|
|
 Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... (Re: Nasr)
|
الإخوة/ أبناء عمومتي سودانية 2000 وهشام ونصر
سلام لكم وللجميع
| Quote: الخلاصة/ايها الشعب السوداني الكريم زورو بعضكم البعض وتفقدو احوال بعضكم البعض فقط اطرقو الباب .. وليذهب ذلك السلك بيعدا عن الباب |
إن خلاصتك أخي هشام هي ما يحدث عندنا بالضبط فلا أحد في السودان يدخل على الناس غرفهم بدون إستئذان ولا فرق في ذلك بين متعلم وجاهل، أو بدوي وحضري وكل الذي يحدث هو ما أوضحته أنت من كبر الأحواش وتباعد الغرف وهذه مرحلة تاريخية متقدمة عن المرحلة قبل البترول في الجزيرة العربية التي كان أهلها يسكنون الخيام المنصوبة في العراء وحتى الآن في بعض أجزاء المملكة مثل تماني والمنخلي ويدمة وثار والجفا وظلم على طريق نجران وعديد من القرى والهجر فأنت تقترب من الخيمة ولكنك لا تدخلها حتى تصفق أو تسلم بصوت عال ،وفي السودان الناس يدخلون الأحواش بهذا السلك لأن الحوش ليس به خصوصيات وإنما فيه عموميات تميز بين الجار والغريب ،وقد يكون أهل المدن منفتحين في تعاملهم مع الجار بعدم لبس الثوب الكامل ولكنهم قطعاً يفعلون ذلك مع الغريب إذا كانوا أصلاً لم يتخلوا عن لبس الثوب السوداني ،والغريب بدوره يطرق الباب كما ذكرت أنت، ولا يتوقع من أحد أن يفعل غير ذلك إلا لص! أمر ثاني له أهميته ومراعاته وهو خروج ودخول الأطفال بكثرة للعب في الشارع فلا يمكن أن يخرج كل خمسة دقايق أحد ليفتح لطفل في حالة قلق مع سعة هذا الحوش وليس الشقة ،( هل تصدق يا هشام أننا نمتلك حوش بحجم ملعب كرة القدم يقل عنه عشرة ياردات في الطول فقط وعند دخولك فيه بالسيارة من الباب تقوم بنقل التروس إلى الرابع لتصل الغرف). أما عدم الإخطار المسبق عن موعد الزيارة هو الذي مازال مستمراً وهو من ضمن ما عنيته في مداخلاتي لقناعتي بأن هذا الأمر إذا تعاملنا معه بغلظة وجفاء سينتج عنه فقدان مطلبك في الخلاصة ،ولكننا لو تعاملنا معه بروح المتفهم سنحافظ على الخلق الذي نرتجيه وعموماً ظروف الحياة المستجدة بعشوائية الجبهة والوعي الإستهلاكي الذي غرسته بالقدوة السيئة كفيلان بإحداث ما لا نشتهي، فقط لا تستعجلوه،وما أتمناه أن يحدث العكس بالتخطيط العلمي حتى نتجنب تجربة الغرب التي أعتبرها بالنسبة لهم عشوائية وضرورية لأنهم السابقون ولم تكن لديهم تجربة في مدنية سابقة حتى يتجنبوا ما حدث لهم من فردية ووحدة وجريمة .
