|
|
 Re: ...بنـك سـعـودي يشـتـري الـشـماليـة...ومـصـري يشـتـري مدينة الكاملين!! (Re: بكري الصايغ)
|
امري ..بطء في الاجراء ... ووعود بلا تنفيذ ... وخرق لكل العهود والمواثيق .
Aug 16, 2006, 19:19
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
ارسل الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع
ما بين فيض النيل وقيضه ...
بطء في الاجراء ... ووعود بلا تنفيذ ... وخرق لكل العهود والمواثيق ..!؟
عبد العاطي الامام محمد
[email protected]
الفكر الاستراتيجي يقول : (الثورة ، يخطط لها المفكرون وينفذها الشجعان ويستفيد
منها الوصوليون).
هذه المقولة تنطبق على حال أهلنا في «أمري» من خلال الوعود والأماني الكانت
مترفة نظير التضحية الجليلة التي قدموها وعلموا اخيراً بأنها لم تكن سوى مسرحية
هزيلة لا ترقى الى مستوي العرض ،و سلة من الاكاذيب والاقاويل وكانت كالذي يحرس
في البحر ، وتشبث بهذه المسرحية مخرجوها ومعدوها حتي توصلوا الى اهدافهم، وهنا
لا ارمى اللائمة على احد بل الكل جنوا على «أمري» سواء كان بالتواطؤ أو الصمت
أو المساعدة،ولا احد يتخيل الحال الذي وصل اليه الناس في «أمرى» وربما حناجر
اهلنا تعلو هذه الأيام بعبارة «الله يجازي اللكان السبب» .
بعد ان تمت عملية الاحصاء في «أمري» ظن الناس أن عقدة الحكومة قد انحلت
وبالتالي ستسارع إلى تنفيذ ما تبقي من مراحل التهجير ، ولكن تفاجأ الجميع عند
ظهور «نتائج التوزيع» بأن الحكاية كل مافيها خرجت بما لم يكن متوقعاً،وربما
الناس «حنو» الي قانون التهجير الذي طالبوا وناضلوا من اجل الغائها طيلة هذه
الفترة، وصدر أمر من الجهات المسؤولة بأن كل مواطن تضرر من هذه (القسمة) عليه
أن يأتي ويطعن في ذمة ونزاهة هذه (النتائج) وينتظر حتي لو طال انتظاره ، وقد لب
الناس نداء الجهات المسؤولة ، لأن حجم الضرر كان كبيراً ، ليس في الحواشة
والمنزل فقط ، بل حتي في معاش الناس ونفسياتهم ،ومعنوياتهم التي انخفضت لمعدلات
متدنية، لأن الكل قد ختم على حياته في «أمري» بالشمع الأحمر واصبح يتطلع للوضع
الجديد في (أمري الجديدة) ليفاجأ بحياة لاهي التي اعتاد عليها برغم شدة قسوتها،
وهو صابر وصامد ، ولا هي التي اوصلته الي هدف لم يسع اليه بل فرضته عليه
و«طنيته» لظروف الزمان والمكان، والآن ربما يعيش انسان «أمري» فراغا كبيرا
وحرباً نفسية لغياب المعلومة الصحيحة والرؤية الواضحة لمستقبل اضحي الغموض
عموده الفقري، وسير العدالة لا احد يعترضه ، ولكن بطء التنفيذ هو بيت القصيد
واطالة الأمد ربما يفرغ المضمون من محتواه وتنقلب المعادلة وتصبح .. كجزاء
سنمار ... لكل اهل الديار في «أمري».
السجال الدائر في منطقة أمري اليوم قد انسى الناس المشروع وتحدياته واصبح الكل
في حالة هيجان ومطالبة مستمرة ، ويبحث عن حجج وبراهين تثبت له حقه في الحياة
والممات والكل يبحث عن موطئ قدم حتي لا يكون في زمرة المبعدين من الديار قسراً
الى جهة غير معلومة ، ولا احد يتحدث البتة عن المشروع ومتطلبات مرحلة ما بعد
رحلة البحث عن الذات ، وهنا ربما يتضح بأن العملية في مجملها جعلت الناس في
(أمري) لا يفكرون فيما سيحدث في مقبل ايامهم ، فقط التفكير الآن يتركز على سؤال
محدد وهو من الذي اهدر حقي..واعطي غيرى ويعلم أنا وغيري باستضافته في ديار اهلي
..؟ ومن مسميات وافرازات الاحصاء وربما من باب الدعابة لتخفيف وطأة الحصار
النفسي المفروض على اهلنا في (أمري) يقولون لمن كان نصيبه المنزل والحواشة بأنه
(مثمر) أى كناية عن شجرة النخيل المثمرة، ومن كان نصيبه قطعة ارض (فاضية)
ينادونه (بفسيلة) كناية عن شجرة النخيل غير المثمرة .
