رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 10:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2006, 08:45 AM

موسى الحسين سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 09-07-2006
مجموع المشاركات: 143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد (Re: خضر عطا المنان)


    الاخ العمدة /أحمد إبراهيم أبو شوق شكراً على رسالة الصديق الدكتور/ توفيق الطيب البشير
    Quote:
    الأخ الصديق الدكتور توفيق الطيب البشير ينعي الأستاذ عبود أحمد عثمان

    *************

    تعطَّلتِ المكارمُ والمعالي وماتَ العلمُ وارتفعَ الطغامُ

    كل شيء في هذه الدنيا له أنصار وأعداء إلا الموت .. فالجميع أعداؤه!! ولكنه بلا ريب وعد الله الحق .. وهو سبيل الأولين والآخرين.. وهو المحطة التي يستبدل فيها قطار الدنيا بقطار الآخرة. والموت له صعقة تصرع الحي عند سماعه خبر الموت، وتسلبه فكره ووقاره وتملأ قلبه حزناً وعينه دمعاً.ً والمؤمن حقاً من يصبر عند الصدمة الأولى .. ونحن في كل مرة يفجعنا الموت في حبيب أو عزيز ، تصرعنا هذه الصعقة ونعاني من آثارها العميقة وجروحها الغائرة زماناً طويلاً .. إلا هذه المرة فقد كانت الصعقة على نحو أصعب..
    مات الأستاذ عبود ومن كان معه من الأحباب رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.. ماتوا على النحو نفسه الذي قضى فيه الأستاذ عبد الهادي الخليفة طه وبعض من كان معه رحمه الله.. وما أشبه ما كانا عليه من اندفاع نحو عمل الخير، واقتحام لطريق الموت.. ثم الموت والابتلاء..
    أنا لم أعرف الأستاذ عبود، محامياً مشهوراً أو سياسياً مرموقاً . ولم أعاصره طالباً يدرس الحقوق فحسب، بل هو من أبناء عمومتي، ونحن أبناء قرية واحدة.. حيث جمعتنا المدرسة الأولية والمتوسطة.. وفي الجامعة كنا لا نفترق إلا قليلاً جداً، رغم أنني دخلت بعده بعام أو عامين وفي جامعة أخرى غير التي تخرج فيها..
    كان رحمه الله من أذكى الناس وأحفظهم لما يقال ، وأعرفهم بما يقرأ أو يسمع . وكان له صوت رنان عالٍ يسمع به من كان في مجلسه وبعض من لم يكن كذلك.. كان على قدر واسع من العلم والمعرفة وكان تواضعه أكبر بكثير مما كان عليه حاله.. كان لطيفاً في عباراته مرحاً في محادثاته خفيف الظل وحاضر البديهة.. لا تكاد تمل منه أبداً.
    لم يكن فقيدنا على ما ذكرنا فحسب، ولم يكن ما ذكرناه تقريظاً بل جملة مقتضبة من حقائق تاريخه الناصع. فقد كان علاوة على كل ذلك قائداً عملاقاً، منذ أن استوى على سوقه.. حيث كان يدير الجمعيات الأدبية في المرحلة المتوسطة، وكأنه أستاذ لا طالب. ثم كان من أوائل الذين مهدوا الطريق في الجامعات السودانية آنذاك لزملائهم وعبدوها بإنشاء الروابط الاجتماعية والثقافية والتي قامت بدور لا يجهله أحد في تطوير الكثير من مناطق السودان، وكانت تعكس تراث وقيم أهلنا في الريف السوداني ، وتقيم المعسكرات الصيفية في المناطق المهمشة والأسابيع الثقافية في الجامعات ، وتسير الحملات الصحية لتقديم الدواء لأهلنا في الريف .
    ومن هنا أخذ طريقه للنجاح والشهرة في مجال المحاماة والعمل السياسي ، لا يثنيه عن عزمه عائق ولا يمنعه من طموحه مانع وكان كثيراً ما يقول لي:
    لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
    وحينما أقول له ساخراً ؛ لقد مللت هذا البيت يبدله ببيت آخر وكأنه لا يعرف غيرهما
    ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
    فانظر كيف كان يقتله الطموح ويشغله المجد، حتى أفنى زهرة شبابه في خدمه وطنه ومساعدة الضعفاء من قومه ما يكن معروفاً حتى لأقرب الأقربين إليه.
    ومع أنني لست بقادر على أن أفعل شيئاً من هول هذه المصيبة، فسأرثيه بأبيات لإبن الوردي إذ يقول :
    برغمي أنَّ بيتكمُ يضــامُ ويبعدُ عنكمُ القــاضي الإمامُ
    سراجٌ في العلومِ أضاءَ دهرا على الدنيا لغيبتِهِ ظــــلامُ
    تعطَّلتِ المكـارمُ والمعالي وماتَ العلمُ وارتفعَ الطـــغامُ
    عجبتُ لفكرتي سمحَتْ بنظمٍ أَيُسْــعدني على شيخي نظامُ
    وأرثيه رثاءً مســـتقيماً ويمكنني القــــوافي والكلامُ
    ولَوْ أنصفتُهُ لقضيْتُ نحبي ففي عنــقي لهُ نعمٌ جســـامُ

    لقد كان فراقه مراً.. وكان وداعه قسراً.. لكننا- وهذه حال الدنيا – والمؤمن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له . ونحن لا نملك إلا أن ندعو الله عز وجل له ولمن مات معه بالرحمة والمغفرة والمنزلة العالية من الجنة، وأن يلهمنا وأهله الصبر الجميل.
    إنا لله وإنا إليه راجعون.


    والشكر لك الاخ/ خضر عطا المنان والأخوة في كندا .
                  

العنوان الكاتب Date
رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد إبراهيم عمر09-07-06, 06:39 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد أحمد الشايقي09-07-06, 08:53 AM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-09-06, 03:35 AM
      Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد أحمد الشايقي09-09-06, 04:13 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد nadus200009-07-06, 08:55 AM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-09-06, 03:40 AM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-11-06, 01:43 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد انعام عبد الحفيظ09-09-06, 03:50 AM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-09-06, 04:40 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد انعام عبد الحفيظ09-10-06, 04:10 AM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد الكيك09-13-06, 02:01 AM
      Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-13-06, 03:21 AM
        Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد خضر عطا المنان09-22-06, 10:44 AM
          Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-24-06, 08:45 AM
            Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد Ahmed Abushouk09-24-06, 09:13 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد yasiko09-24-06, 02:56 PM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد Abulbasha09-24-06, 03:07 PM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد09-25-06, 03:28 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد بكري الصايغ09-24-06, 04:40 PM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد ابن النخيل09-24-06, 05:51 PM
      Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد ABU QUSAI09-25-06, 04:02 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد انعام عبد الحفيظ09-25-06, 06:18 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد yasiko10-05-06, 11:38 PM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد yasiko10-05-06, 11:57 PM
    Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد10-07-06, 09:11 AM
      Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد موسى الحسين سيد أحمد10-08-06, 07:30 AM
  Re: رحـل عبود شيـّـال التقيلة .. بقلم أ.موسى الحسين سيد أحمد yasiko10-08-06, 01:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de