وهذا ما قلته أنت في تجربتك مع الحوش ورأيهم في أن الغريب وحده يطرق الباب:
| Quote: عموما عند زيارتي لبعض الأسر لا أقوم ابدا بسحب هذا السلك بل اقوم بطرق الباب حتى يأتي احدهم لفتح الباب ، والطريف اذا طرقت الباب باصبعك ستشعر بالم حاد في الاصبع لان المسافة بعيدة ما بين الباب الخارجي والبيوت فلا يسمع طرقك احد فتضطر الى ان تبحث عن اقرب حجر ملقى على الارض وتطرق به الباب والغريب هنا عندما تقوم بطرق الباب يعتقد اصحاب المنزل ان هذا الطارق شخص غريب عنهم والا لما طرق الباب . |
أما ألأخ نصر فيقول :
| Quote: هذه ليست براءة ولا سلامة فطرة, هذا تخلف وهمجية تجاوزتها شعوب العالم كله وما زلنا نتغني بها. وكثير من ذلك يندرج تحت بند الكسل والتواكل. |
لم أفهم ما تعنيه بهذا التخلف والهمجية هل هو موعد الزيارات؟ أم السلك على الباب ؟أم التسيب في العمل؟وأتصور أنك لم تقرأ مداخلتي الثانية ولك العذر أخي فنحن لا نرمي إلى مناكفة أو مماحكة ولكن لدينا من المبررات المعرفية ما يجعلنا نتسامح ونغض الطرف عن سلوك من يجهل من أهلينا لأننا لا نملك فضلاً عليهم فأنا لا يمكنني أن ألوم الحطيئة في عدم معرفته بإستخدام السيارة وأكل الإسباغيتي بالشوكة، أو عدم تسامحه لأن مرحلته التاريخية متأخرة عني فالعلم تراكمي مطلق وكذلك الأخلاق والحصول عليهما لن يكون بفضلنا وإنما بفضل الله كما ذكرت سابقاً وفضل الله مثلاً يكون في المرحلة التاريخية التي نخلق فيها وأبوين متعلمان يحرصان على تعليمنا وتهذيبنا ومجتمع متمدن نتأثر به ونظام إجتماعي يحكمنا بضوابطه الخيرة وإلا إذا كان العكس فسنكون كما وصفت، وهذه أمور ليس لنا فيها يد وإنما الذي في إيدينا السعي للتغيير بأسلوب علمي ينظر إلى الوضع بشمولية ومن مختلف زواياه،فأنت قطعاً إذا وجدت رجلاً في مرتبة التسامح أو مرتبة المحبة وأنت في مرتبة العدل ووصفك بهذا الوصف لن تقبله منه بل المرجو من صاحب المرتبة العليا أن يكون أكثر تفهماً وتسامحاً ومحبةً وإلا لما أستحق تلك المرحلة ،فدائماً علينا أن نتذكر أن فوق كل ذي علم عليم وفوق كل ذي خلق من هو أكثر خلقاً منه لأنهما مطلقان كما وردت الإشارة .
أما أقوالك الآتية :
| Quote: وما قاله عثمان عن التسيب في محل العمل لا يخرج من كونه تبرير لمصيبة كبري, كلام عن بيئة العمل والتمنية العقلية والتربية العلمية. ما محتاجة لدا كلو, فقط تذكر حديث الرسول الكريم "من أخذ بالأجر حاسبه الله بالعمل". |
| Quote: معالجة العيوب "في النفس وفي الأخرين" يحتاج لشجاعة ومواجهة وإعتراف في المقام الأول. |
فقد سعدت بها وأدركت من خلالها أنك ما زلت في سن الشباب الطاهر النقي الثوري ليس مثلنا نحن فقد أفسدتنا الحياة ببراجماتيتها وواقعيتها المرة المثقلة بكل مساوئ السلوك وسأنقل ماقلته في هذا الصدد مرة ثانية علك تراه هذه المرة بفكر مختلف :
| Quote: وموضوع التسيب في أماكن العمل والمكاتب في جملته لا يتعدى أمرين ،أولهما بيئة العمل الجيدة وثانيهما اللوائح الداخلية المسبوقة بتنمية عقلية وتربية علمية مدروسة ومنتقاة بعناية، ولكنهما يحتاجان عملاً شاقاً وتخطيطاً يبنى على معرفة عميقة قد لا يفرغ منه في جيل واحد،لذلك كنت أحب لو أنك طرحت ما لديك من أفكار لمعالجة هذا الأمر وأقتدى بك المتداخلون الكرام بطروحات علمية تبين لنا كيف نتخلص من المعايب ونحافظ على الإيجابيات حتى لا نفقد الإثنين معاً ،ويكون بذلك لدينا ما نبني به بيوتنا قبل هدمها كي لا نبيت في العراء. |
فقد أسست هذا الرأي على عدة معارف أورد منها مايلي :