الاحاديث التي تدور هذه الايام بين مجتمع «امري» لا تخلو من السياسية واخواتها
، ولكن نلاحظ بأن هناك ممارسة حقيقية للديمقراطية «العفوية» في مجتمع غارق في
القروية ،وتختلف الالسن وتتفق واحيانا تصل القلوب الحناجر وتعلو،وتتباين وجهات
النظر ، وسرعان ما تهدأ العاصفة و تجري الأمور لمستقرها ويعيش الكافة في الفة
وود وحميمية تدعو الى الاندهاش،وهذا السجال والتناغم تتبلورمن خلاله افكار لو
أخذت بمحمل الجد يمكن ان تؤدي الى حلول جذرية لكل المشاكل التي تعتري مسيرة
تهجير اهل (أمري) ولكن لا احد ينظر الى هذه الامور بجدية وكل ما في الأمر ملء
الفراغ الذي يعيشونه والأمر بالنسبة لأهل (امري) لا يعدو كونه ضربا من ضروب
الترويح عن النفس وانشغالها ولوقليلاً من هّم تئن من حمله الجبال .
وهذه الظاهرة اذا اردت تحليلها تجعلك موقناً تماماً بأن الريف ماعاد الريف الذي
مازال الناس يتحدثون عنه، ونسبة الوعي اصبحت كبيرة جدا لدي اهل الريف ويمارسون
نهجاً ربما يصلح نموذجاً لاصلاح ما افسده الدهر ، وظل جاثماً على صدور الناس
منذ زمن بعيد، وعقارب ساعته تدور حول نفسها وتتبادل المنافع والمشارب ، وتختلف
وتتفق على حساب الكافة . دون أن تنظر الى حواء السودان التي تظل في نظرهم لا
تنجب ولو تدخل العلم بأنابيبه التي تولد العاقر.
حيوية المشروع واهدافه القومية،والتنموية والاقتصادية والعائد من ريع المشروع
من طاقة كهربائية ربما يسيل له اللعاب، عندما يتحدث القائمون على امر المشروع ،
والزيارات الميدانية والوفود (الجاية والرايحة) .. والضجة الاعلامية «الهلامية»
التي تصاحب هذه الزيارات ...لا تعدو ان تكون تغطية لما عجز عنه افراد بعينهم ـ
ولا اقول الدولة ـ من تحقيقه الى مواطني (أمري) .. وما انفق من مبالغ طائلة
وبسخاء على اعمال هامشية لا علاقة لها البتة بالسد ولا التوطين واعادته فقط
لغرض (شوفوني) كان يمكن ان تبنى مدناً بأكملها. واذا طرحنا سؤالاً ربما نراه
مشروعا من وجهة نظرنا ... لماذا يعجز القائمون على أمر التهجير واعادة التوطين
بتوفير (6) الف منزل ومثلها من الاراضي الزراعية بواقع (6) فدان لكل اسرة في
أمري؟.
النظريات العلمية في شتي المجالات عندما تتم دراسة لانشاء أى مشروع حيوي كمشروع
(سد مروي) لابد من توضيح السلبيات والايجابيات ، اما في حالة مشروع (سد مروي)
هذه فلم نسمع يوماً واحدا بأن هناك سلبيات ، لأن النظرة الجزئية للمشروع ومن
زاوية ضيقة جداً ، لحجم الانجاز الذي تم في جسم السد وشكل المباني بالتقاط صورة
من على البعد، كل هذا تريد ان تظهره الجهات المعنية بأمر هذا المشروع، ومن ثم
تأتي عبر وسائل الاعلام بكلمات الوفود التي زارت موقع السد كلها مدح وثناء
واطلاقهم لعبارة «انجاز فاق كل التصورات»، أما السلبيات فلن يستطيع احد أن
يحسبها ويحاسبهم عليها ولو بمجرد التوبيخ ، وكأن هذه الادارة مبرأة من كل عيب،
وكثرة الاخطاء التي صاحبت المشروع والظاهرة للعيان يشيب لهولها الولدان . وهذا
الوضع المحكم ذو القبضة الحديدية يجعلك موقناً تماماً بأن المشروع تحت تصرف شخص
بعينه ولا احد يتجرأ ولو بكلمة.فالعراك والحراك الذي يحدث في أمري اشبه (بالجدل
البيزنطي) والآذان في مالطا ... لأن القضية واضحة ولا تحتاج الى اجتهاد وهي بعد
ان تمت عملية الاحصاء التي اقامت الدنيا ولم تقعدها ومرت بسلام.. فقط المطلوب
توفير مشروع يستوعب ما اشارت اليه ارقام الاحصاء، من غيرمشاكل ولا حجة ولا
«كواريك» ، والامر الآخر فيما يتعلق بالمغروسات أن الكتيب الذي عكفت اللجان
المختصة ووضعته منذ العام 1999م لم تذكر بندا واحدا بموجبه يتم ايقاف الحياة
تماما ويمنع ايضا بموجبه زرع أى محصول او مغروسات، ومع العلم بأن هذه المنطقة
لم يكن بها أى نشاط غير الزراعة فمن الطبيعي ان يستمر المزارع في عمله حتي تأتي
الحكومة الى اجراءات اعادة التوطين ، والقرار الجمهوري الذي صدر بنزع الاراضي
لم يشر ايضا الي توقف الحياة تماما في هذه المنطقة بل كان تمهيدا لاجراءات
وترتيبات لا يمكن ان تتم الا بهذا القرار ، وبالتالي لا ارى مسوقا قانونياً
يمنع بموجبه الاهالي صرف مستحقاتهم المالية من المغروسات التي تم ابعادها
واستمارات الصرف التي اقرت في اجتماع العام 2003م بين لجان المهجرين وقتها
ووزير المالية.، أما الجديد الذي خرجت به اللجنة «الضامنة لحقوق المهجرين» وكما
يقول المثل : (جبناها فزع بقتلنا وجع) حددت 30% فقط من استمارة مستحقات النخيل
وداء (التقليص) اصبح الآن اللغة والمنطق السائد بين جهات الاختصاص ، والدولة
تتحدث عن دولة القانون والممثلين لها يخرقون القانون الواحد تلو الآخر . وربما
الجهات التي تشرف على عملية الاحصاء واعادة التوطين شعرت بأنها كل ما (صفعت)
المواطن ادار لها وجهه (للصفعة) الاخرى وهو صابر وصامد ومحتسب ، ولكن ايضا
للصبر حدود وربما مواطن أمرى قد صبر على شئ أمر من الصبر من جراء ما يلاقيه من
ظلم واضح. وأسئلة تتردد كثيرا في اذهان الناس وتظل حائرة تائه لم تجد الاجابة
... هل للقانون وجه آخر..؟ أم أن القانون يظل هو القانون وتتنزل مواده بنصها
دون حذف أو زيادة..؟ ان كان كذلك فعلى الجهات المسؤولة التي لم تظهر بعد وقد
حرمت شريحة كبيرة جداً من المواطنين من استحقاقهم في المغروسات كالموالح وغيرها
بحجة أن هذه المنطقة لم يشهد لها نشاط لمثل هذه المغروسات من الموالح وبناء على
ذلك القول حُرِمَ جميع المواطنين من حقوقهم المنصوص عليها شرعا وقانونا ، فهل
للفتاوي التي تطلق «جزافاً» مكان بين القانون ؟ أم أن في «نفس يعقوب شئ» من
المرارات يريد بعض القوم امتهان كرامة انسان (أمري) ومصادرة حقوقه ،ولا ارى
مسوغا قانونيا يسند هذه الحجة غير المنطقية التي تذرع بها بعض المسؤولين ومن حق
أى مواطن في أمري المطالبة بحقوقه كاملة غير منقوصة،وتجاوز الاشخاص الذين
يهدرون الحقوق دون خوف أو وجل من محاسبة السماء.
