|
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف (Re: الطيب شيقوق)
|
عزيزي شيخ العرب
كثير الشكر على كلماتك الرائعات في حقي.. كما تعلم يا صديقي قال طرفة الكثير من الشعر وله فلسفته في ذلك كما له فلسفته في الحياة:
نَدامايَ بيضٌ كالنجومِ وقينةٌ تروح علينا بين بُردٍ ومُجْسَدِ رحيبٌ قِطابُ الجيبِ منها رفيقةٌ بجَسِّ النَدامى بضةُ المتَجَرَّدِ إذا نحن قلنا لها أسمعينا انبرت لنا على رِسْلها مطروفةٌ لم تَشَدَّدِ
طرفة لا تجده في الحوانيت-كما قال طه حسين في شرحه للأبيات أعلاه-ولا هو بالذي ينادم الصعاليك وأخلاط القوم وإنما تجده فيها كريماً ممتازاً، ينادم قوماً كراماً ممتازين أحراراً مثله، كأنهم النجوم وهم لا يحبون هذا الشراب الجاف الخشن وإنما هم أصحاب لهو مترف له حظ من الفن ، فهم يشربون ويسمعون ويستمتعون أيضاً، لهم قينة جميلة حسنة الصوت لا تبخل عليهم بما يحبون من دعابة..
طرفة إذن ليس صاحب لذة غليظة تصدر عن الحس لترضي الحس وإنما هو صاحب لذة رقيقة تصدر عن تفكير وعن فلسفة وعن اختبار للحياة..وقد ظن به قومه مثل هذا الظن فأنكروا عليه إسرافه في اللهو وإتلافه الطارف والتليد..فاجتنبوه وقاطعوه..
وما زال تشرابي الخمور ولذتي وبيعي وانفاقي طريفي ومتلدي إلى أن تحامتني العشيرة كلها وأُفرِدتُ إفرادَ البَعير المعبّد إلى أن يقول:
أرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوي في البطالة مفسد ترى جثوتين من تراب عليهما صفائح صم من صفيح منضد أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد
إنها لوحة تمثل للمشاهد ما بين قبر البخيل الحريص وقبر الكريم الذي ينفق (يفسد) ماله ويستمتع بحياته. فهناك تشابه بينهما: كلاهما جثوة تراب عليها حجارة منضدة لا يفرق بينهما أن أحدهما يضم رجلاً قد حرص على ماله فأبقاه وأن الآخر يضم رجلاً قد طابت نفسه عن ماله فأتلفه إتلافاً فالذين يرثون مال البخيل كالذين يرثون إعدام الكريم..لن يستطيعوا أن يغيروا ما بين هذين القبرين من الشبه ولا أن يمحوا ما بينهما من المساواة..
ثم يعود في آخر القصيدة إلى فلسفته التي كان فيها، مجدداً تهوين الحياة وتحقير أمرها وتعظيم أمر الموت وما يصور من اليأس:
أرى الموتَ أعدادَ النفوسِ ولا أرَى بعيداً غداً ما أقربَ اليومَ من غدِ ستُبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تُزوّد
الأستاذ الطيب:
بكل تأكيد هناك من هم أدرى مني بفهم قصيدة طرفة وشرحها وأملي أن لا يبخلوا علينا بعلمهم لتعم الفائدة..
لك شكري ثانية وودي الزاكي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-09-06, 09:00 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-09-06, 09:01 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-09-06, 09:05 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | Agab Alfaya | 09-13-06, 07:39 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-13-06, 08:52 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | Agab Alfaya | 09-09-06, 11:53 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | محمد المرتضى حامد | 09-09-06, 05:44 PM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-10-06, 07:03 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-10-06, 02:21 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الطيب شيقوق | 09-10-06, 02:38 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-10-06, 08:34 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | أبوذر بابكر | 09-10-06, 04:05 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-11-06, 07:12 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | أبوذر بابكر | 09-11-06, 10:34 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | Adil Osman | 09-10-06, 07:33 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-10-06, 10:01 PM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الطيب شيقوق | 09-11-06, 02:30 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الطيب شيقوق | 09-11-06, 08:54 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-13-06, 04:36 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-12-06, 01:00 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | محمد ابراهيم قرض | 09-11-06, 10:23 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-13-06, 04:49 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | Agab Alfaya | 09-22-06, 05:08 AM |
Re: ُربَّ مُخْطِئَةٍ من الرَّامي الذَّعَّاف | الزاكى عبد الحميد | 09-28-06, 09:19 AM |
|
|
|