|
|
 Re: نيال دينق عائد للفاع عن نفسه ...ايها الفاسدون انتظروه (Re: الكيك)
|
5/8/2006
بشفافية
إكمال الاتهام واستكمال واجب المهنة
حيدر المكاشفي
أعدتُ قراءة (الوثيقة) التي نشرتها الزميلة (آخر لحظة) بعددها الصادر الأول من أمس والتي يشكك (محتواها) المنقوص في الذمة المالية لكادر الحركة الشعبية المستقيل نيال دينق نيال، الذي كان يشغل منصب وزير التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب، أعدت قراءتها اكثر من مرة كما تمعنت ملياً في كلمة الصحيفة التي حملت رأيها ومبرراتها التي دفعتها للوثوق في هذه (الوثيقة) ومن ثم نشرها - حسب رأي الصحيفة - انحيازاً للمهنية التي يهون في سبيلها أي (حرج) واستجابة لداعي المهنة الذي يتقدم على كل الدواعي والانفعالات والمشاعر... وقد خرجت من القراءة و(التأمل) بعدة ملاحظات أجملها فيما يلي:
أولاً: خطاب الكادر نيال دينق نيال بوصفه رئيساً لبعثة المقدمة للحركة الشعبية الى الخرطوم الى الدكتور جون قرنق دي مابيور بصفته النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية والقائد العام لجيشها، والذي طلب في ثناياه دعمه بمدد مالي تصل جملته إلى مليوني دولار لسد النقص في حسابهم ببنك بيبلوس الذي نفد بسبب المنصرفات (الضخمة) التي انفقوها على (انطلاقة) الفترة الانتقالية ومستحقات احتفالات الرئاسة، وحاجتهم لهذا الدعم للوفاء ببعض الالتزامات المالية قيد الانتظار، هذا الخطاب مقروءاً مع تعليق قرنق عليه في ذيله ملبياً الطلب وموجهاً جهات الاختصاص - المفوضية الاقتصادية وسكرتارية الدائرة المالية - لاجراء اللازم - يعد خطاباً ديوانياً عادياً ولا يعدو من الناحية الشكلية الاجرائية كونه خطاب من مرؤوس إلى رئيسه في اطار علاقة عمل رسمي يجمع بين الإثنين وليس هناك ثمة ما يؤخذ عليه...
ثانياً: صحيح أن «ضخامة» المبلغ المطلوب والمقبوض تلفت النظر وتبعث على الارتياب والشك في الاوجه التي صرف عليها هذا المبلغ ،ولكنه يبقى مجرد شك يحتاج لمزيد من الاستيثاق والتيقن ،ولا يرقى بأي حال إلى مستوى (الوثيقة) وذلك ببساطة لأننا لا نعلم حجم العمل الذي يتحدث عنه نيال هل هو فعلاً بحجم المبالغ المصروفة والمطلوبة أم دون ذلك، وما هي بنود الصرف وهل هي حقيقية وواقعية أم وهمية وجزافية من ذاك النوع الذي يرفق فاتورة شراء ثلج بعشرات الملايين من الجنيهات، وهل السيد نيال يتصرف ويصرف في حدود ميزانية محددة سلفاً لانجاز مهام محدودة واداء تكليفات معلومة، أم انه مطلق التصرف والصرف على ما أوكل له ولبعثته من مهام. وقبل ذلك ما هو نوع هذه المهام وما هي طبيعتها وتفاصيلها وهكذا يجد المطلع على (الوثيقة) نفسه غارقاً في لجة من الاسئلة الاستفهامية والاستنكارية على السواء ولا يجد لها اجابة حيث ان خطاب نيال لم يتضمن سوى إشارات عامة للمهام المكلف بها كرئيس لبعثة المقدمة أجملها في (انطلاقة الفترة الانتقالية ومستحقات احتفالات الرئاسة) ولا غبار عليه في ذلك اذ انه يخاطب رئيسه الذي يعلم تفاصيل مهمته التي بالضرورة قد تم الاتفاق عليها بين قيادات الحركة او هذا ما يفترض. وكم كنا في هذا الصدد نتمنى على الصحيفة ان تكمل جميلها المهني بالتقصي والتحري لمزيد من (التوثيق) الذي يجيب على كل الأسئلة المعلقة التي أثارتها (الوثيقة) أو على الأقل محاولة الحصول على تعليق من نيال على ما حملته الوثيقة في حقه أو الاتصال بأحد الاطراف ذات العلاقة بالوثيقة ممن وردت فيها إشارة اليهم مثل أعضاء المفوضية الاقتصادية وسكرتارية الدائرة المالية . وظننا أن الصحيفة ستمضي في هذا الاتجاه استكمالاً لما نقص من معلومات واكمالاً لدورة المهنية.
ثالثاً: تقول (الصحيفة) إن ناشطين من أبناء الجنوب تخيروها من بين الصحف وأمدوها بالوثائق التي نشرتها ولا تعليق لنا على ذلك فهذا حقهم والصحيفة تستحق، ولكن اذا كان من اليسير على هؤلاء الجنوبيين الحصول على (المكاتبات) التي تخص شؤونهم ونزعها بكل سهولة من الأضابير بحكم وجودهم داخل الدواوين، فإن حصولهم على صورة الشيك تحتاج الى شرح وتفسير من أحد البنكين، بيبلوس او بنك السودان، فالمنطق يقول انهم حصلوا على صورة هذا الشيك من احدهما، اما مصدره او المصدر اليه ولا يهم كيف حصلوا عليه، بواسطة موظفين مصرفيين من داخل أحدهما او بأي سبيل آخر، فالمهم هو ان سرية الحسابات والمعاملات قد تعرضت لانتهاك سافر لا تبرره أي غاية مهما سمت ،وهو أمر يضع (الموثوقية) في كامل النظام المصرفي تحت المحك والا فليمدونا بحسابات المؤتمر الوطني وما ظهر وخفى وعلم وما لم يعلم من مؤسسات الانقاذ وشركات محسوبيها ومحاسيبها.
رابعاً: وليس آخراً أجد نفسي مناصراً ومؤازرا في كل الاحوال لأي جهد يحاول اختراق الحصون التي يحتمي خلفها الفاسدون الوالغون في المال العام في أي مكان او جهة، وان تعذر اقتحامها تماماً فلا أقل من إثارة الغبار حولها بما يقلق الراحة ويذهب النوم على عسل الحرام، فقط شريطة ان يتم ذلك بكل صدق وطني وتجرد واخلاص لا تخالطه اجندة خاصة أو حزبية أو أمنية، وانما جهداً خالصاً لأجل الوطن والحقيقة والشفافية.. ولتمضِ (آخر لحظة) في اكمال صحيفة الاتهام ولتستكمل واجب المهنة..
أعمدة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست