|
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) (Re: هشام آدم)
|
____________
ظلّ الريّس – بعد أن سحب إليه زجاجة البيرة وأخرج علبة التبغ المحلي – يراقب ما يحدث بكل اهتمام، وكلما سمع صوتاً التفت إليه، وكأنه لا يريّد أن يفوّت على نفسه أي مشهد قد لا يتكرر مرّة أخرى. أو كأنه يريد أن يفهم بسرعة ما يجري قبل أن تنتهي زجاج البيرة، ويضطر إلى الخروج؛ إذ لم يكن يسمح لأحد بالجلوس دون أن يطلب مشروباً أو وجبة. وكم تمنى أن لو كان يملك أكثر من عينين في رأسه! وما هي إلاّ بضع دقائق حتى امتلأ النادي بالناس: رجال أنيقون، ونساء حسناوات يرتدين فساتين ملوّنة ومزركشة، حتى شعورهن كانت ملّونة، تساقطت على نحورهن القلائد الذهبية التي تعطي بريقاً كلما تقاطعت مع ضوء الSpotlights على السقف المستعار الممتلئ بالأنوار الملونة هي الأخرى. هنا حتى السمرة لها رونق آخر غير سمرة النساء العابرات في الأحياء البسيطة، فتلك سمرة متعَبة وكالحة، بينما سمرة نساء النادي الإفرنجي سمرة تملك سر العلاقة بين الضوء والفراشات المنتحرة على أعتابها. وكان كلما سئل الريّس عن اللون الذي يعشقه، يتردد قبل أن يجيب : السَمَار نص الجمال طبعاً !! وهو الذي كان لفترة طويلة يؤمن بأن بياض البشرة هو علامة من علامات رضا الله على عبده. وعندما كانت تشتعل النوافير المائية والجدول المائي الاصطناعي كان الريّس يتعجب – في كل مرّة – من أين يأتي وأين يصب. لم يكن يهتم كثيراً لنظرات البعض التي كانت ترمقه بين الحين والآخر. نظرات وكأنها تتساءل في حيرة: ما الذي أتى بهذا الرجل إلى هنا؟ أو: كيف سمح لهذا الشخص بالدخول بهذه الهيئة؟ لم يكن يكترث لها لأنه يعتبر نفسه جاء من أجل الفرجة عليهم. كان يعتبر نفسه وكأنه على إحدى مقاعد السينما.
عندما دخلت تلك الحسناء الشيرازية صالة النادي ذات الإضاءة الخافتة، وأضواء الSpotlights ترمي بأطراف أصابعها الملوّنة على شعرها الذي لم يُعرف لونه على وجه التحديد، ومشيتها الواثقة التي تقطر أنوثة مع كل خطوة تخطوها على أرضية الصالة الأبلكاشية، وفستانها الضيّق الذي يبرز أردافها المكوّرة يذكّره بحورية البحر التي طالما سمع عنها في قصص صيّادي البحر القدماء؛ لم يصدّق الريّس نفسه، وهو ينظر إليها في حين بدت مبتسمة للحضور الذي وقفوا في صفين متوازيين. بدأ الجميع يقبّلون يدها التي تشبه قطعة الجيلاتين الغضّة وهي تمدّها بكبرياء وابتسامة ملوكية، حتى توقفت في مقدمة الطاولة الاحتفالية. عندها توجّه أمير نحوها مسرعاً ليناولها بكل أدب جمّ كأساً من النبيذ الأحمر المخفّف بالثلج. ولا ينسى الريّس كيف كانت ابتسامتها له وهي تتناول الكأس منه في امتنان. ظلّ يراقبها أنّى اتجهت، وكلّما حال بينه وبينها أحد الضيوف، ألصق كرسيه في مؤخرته وتحرّك مرّة لليمين ومرّة لليسار. كان وكأنه لم ير امرأة قط. شعر الريّس بشيء بارد يسري في أوصاله كالما رآها مبتسمة. ورغم أنها لم تره – لأنه كان في موقع مظلم في آخر الصالة - إلاّ أنه كان يشعر بدغدغة في صدره كلما التفت برأسها نحوه. ولم يصدّق الريّس نفسه عندما مرّ أمير بجواره مسرعاً، فلتقفه :
* كويس إنّك جيت براك.. تعال وريني النجفة ديك منو؟ - هاها .. يا مان والله دي إلاّ تقعد تعاين ليها من بعيد بس .. مالك ومالا إنتا * ها يا الهطفة .. حسي أنا قلت ليك داير أعرسا؟ - دي يا سيدي خوّاجية طليانية .. * ياخي لاكين دي ما مبالغة .. اسمها شنو قلتا لي .. - اسمهااااااا ... أيوا .. ميرامار. * شنو ؟؟ - ميرامااااار * ياخ الخواجات ديل قدر ما سمحين .. قدر ما أساميهم مكعوجة .. ما تعرف ليه.. حسي عليك الله دا اسم بني آدم، ولا دوا كحة!!
.
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 09:18 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 09:23 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 09:55 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 10:48 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 11:03 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 11:12 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 11:20 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 11:24 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | غادة عبدالعزيز خالد | 07-23-06, 11:25 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 11:45 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 11:54 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 12:03 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 12:08 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-23-06, 12:11 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | معتز تروتسكى | 07-23-06, 12:10 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | غادة عبدالعزيز خالد | 07-24-06, 01:40 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-24-06, 06:11 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | معتز تروتسكى | 07-24-06, 06:55 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-24-06, 11:32 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | يوسف الولى | 07-24-06, 12:18 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | نادية عثمان | 07-24-06, 12:23 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-24-06, 01:17 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-24-06, 02:01 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | معتز تروتسكى | 07-24-06, 02:48 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-25-06, 10:42 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | ناصر جبريل | 07-25-06, 11:32 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-25-06, 12:30 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-25-06, 02:21 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-26-06, 10:44 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 07-27-06, 07:18 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 08-01-06, 12:36 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 08-01-06, 01:04 PM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 08-02-06, 10:54 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 08-02-06, 11:24 AM |
Re: ميرامار (رواية تحت الطبع) | هشام آدم | 08-02-06, 11:37 AM |
|
|
|