حق تودع نجيب محفوظ على الرغم من اعتقال قياداتها !!!!!

Quote: سلامي للجميع، ومحبتي..... في 31 أغسطس من هذا العام، وفي أعقاب وفاة الكاتب والروائي العالمي نجيب محفوظ، أصدر(المجلس القيادي) لحركة القوى الجديدة الديقراطية(حق)، نعياً خاصاً بتلك المناسبة، وقام بعرضه كبوست منفصل بموقع سودانيز أون لاين، الصديق أمجد ابراهيم، انظر الرابط أدناه: حق تودع نجيب محفوظ على الرغم من اعتقال قياداتها !!!!! لفت نظري تميّز التجربة وطرافتها وتأملتها بعمق خاص، كونها صادرة من المجلس القيادي لحركة حق، وهو حسب ظني أعلى هيئة حزبية، وقد كان ذلك التأمل مصدر لسعادتي الفائقة وإحترامي للحركة، وقلت في نفسي أن حركة حق قد أستعادت كامل عافيتها بعد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحي الخاتم. مصدر سعادتي نابع من طرافة التجربة، كون المجالس القيادية الحزبية بالسودان، عودتنا دائماً أن تدير ظهرها للخطاب التقافي بشكل خاص، وتصب جام أهتمامها على قضايا العمل التنظيمي والسياسي اليومي. لقد سمعناها تصدر القرارات(الكبيرة)، بخيرها وشرها، بما في ذلك الانقلابات العسكرية. تأملت كتابة النعي فوجدته مكتوباً بعناية وحس نقدي وجمالي عال، بل للأمانة فإني وجدت فيه لغة راقصة، على حد تعبير الصديق أسامة الخواض في معرض توصيفه للغة عبد اللطيف الفكي ب(اللغة الراقصة). كون الأحزاب السياسية السودانيّة قد بدأت بالفعل في توفير هامش و(فرقة) للروائيين والنقاد وغيرهم من المبدعين، فهده ظاهرة جديرة بالإحترام. هذه المناسبة التي فاتت على كثير من الأحزاب السودانيّة، الديمقراطية والتقدمية منها، بما فيها الحزب الشيوعي السوداني. لم يمض وقت طويل على تأملي للظاهرة تلك، فإذا بي في مواجهة تجربة مغايرة، ولغة مختلفة، بنفس الموقع، ومن عضوية نفس التنظيم، من نوعية: حمالة الحطب، وغيرها من الكتابات غير اللائقة والرثة حقيقة. حينها تسربت إلي حسي حالة من الشعور بالأسى والشك، خاصة بعد تصريحات وملاحظات رئيسة الحركة ورأيها حول مفهوم الآيدلوجيا، والذى دار حوله حوار كثيف في هذا الموقع (موقع سودان فوراول)، وتصريحات الأستاذة هالة تستحق الإهتمام وهي محيرة. فهي تتصرف في مقولة الآيدولوجيا، وكأن الآيدلوجيا حالة أو لحظة فكرية يستطيع أن يقرر المرء، إن كان بإمكانه التخلص منها أو الهروب إليها، وبقرار تنظيمي كمان. كأنما هي رغبة زائدة. وقد بدأ يؤسفني حينها أن ألاحظ، تلك المفارقات الواضحة مابين الكتابتين، بل قل للدقة الحساسيتين، حساسية كتابة النعي والكتابات الأخيرة، في موقع سودانيزأون لاين، لعضوية نفس الحركة. فقد لاحظت أن هناك خطل نظري وربكة مفهومية لاتخطئها أي قراءة فاحصة. بدأت بعدها في مراجعة موقفي من ذلك البيان(نعي نجيب محفوظ)، وعدت لقراءته مرة أخرى، على ضؤ تلك الحوارات التي أثارتها كتابات الأخت نجاة ورسومات الأخ حسن. لقد كان ذلك مصدر صدمة بالنسبة لي، حين وجدت أن جل البيان الذي صدر من (مجلس القيادة) لحركة حق، في نعي الكاتب نجيب محفوظ، مجرد تلاقيط وبحرفية عرجاء، من مجموعة من الكتابات والدراسات النقدية، مع بعض التعديلات والإضافات المثيرة للشفقة، والتي ربما كان في ظن كاتبها، أنها ستضفي مشروعية ما، علي كتابته تلك، من غير أن يشير من بعيد أو من قريب لمصدرها، مما يوضح بجلاء أن ذلك قد تمّ بغرض العبث في النص الأصلي، وتحويره بل وسرقته بالفعل. فقلت في نفسي بحسرة: الله يرحمك ياخاتم، ويصبّر الباقر العفيف ومحمد سليمان وبقية مستنيري ومثقفي حق الحقيقيين، الذين أكن لهم كل الحب، على مثل هذه الكتابات الرخيصة. دناه بيان الحركة: حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) وداعاً نجيب محفوظ • الخطاب الروائي عند محفوظ هو تعرية لواقع المجتمع العربي، وتصدي حاسم للقهر والقمع الذي تمارسه سلطة الدولة والمفاهيم السلفية وكهنوت اللغة المقدسة • روايات محفوظ تتجاوز استلاب الإنسان وتناضل في كبرياء من أجل تقدمه وحريته بالأمس، ونحن في مقدمة صفوف شعبنا في معركته ضد السلطة الفاشية، فاجأتنا الأقدار برحيل الروائي العالمي المصري الحاصل على جائزة نوبل للآداب، نجيب محفوظ. انشغالنا بقضايا شعبنا، مشاركتنا في المعارك والمظاهرات، اعتقال قيادات وقواعد حركتنا، كل هذا لن يمنعنا من أن نقول وداعاً لفنان وأديب ألهمت أعماله الراقية أجيالاً من المناضلين. لقد شيد نجيب محفوظ عالمه الروائي في أعرق أحياء القاهرة، حي الجمالية، حيث بقايا العمائر والمساجد والخانات. وصور جو حي الحسين الثائر والشهيد. واستند علي استقصاء التحولات السياسية التي حدثت منذ نهاية الأربعينيات خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. ورصد تحولات العالم وصراعات القوي الكبرى ومدي تأثيرها علي سياق وتطورات الحياة المصرية، كما اتخذ من أسر الطبقة الوسطى بؤرة تعكس كل هذه التغيرات بأوجهها السياسية والثقافية والروحية والأخلاقية. وكان محفوظ قد تعرض لمحاولة اغتيال، في العام 1994، على يد أحد المتشددين الإسلاميين، الذين أغضبتهم رواية "أولاد حارتنا" رغم أنه كتبها في الخمسينات ولم تنشر في مصر بعد. بالطبع لا تقدم روايات محفوظ أجوبة جاهزة عن جدل العملية الاجتماعية ومستقبلها بل تقدم أسئلة عن المصير المأسوي الذي نعيشه الآن، وهي تشكل وثيقة ودليلا ومفتاح حياة وقانون يعين على التجاوز. إنها تجسد تآكل وانهيار واقعنا وحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية الرسمية التي حاصرتها مخططات تدميرية خارجية وداخلية أدت إلي مأساة مازالت أحداثها تتداعي حتى اليوم. ولعل أبدع ما في الخطاب الروائي عند محفوظ هو تخيل وتعرية الواقع القبيح للمجتمع العربي، والتصدي الحاسم الصلب للقهر والقمع الذي تمارسه سلطة الدولة والمفاهيم السلفية وكهنوت اللغة المقدسة.. إن روايات محفوظ تتجاوز استلاب الإنسان وتناضل في كبرياء من أجل تقدمه وحريته، وهذا هو فرح الرواية وبهجتها ومساهمة الأدب في دفع المجتمعات إلى عوالم أفضل. ستظل ذكراك معنا دوماً أيها الروائي العظيم وستبقى رواياتك العظيمة وكتاباتك الملهمة نبراساً لنا في هذا العهد الذي تسوده قوى التسلط والظلم والظلام. المجلس القيادي العام حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) 31 أغسطس 2006 (أنتهى) الجزء الأول منه(عليه تشديد) منقول من مجلة الديمقراطية، من دراسة بعنوان: التحولات المجتمعية وأثرها على النص الأدبي، للناقد عبد الرحمن ابوعوف، فقد كتب عبد الرحمن ابو عوف: (ولقد حاولنا أن نقوم بذلك في كتابنا‏(‏ الرؤي المتغيرة في روايات نجيب محفوظ‏)‏ الصادر عام‏1991,‏ بالإضافة لدراسات متتابعة نقدم فيها استكمالا لدراسة إضافاته الأخيرة حتي مرحلة نصوص‏(‏ أحلام فترة النقاهة‏),‏ والتي تنشر الآن في مجلة‏(‏ نصف الدنيا‏).