|
Re: مبادرة { كرام المواطنين } (Re: أبو ساندرا)
|
تخدير الأزمة ...!!
** أن يبيت جنديا أجنبيا واحدا على أرضنا لليلة واحدة ليحمينا من بعضنا لا يعد الا فشلا منا و فعلا قبيحا في حق بلدنا و شعبنا ، وعليه فان الذين يوزعون الابتسامات جهرا - و ربما الحلوى سرا - فرحا و ابتهاجا بقرار مجلس السلم و الأمن الأفريقي القاضي بمد فترة بقاء جنوده بدارفور حتى نهاية العام هذا ، هؤلاء لا يعلمون بان سعادتهم غير الخفية هذه لا تكشف للناس سوى إدمانهم للفشل وعشقهم للقبح ، و أن ( السيادة الوطنية ) التي يستظلون بظلها - سياسيا - هي اصغر همهم و أوضع علمهم ...!! ** فان بقاء القوات الإفريقية لربع عام آخر دليل على عجزنا لحل الأزمة واستئصال جذورها ، وبرهان على فشلنا لخلق وطن يعيش مواطنه حرا طليقا بلا حماية أجنبية ، ومهما تنفست حكومتنا الصعداء و انتشت بهذا البقاء الأفريقي ظنا بأنها فلتت - مؤقتا - من براثن مشروع القرار الأممي الأخير وقواته الدولية ، فان البقاء الأفريقي يعني - لذوي البصائر و الضمائر الوطنية - بقاء الأزمة بكل كوارثها و كذلك بقاء( السيادة الوطنية ) قيد الاعتقال الأجنبي لحين إشعار أو مشروع آخر ...!! ** وما لم تسقط من الذاكرة بعد هي تلك التصريحات الغربية التي عقبت مشروع القرار الأممي والتي كانت مفادها بان إعداد وتجهيز القوات الدولية تطلب فترة زمنية أقصاها نصف عام ، و إذا أضفنا الشهور الثلاثة القادمة على الشهر السابق تصبح النتيجة النهائية هي أن بنهاية هذا العام تكون الأمم المتحدة قد أحصت قواتها و جهزتها عدة وعتادا و ربما تضيف إليها القوات الأفريقية التي تكاد أن تنال ( درجة المواطنة ) عمرا زمنيا في بلدنا ...!! ** وعلى الفرحين بقرار البقاء الأفريقي امتثالا لنظرية الشيخ فرح ود التكتيك ( يا مات الشيخ يا مات السيد يا مات البعير ) .. عليهم أن يستفيقوا من ثبات فرحتهم ، و عليهم أن يعلموا بان قرار البقاء الأفريقي ليس قرار إفريقيا كما يبدوا لهم ، و ليس إنجازا حكوميا كما تظن حكومتهم ، بل هذا القرار له صلة وثيقة بالفترة الزمنية التي يحتاج إليها مجلس الأمن لتنفيذ القرار ( 1706 ) .. و لكي لا تضحكوا قليلا و تبكوا طويلا - ربما مدى العمر - عليكم أيها السعداء ربط القرارات الأجنبية - افريقية كانت أو دولية - ببعضها ثم استنتاج الحلول الوطنية التي تمنع تنفيذها .. وهذا ما يعرف لفظيا ب ( درء المخاطر ) ...!! ** و درء المخاطر لا يتم بلجنة يرأسها سوار الذهب - أو زيد من الناس - لتعيد إنتاج مسلسل ( المناورات السياسية ) ، هذا المسلسل الذي سئم منه الوطن والمواطن والأحزاب بتكرار حلقاته بذات أبطالها عند كل موجة أزمة أو (سحابة زنقة ) تظلل سماء الحكومة ، فاللجان التي تعدها الحكومة للمعارضة لتخديرها في الأزمات لم تعد محل ثقة و لم تعد جديرة بالانتباه ، وبأنشطتها الكسولة وحركاتها الساكنة و خلاصتها الصفر تحولت صيحات أجندتها - على مر زمان الحكومة - إلي صيحات ذاك الراعي في تلك المطالعة .. ( هجم النمر ، هجم النمر ) .. ولسوء الحظ - و للعظة و الاعتبار - هجم عليه النمر في الصيحة الأخيرة الصادقة ...!! ** وإذا كانت النوايا الحكومية صادقة ل ( درء المخاطر ) ، عليها أن تكلف قياداتها النافذة لمفاوضة جبهة الخلاص الوطني بدارفور و أحزاب المعارضة في مائدة حوار وطني لا تقصي حزبا أو حركة أو جماعة ، ليناقش الكل ( كل القضايا الوطنية ) ثم استخلاص النتائج بالإجماع الوطني .. و ليس بالإجماع السكوتي ... هذا أو ... فلتواصل لجنة ( سوار الذهب ) أعمالها حتى يهجم النمر على ( أسوار البلد ) ...!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|