الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: ركعتان في العشق (Re: شقرور)
|
سلام لكل من يعشق
حلَّق الصوفية بأجنحة المحبة والعشق حتى وصلوا إلى آفاق مستحيلة، وبلغوا منتهى المنتهى .. وقد تجلى ذلك فى عبارات الصوفية النثرية ، كما ظهر فى الشعر الصوفى . وللتعرُّف إلى الآفاق الصوفية للمحبة والعشق ، نتأمل معاً هذه المختارات من كلامهم العشقُ والمقصودُ كفرٌ والعاشقُ برىءٌ من روحه وليس للصورة مكان فى عالم العشق ، لأن العقل والنفس ليسا معاً فى طريق العشق ، فالعشق هو الطائر الصاهر للروح . والعشق والروح ، كالحمام والصقر : العشقُ لايقبل النفس الحية والصقر لايصطاد الفأرة الميتة الأمر والنهى منسوخان فى طريق العشق ! والكفر والدين حُجبا عن سراى العشق ! والآفاق محترقةٌ بإشراق العشق ! والكون مضمحل تحت حافر فرس العشق ! عند من كان العشق مرشده يكون الكفر والدين ستار بابه وجوهرُ العشق عُجنت من الأزل ، ولم يكن فى ذلك العالم للروح والعقل من طريق ؛ كل من ظهر له طريق العشق ، يخطف جوهر أوصافه من هذه التربة : إن كل ما فى الكائنات من جزءٍ وكل هــى أطواقُ قناطر العشق العشقُ أرقى من العقل والـــروح "لى مع الله" هو وقت الرجال وليس فى العشق مجوسية ولاكفر ، ولاشراسة ولا بلاهة ، وصفةُ العشاق كمالُ الحيرة .. والخضوع صفةُ المتيمين : يجعلُ حملُ العشق الطفلَ شيخاً ويجعل العشقُ الباشق صيادَ البعوضة والجنة مأوى الزاهدين ، والحضرة مثوى العاشقين ! ليس فى العشق فجاجة ، وليس فى طريقه عجز ولا ضعف . وكل ما قلناه ، ليس من صفة العشق والعاشق .. ونهايةُ العشق بدايةُ المعرفة .. والعشق فى المعرفة مبنىٌّ على الكمال ؛ وإذا اتحد العاشق بالمعشوق، بلغ مقام التوحيد . وإذا تحيَّر فى المعرفة ، فقد أحرز مقام المعرفة .. ونهايةُ العشق إلى هذين المقامين ؛ فإذا صار عارفاً ، تبدو صفات الحق من صفاته. ذاك الذى تكلم بالشطحيات ، إنما أراد أن يقول الحديث السبحانى : ما فى الجبة . وسر : أنا الحق . وإذا لم تعرفْ ذلك ، فاستمعْ إلى قول "أسد مرج التوحيد" و "فارس ميدان التجريد" : أبى بكر الشبلى رحمة الله عليه ، فإنه وجد رمز ذلك الحديث ذات يوم فى مجلس الموحدين ، ولما غلبه سكر الوجد قال : تباركت خطراتى فى تعالائى فلا إله إذا فكرت آلائى ! وحيث إنهم بلغوا ذلك العالم ؛ صار قلبهم ربانيَّا ، وقولهم أزليَّا وأبدياً .. كما قال أبو سعيد الحراز ، رحمة الله عليه : للعارفين خزائن أودعوها علوماً غريبة ، وأنباءً عجيبة ، يتكلمون فيها بلسان الأبدية ، ويخبرون عنها بعبارات الأزلية .
----------------------- "عرفت أني قتلت فَتشوا المقاهي والمقابر والكنائس فتحوا البراميل والخزانات استباحوا ثلاثة هياكل ليسلبوا أسنانها الذهب لم يجدوني . أتراهم لن يجدوني أبدا ؟ نعم . لم يجدوني أبدا ."
لوركا
شقرور
|
|
|
|
|
|
|
|
|