‏ لقد شيد نجيب محفوظ عالمه الروائي في أعرق أحياء القاهرة‏..‏ حي الجمالية‏,‏ حيث بقايا العمائر والمساجد والخانات‏,‏ ويصور جو حي الحسين الثائر والشهيد‏,‏ واستند علي استقصاء التحولات السياسية التي حدثت منذ نهاية الأربعينيات خلال وبعد الحرب العالمية الثانية‏,‏ ورصد تحولات العالم وصراعات القوي الكبري ومدي تأثيرها علي سياق وتطورات الحياة المصرية‏..‏ واتخذ من الأسرة البرجوازية الصغيرة بؤرة تعكس كل هذه التغيرات بشموليتها السياسية والثقافية والروحية والأخلاقية‏,‏ آخذا في الاعتبار تغيرات طراز المعمار والأزياء والعادات وحتي فنون الغناء المصري‏,‏ لذلك كان ابرع كتاب الرواية المصريين الذين يمكن دراسة تحولات المجتمع وانعكاسها علي النص الروائي عنده في معماره وتشكيله وبنائه الأسلوبي ودرامية الأحداث وتعقدها وتشكل المصير الإنساني لنماذجه الروائية بتأثير الأحداث التاريخية العالمية والمحلية وتفاعلها الجدلي معها‏..‏ إن الخاص والعام والجزئي والكلي والنسبي والمطلق في بناء نسق النص الروائي هو موازاة وتجاوز لكلية المتغيرات السياسية والسوسيولوجية والثقافية‏.‏) يمكنك مراحعة الرابط: http://democracy.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=Cult0.htm أما الجزء الثاني فهو منقول عن منبر إبداعات، والذي أنزل نعياً في نفس اليوم الذي كتبت فيه حق بيانها بوفاة نجيب محفوظ. فقد جاء في منبر إبداعات: (وتُرجمت أعمال محفوظ إلى نحو 25 لغة، حيث تم نشرها في مختلف أنحاء العالم، وتقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بمنح جائزة سنوية باسمه، كما أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة. وكان محفوظ قد تعرض لمحاولة اغتيال، في العام 1994، على يد أحد المتشددين الإسلاميين، الذين أغضبتهم رواية "أولاد حارتنا" رغم أنه كتبها في الخمسينات.وقام المهاجم بطعن محفوظ بسكين في رقبته، مما أدى لتدمير أعصاب الرقبة، الأمر الذي حد من قدرته على استخدام يده في الكتابة، إلى جانب ما يعانيه من تدهور في الإبصار، وضعف قدرته على السمع.. ولم تُنشر الرواية المثيرة للجدل، في مصر حيث أصر محفوظ على موافقة الأزهر على طباعة الرواية.) راجع الرابط: http://www.atassiforum.org/main.php?page=viewart&artid=1542. وهنا جزء من نفس المصدر الأول: (كل هذه الروايات لا تقدم أجوبة جاهزة عن جدل العملية الاجتماعية ومستقبلها بل تقدم أسئلة عن المصير المأسوي الذي نعيشه الآن‏,‏ وهي تشكل وثيقة ودليلا ومفتاح حياة وقانون إنقاذ‏,‏ إنها تجسد حضور وتآكل وانهيار واقعنا وحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الرسمية والأخلاقية التي حاصرتها مخططات تدميرية خارجية وداخلية أدت إلي مأساة مازالت أحداثها تتداعي حتي اليوم‏.