الحاج ورّاق حول حادثة إغتيال محمد طه: عبد الحي والمسؤولية الأخلاقية!

Quote: كل هذه، وغيرها، من الاختلافات مع الشهيد الراحل محمد طه، واردة وجائزة، ولكن القفز فوق أصل القضية، وتحميل مسؤولية مقالة المقريزي لمحمد طه، ثم تصويره كشاتم الرسول، وطباعة هذه الصفة على المنشورات وعلى لافتات المظاهرات، هنا كذب فاضح، وعدم نزاهة، والأهم أنها شكلت حينها اغتيالاً معنوياً لمحمد طه، مهد لاغتياله العملي لاحقاً! * وعلى عكس مايزعم عبد الحي يوسف فقد ساهم شخصياً في تلك التعبئة غير النزيهة، وتشهد على ذلك ورقته الاخيرة التي قدمت في مؤتمر الدعاة، قبل ايام قلائل من جريمة الاغتيال، بعنوان (دور العلماء وفقه المواجهة) حيث يرد فيها: (ان الواجب تذكير الحكام بان المسلمين الذين طعنوا في دينهم وثلموا في شرف نبيهم يتطلعون الى انفاذ حكم الله فيمن أتى هذا الجرم الفظيع حتى تهدأ ثائرتهم وحتى يعلم كل منافق ودجال بان امر الله نافذ وان الجناب النبوي حرم مقدس لا يقبل المسلمون به مساساً..) ثم يحشد في ورقته أقوال السلف القاضية بقتل مؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، بما يعني ان انفاذ امر الله المشار اليه انما هو القتل. ولاحظ الطابع التهديدي والابتزازي في الحديث عن (هدوء الثائرة)! ولاحظ ايضا ان القتل انما يستهدف ارسال رسالة الى (كل منافق ودجال)!! وهم بحسب فقه عبدالحي ربما يشكلون غالبية أهل السودان!! ولكن الأهم، ان عبد الحي المسارع الى القتل، لا يتأمل في حقيقة ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يزعم الذود عنه كان (أحسن الناس خلقاً، واعظمهم امانة، واصدقهم حديثاً، وأجودهم وأسخاهم، واشدهم احتمالاً، واعظمهم عفواً ومغفرة، وكان لا يزيد شدة الجهل عليه الا حلماً..) فأين الاقتداء بحسن الخلق مع الكذب؟! وأين الاقتداء بالامانة مع التربص وسوء الانتحال؟! وأين الاقتداء بصدق الحديث مع اتهام الناس بالباطل؟! بل وأين الاقتداء بنبي الرحمة ورسول الرحمة من التحريض على الولوغ في دماء الناس بالشبهات؟!