وهذه الايام قد شهدت تصاعداً في وتيرة الاحداث والنيل فاض وغمر بعض المناطق في
(أمري) وتحدث الاهالي بأنه ربما يكون هذا الفيضان بفعل فاعل ،والقصد منه رسالة
الي أهل (أمري) لكي يخرجوا من المنطقة «بخفي حنين» والانصياع التام لادارة السد
وفعل ما تراه مناسباً في مصيرهم.وخروجهم كما «تخرج الفئران عندما تداهمها
المياه في موطنها» ـ على حد قول بعضهم ـ !!.
وفي تطور لافت هذه الايام لم تتحسب له ادارة السد ولم يخطر ببالها حتي تحيك
الخطط المدروسة ردة فعل مواطني (أمري) ورفضهم المطلق وبالاجماع لصرف
استحقاقاتهم التي وصفوها بالمخجلة والمحزنة في آن واحد ، وطالبوا بحقوقهم
المالية كاملة غير منقوصة ، والبت في أمر الطعون التي بلغت (4011) طعناً
.ومتابعة المشروع وجاهزيته لاستقبالهم ومن ثم يمكن اعادة النظر في أمر الترحيل
كيف يكون ومتي يكون ، وجاء موقف (أهالي) أمري هذه المرة «حكيماً وصائباً» ولم
تحمل قراراتهم أى بعد أو صبغة سياسية من خلال مؤتمراتهم المحلية واكتفوا
بالمطالبة بالحقوق القانونية مما اكسبهم تعاطف ومؤازرة كافة شرائح المجتمع
واللافت ايضا صمت جهات الاختصاص المريب واكتفت هذه المرة بالبيانات التي تحذر
وتناشد في نفس الوقت وآخر هذه البيانات صدر يوم 10 اغسطس 2006م يدعو مواطني
(أمري) (الالتزام ببرنامج اعادة التوطين المعلن وهم على اهبة الاستعداد ــ أى
اللجنة العليا ـ لترحيل أى متأثر او سوف يتأثر بارتفاع هذه المناسيب قبل الوقت
المحدد لهم حفاظاً على ارواحهم وممتلكاتهم)، ولم يشر البيان لا من بعيد ولا من
قريب الي اصل المشكلة الحقيقية التي جعلت أهل أمري يرفضون صرف مستحقاتهم
المالية التي هم احوج اليها، وايضا لم يشر البيان الى مشكلة (المستأنفين) الذي
بلغ عددهم (4011) اسرة وهؤلاء لا مأوى لهم ، فهل يا ترى سيقيمون لهم معسكرات
خارج اطار المباني التي تم تشييدها وتم توزيعها علي طريقتهم أى ـ جهات الاختصاص
ـ وعرفهم الذي اتبعونه، أم يرمون بهم في (صحراء بيوضة) التي تاه فيها الكثيرين
بحثا عن الماء والكلأ..؟ ومن خلال هذه البيانات التي تحمل المناشدة والتوخي
والحذر ربما يرى بعض المحللين بأن الجهات المختصة لم تجد ما تقوله أو تفعله لكي
تتخذه (شماعة) كما يسمونهاحتى يعلقوا عليها هذا الاخفاق واكتفت فقط بالبيانات
والمناشدات وهذا في حد ذاته يعتبر نصراً جديداً لأهل أمري لكي يخرصوا الألسن
التي ما فتئت تقلل من شأن قضية (أمري) وتسوق الحجج والبراهين التي لا يسندها
عقل ولا منطق، وهذه الايام (أهل أمري) النيل يداعبهم ويلاطفهم ويرسل اشارات
وداعه الحار ، وهم أيضا يبادولونه نفس الاحساس وينشدون ويرددون له وعلى طريقتهم
بعض من ابيات قصيدة :
حسك عينك ما تتمادي وتنسي الراكب عندو ارادة
الاهوال الشافة وخاضة كان في مدرسة والله عيادة
شفنا الليد الكان اجوادة يا مبتورة ويا شحادة
ياما رقاب كانت سدادة عّلَمْت الله من التعريفة
وختاماً ربما نحتاج الى ماراثون طويل نقضي به الايام والاسابيع والشهور والسنين
حتي نخلص من موال التناقضات التي تأتي تباعاً . وحتي تتم مراحل التقاضي هل يهلك
الحرث والنسل، في البر والبحر؟. والمستقبل يكتنفه الغموض ولا احد يتنبأ بما
يكون وسيكون لاهلنا في امري ، فقط فلننتظر ما ستجود به مقبل الايام اما هدرا
للحقوق او حلاً لا يأتيه الباطل من خلفه... فلننتظر.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست