبات باردة أيضاً. عندها أحسست بالفخر تجاه سوليداد، وعندها فقط عرفت مقدار محبتها الحقيقية لي.



    أطفال كوينكا يتمتعون ببراعة حرفية عالية، إذ يصنعون عربات صغيرة من صفائح الزيت الفارغة، بينما يبحثون في مكب النفايات عن أحذية قديمة يصنعون منها الإطارات. ثم يضعون عصا طويلة منتهية بحلقة دائرية كبيرة مثبتة على العربة تتحكم بتوجيهها. كانت تروق لي كثيراً تلك العربات التي يصنعونها بأنفسهم، وقد بدا ذلك عليّ لدرجة أنّ أحدهم أهدى لي واحدة منها، كانت هي البداية الحقيقية لكسب علاقات ذات طابع حميمي مع البعض. وقت الظهيرة بينما ينام البالغون، كان يتجمع الصبية في ساحة قريبة وبيد كل واحدٍ منهم عصا عربته، ثم ينطلقون إلى ضفة نهر كويربو . كان منظر النهر بمياه الصافية المنسابة في خيوط دقيقة كأنها خيوط عنكبوت بارعة، كان مغرياً إلى حد يجعل الصبية يقررون في كل مرّة السباحة بعيداً عن رقابة الكبار الذي كانوا يحظرون السباحة على الأطفال. ولأنني لم أكن أجيد السباحة فقد كنت أكتفي باللعب بالماء في المنطقة الضحلة من النهر قرب الضفة التي تنتشر عليها حصوات كبيرة ملساء وكأنها بيوض طائر خرافي. كنت وما أزال أخاف من السباحة في الماء. يخيّل إليّ أنني كقطعة الإسفنج، ولم أتعلم بعد تقنية الطفو أو الإبصار تحت الماء. حتى أنه ما تزال تتملكني مخاوف غير مبررة من المخلوقات المائية. في المساء، حين يحل الظلام، كنا نقضي الوقت في ساحة رملية واسعة أمام منزل الجد مانويل إميليو (جدي لأمي) المستقر في أرتكاتا. يعيش في هذا المنزل خالاتي: يومايريس وإلدورا إميليو إضافة إلى جدتي لأمي ماريابيلا تانكريدو. لا أذكر أن لي مع إحداهن ذكريات تذكر، وهكذا كان الحال مع أقربائي من جهة أمي. كان الخال سانتياغو إميليو يشرح لنا قواعد لعبة "عيون النمر" إذ يأخذ عظمة حيوانية قديمة ويرمي بها بشكل عشوائي بينما ندير ظهورنا إلى الناحية الشمالية، ثم نبدأ البحث عن العظمة الضائعة معتمدين على ضوء القمر فقط.






    .

    (عدل بواسطة هشام آدم on 10-01-2006, 01:31 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
أيامي هشام آدم09-30-06, 07:15 AM
  Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 07:19 AM
    Re: أيامي بكري اسماعيل09-30-06, 07:24 AM
      Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 07:31 AM
        Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 07:37 AM
          Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 07:43 AM
      Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 12:10 PM
  Re: أيامي DKEEN09-30-06, 09:00 AM
    Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 12:11 PM
      Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 12:19 PM
        Re: أيامي هشام آدم09-30-06, 04:49 PM
          Re: أيامي هشام آدم10-01-06, 05:48 AM
            Re: أيامي هشام آدم10-01-06, 01:28 PM
              Re: أيامي هشام آدم10-01-06, 02:41 PM
                Re: أيامي هشام آدم10-01-06, 03:51 PM
                  Re: أيامي هشام آدم10-02-06, 05:12 AM
                    Re: أيامي Sudany Agouz10-02-06, 08:44 AM
                      Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 03:24 AM
                        Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 04:28 AM
                          Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 04:37 AM
                            Re: أيامي عبدالرحمن عزّاز10-03-06, 04:52 AM
                              Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 07:56 AM
                                Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 08:09 AM
                                  Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 08:19 AM
                                    Re: أيامي Tragie Mustafa10-03-06, 09:45 AM
                                      Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 12:48 PM
                                        Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 01:09 PM
                                          Re: أيامي Tragie Mustafa10-03-06, 02:05 PM
                                            Re: أيامي هشام آدم10-03-06, 03:05 PM
                                              Re: أيامي هشام آدم10-04-06, 07:15 AM
                                                Re: أيامي هشام آدم10-04-06, 03:40 PM
                                                  Re: أيامي هشام آدم10-05-06, 05:10 AM
                                                    Re: أيامي هشام آدم10-08-06, 03:07 AM
                                                      Re: أيامي هشام آدم10-09-06, 06:30 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de