|
Re: مسارب الضي>>> الحاج وراق ....لا خير فينا إذا لم نقلها (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
Quote: وفي الختام ، اعلم تماماً ان المتزلفين سيهرولون صباحاً بكلماتي هذه الى الرئيس البشير، يحرضونه بأني هاجمته، وأقول بأن شخص الرئيس البشير موضع احترام، وانه كرمز للقوات المسلحة - والتي لا يزال غالبية السودانيين يقبلونها كمؤسسة ( حوبة) يفزعون اليها عند الملمات الكبرى - فانه مقبول لغالبية القوى السياسية ، وبالتالي فإنه في غير حاجة الى نهج التفرد، ثم انه نهج ، غض النظر عن المواقف والمشاعر الشخصية ، يقود البلاد حتما الى الهاوية . وما دام الامر كذلك، فلا خير فينا ان لم نصدع بالحقيقة..!
|
مقدمة هذا الموضوع تتعارض مع خاتمته المقتبسة أعلاه , فالموضوع كله يحط على مسارات الفعل السياسي وإرتباطه الجوهري بقضايا ومصير الوطن , فلم تكن المناولة فى حد ذاتها الفنية تحتاج إلى رابط أخلاقي يتعلق بإحترام الرئيس أو عدمه , فنحن هنا لسنا بأبناء عمومة الرئيس ولا إخوته الصغار حتي نقايض الأمر بمسوغات اخلاقية , فهنا الوطن والجراح والحرب والمصير المجهول , هنا المواطن يقرر البشير أمر حياته ومماته , هنا السياسة بكامل تجلياتها المجتمعية, فيتقرر الأحترام بموجبيات العقل والحكمة والحرية والعدل ومستوى المعيشة وسيادة القانون ووحدة الوطن وسلامة أهله وترابه , فإن إزورت السياسية عن هذه الموجبيات , يصبح الإحترام بلا طعم إن لم يكن تزلفا وخوفا, ولما أشار الحاج بنفسه لمفاعيلهما الضارة على مؤسسة المؤتمر الوطني السياسية .
تأسيسا عليه ... فلن أحترم رئيسا أتى إلى السلطة بإنقلاب , حتى وإن تضوع بعطر الملائكة وإستنسخ مقاليد الأنبياء , لن احترم رئيسا يستعيض عن المجتمع وعن المؤسسية بحليفة الطلاق وبالقسم الثلاثي الغليظ , كما لن أحترم رئيسا يقدم بلاده لمحرقة لا تبقي ولا تذر , بحثا لنفسه عن حمابة من مساءلة محتملة , ولما الحاكم ليس فوق القانون , تطول قائمة تجاوراته وما خلفته سياساته من قروح على جسد الأمة , فكلها تقضم من دواعي الاحترام المزعوم , أما قبول الرئيس من غالبية القوي السياسية , فهذا مما يقع فى خانة الكوار لا الحساب , فالحساب ولد .
ما قلل من إحترام الناس للمؤسسة العسكر ية رغم دورها الوطني الكبير , إلا تعدي ناس البشير ومن شاكلهم فى التفكير على حرمتها ورسالتها, وإستغلالها لأغراضهم السياسية والعقائدية حتى أفرغوا تلك المؤسسة من محتواها ومرغوا سمعتها وتاريخها أرضا, ينضاف هنا ماقاله الأخ الرفاعي عن الدور التدميري الذي لعبه البشير وحزبه وسط القوات المسلحة , فأحالوها من مؤسسة قومية إلى فرعيات عسكرية وأمنية تابعة لهم , مع هذا فليس فى وسعي ان أقول أن كل من ينتمي للقوات المسلحة فى ا لوقت الراهن هو منهم ... كلا , اما أن تكون قيادة البشير للقوات المسلحة هي من دواعي إحترامه , فهذا ما تجبه الطريقة التي وصل بها البشير لتلك القيادة , فقد تجاوز من يتفوقون عليه اقدمية ومعرفة ومراسا, وفرض نفسه على المؤسسة العسكرية كخطوة لازمة لفرض نفسه على المجتمع وعلى الدولة السودانية ... فمن يحترم مثل هذا الشخص فإنه يحترم الإنقلاب ويفضي عليه مشروعية , ومن يحترم مثل هذا الشخص فإنه يدمر المؤسسية كبينة أساسية على طريق المجتمع الديمقراطي , الذي نحلم به ونعمل لأجله ... ومن طلائعنا وراق !!
في معسكر القوى الديمقراطية آنف الذكر , أعلم أننا لا نتماثل فى جيناتنا السياسية كما لا نستنسخ بعضنا البعض , لهذا أفهم إختلافنا فى المناولة وفى التعبير عن وجهة النظر , فمنا من يختها على بلاطة , ومنا من يشتط ومنا من يسعى بفكرته على راحة الحلم والسماحة , منا من يقصر نظره ومنا من يمده إلى إقصى أفق الحسبان , لا أرنو من ثم لإقامة فواصل حديدية بيننا وخصومنا فى الرأي والموقف , لكني بالمقابل أسعى لتفعيل الغضب النبيل على كل من أسهم فى إعاقة السودان , وأصاب أهله من جراء ذلك ما أصابهم من عنت وشقاء وفرقة , لأن هذا الغضب هو المعادل الموضوعي لتجاوزاتهم , وهو بالمثل يوفر قوة الدفع اللازمة لمشروع البديل ويستجلي معالمه ويوقع أثره فى القلوب وفى الأدهان وعلى الأرض , يوطد الثقة بالنفس وبالفكرة , لهذا فإن خطابنا السياسي لا بد وأن يخرج حاملا لهذه المعاني وتلك القيم , ففي غيابها نتحول إلى مصلحين سياسيين أو إجتماعيين , ويتخثر مشروع البديل الديمقراطي , لنخلي الساحة طوعا لقوى الفشل لتواصل عبثها بمقدرات السودان وأهله ومصائره وترابه ... فهل هذا ما نروم ... لا أظن ... فبالله أضبط العيار يارواق ... وخلى المثالية الشديدة ده ... فنحن وشعبنا نحتاجك بكامل الأصالة ... وهم لا يحتاجونك ولا يستمعون إليك ... ورحم الله إمري عرف قدر نفسه .
|
|
|
|
|
|