‏) الرابط الأول نفسه: http://democracy.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=Cult0.htm أما الجزء الأخير فهو أيضاً من نفس المصدر الأول، اي مجلة الديمقراطية، من دراسة: التحولات المجتمعية وأثرها على النص الأدبي، للناقد عبد الرحمن ابوعوف، حينما كتب عبد الرحمن ابو عوف: (إن أخطر ما في الخطاب الروائي الجديد هو تخيل وتعرية واقعنا القبيح السياسي والأحلامي والتصدي الحاسم الصلب للقهر والقمع الذي تمارسه سلطة الدولة والدين والجنس والمفاهيم السلفية وكهنوت اللغة المقدسة‏..‏ إنها رواية تتجاوز استلاب الإنسان وتناضل في كبرياء من أجل تقدمه وحريته‏,‏ وهذا هو فرح الرواية وبهجتها‏) ) مع تعديل طفيف على كلمة أخطر إلي أبدع. راجع الرابط الأول نفسه. يعني ببساطة، أن كل البيان منقول وملقط من موقعين. لاحظ أن عبارة البرجوازية الصغيرة التي وردت في الجزء الأول من دراسة أبي عوف قد تم تحويلها بمكر الي( الطبقة الوسطي). وتلك ليست صدفة عابرة بل هي جزء من طبخة مقصودة، ليتخلص الكاتب من هواجس الإرث المفهومي الماركسي، بعد أن تم التخلص قبلاً من مقولة الآيدلوجيا على يد رئيسة الحركة. الخاتم نفسه لم يكن في جل مساهماته ونقده، بل قل للدقة نقضه للمشروع الماركسي، لم يكن مهجساً ومهموماً بتلك الغربلة الخاملة من خطابه. لم يكن مصاباً بتلك الفوبيا. هذه الملاحظات، ليست مني، من موقع الملاحقة والمؤامرة على حركة حق، والتي ما يجمعني بها أكثر مما يفرق، فأنا لست مهجساً بملاحقة الكتابات التي تنشغل بالسياسي اليومي، بل ملاحظاتي من موقع الإهتمام والحرص على مجمل المشروع الديقراطي لحركة حق الذي يجد مني كل المؤازرة والدعم، متى ما بادا لي لائقاً, ومنسجماً. كيف حدثث ذلك السقطة؟ كيف يحدث ذلك وحركة حق حركة شابة يرجى منها الكثير، وهي مازالت في بداية مشوار شاق ومضني، بعد وفاة الخاتم، لقد بدأت للتو في لملمة جراحاتها، وشرعت في تأسيس وتشكيل تحالفاتها القادمة، على ضؤ واقع الصراع السياسي الجديد والمعقد بالسودان. وجميعنا ينظر بعين الدهشة للتحولات السريعة والمتلاحقة في المشهد السياسي هناك. هذا الوضع الدرامي، والحزين يكشف الي مدى ،أن السياسي يستطيع أن ينط على ظهر الثقافي، من غير أي جهد أو (هوم ويرك) حقيقي. يعني حركة حق دي لو كان هناك من طريقة ما، تستطيع من خلالها أن تصل للسلطة هذه الأيام، لأستطاع كاتب هذا البيان، بعد غد، أن يصبح وزيراً، وبكل ثقة، وما فيش حد أحسن من حد، طالما أنه قيادي/سياسي، وطالما أن الوزارات في السودان هذه الأيام مفروشة في (سوق الله أكبر) للجايي والماشي من الحرفاء السياسيين. إنها لعبة السياسة على حساب الجهد الفكري والثقافي و"الآيدلوجي" أيضاً. وهذه عينة ممتازة من"حقارة" السياسي الذي لايرى في المشروع الثقافي إلا ما يوصله للسلطة، وما يتبقى من هموم المثقف تظل لدى السياسي مجرد تهويمات لاطائل من ورائها. عفواً إن بدت ملاحظاتي، في بعض الأحيان، غليظة وقاسية، ولكنها الحقيقة التي يجب أن لا تواجه إلا بمثل هذه القسوة. مودتي الفائقة للجميع…. عثمان حامد