يتفق علماء الآنثروبولوجي والسايكولوجي في أن الأخلاق تشكلها الظروف وقد أخذوا هذه المعرفة من الأنبياء وأثبتوها بالتجربة في الواقع فأنت ترى أخلاق وثقافة الياباني غير الأمريكي الذي هو يختلف عن السوداني المختلف عن المصري وهكذا، لذلك جاء قول الرسول ( ص) : (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)وقال إبن سيناء ( الإنسان إبن زمانه ومكانه). أمر آخر معرفته جعلتني أطرح ما طرحت وهو حتمية الخطأ والجهل عند الإنسان لأن الأخلاق والعلم كما قلنا مطلقان ويتم التعلم وتحسين الخلق سيراً في التاريخ وليست بضربة لازب كما طلبت أنت فلو كان الإنسان يطبق كل ما يعرفه بغض النظر عن ظرفه وطبعه المجبول عليه لوجدت هذا الكون في حالة لا تحتاج معها أن تشكو من سلوك أهلنا في السودان وسأورد لك بعض ماجاء في ذلك، قال الله تعالي عن العلم في المبتدأ ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) :وعن الخطيئة( وما أبريئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي، إن ربي غفور رحيم)وقال الرسول (ص) (كل أبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)وقال عيس عليه السلام( من كان منكم بلا خطيئة فاليرمها بحجر) ولكننا في تحسن مستمر في مجال العلم والأخلاق بالعنصرين الأخيرين في الآية والحديث،ولأن آليات هذا التحسن مستمرة في التكوين ،فهي سيرورتنا التاريخية وكدحنا إلى الله ذي المعارج. وبسبب من هذه المعرفة قام النظام الإجتماعي الغربي وعلى رأسه النظام السياسي والتشريعي بوضع الآليات المدروسة والتي راعت ظروف الإنسان لتلافي هذه المعطيات الثابتة في خلقه، لذلك طبقوا أهم آليات أوردها الله تعالي لنعالج بها سوء الخلق والسلوك ( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ......... الآية)( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم ....الآية ) ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ....الآية)بل زاد (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا.......الآية)، فأقاموا الحريات والبرلمانات التي تدفع الحاكم والمحكوم لفعل الصواب وكما قال علماء الإجتماع أيضاً ( السلطة المطلقة مفسدة مطلقة) وهذا المعني ينطبق على الفرد العادي فنقول هذا ( ما عندو والي ) أو( هذه المرأة ماشية على حل شعرها ) أو ( فلان هامل ). ومعطى آخر يأتي من النفس الأمارة هو هوى النفس في حب النساء والجاه والدعة والراحة والمال والشح في الإنفاق والخوف من مقبل الأيام وجاء في ذلك قوله ( وتحبون المال حباً جما) و(إن الإنسان خلق هلوعاً*إذا مسه الشر جزوعا *وإذا مسه الخير منوعا)وأظنك قد لا حظت عندما أعلن غورباتشوف عن إصلاحه الإقتصادي والذي سمي بالبروسترويكا ضحك عليه الغربيون وقالوا ( ما قلنا من الأول أن الإنسان لا يعمل إلا بنظام الحافز) وهو من الآليات الجيدة لمزيد من الهمة في العمل فالذي لا يأخذ أجراً يكفي مصروفاته لا تتوقع منه الحماس بل توقع منه الفساد والرشوة وهذا أمر طبيعي عند الإنسان ،كذلك العدالة والحرية والمساواة كلها ظروف حول الإنسان تشكل آليات لتحقيق حسن الخلق والإنضباط السلوكي في العمل وخارجه وهي أمور لا يمكن معالجتها بالورقة والقلم وإنما بالتخطيط والعمل الدؤوب وسيراً في التاريخ، وكما قال الأستاذ محمود ( المجتمع الصالح أفضل وسيلة لإنتاج الفرد الصالح ) ولا يفوتني أن أنبه إلى أن سيادة القانون من الآليات الجيدة لتحسين الخلق وقد قال الرسول(ص) ( إنما أهلك الذين كانوا قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم ......الحديث). ولنأخذ مثالاً،تصور أنك تقف في صف للخدمة في دائرة حكومية وجاء عدة أشخاص ودخلوا بالواسطة وأنجزوا أعمالهم وأنت واقف بالصف هل سيؤثر ذلك على سلوكك ؟ الإجابة نعم ،فإما أن تثور وقد كنت قبلها هادئاً أو تبحث عن واسطة أو طريقة ترشو بها الموظف !!! ولننقل الحديث بعد ذلك إلى الموظف ،فإذا كان راتبه لا يكفي حاجته أوحتى وعيه الإستهلاكي وليس الضروري ،كأن يحلم بإمتلاك كمبيوتر، هل تراه يقبل الرشوة ؟ نعم يقبلها لماذا!!!!!؟ لأن من لديه جرح وضغطت عليه ينزف قبل الذي ليس به جرح ،والجرح هنا هو المعطيات سالفة الذكر التي خلقنا عليها الله.(وفي أنفسكم أفلا تبصرون ).
وأختم حديثي الذي حاولت جاهداً أن أختصره لكي يتمكن الجميع من قراءته دون ملل بهذه الحكمة الشعبية السودانية :
(الداير الغنى يعمل حساب لي فقرو ).وهي تعني بعبارة أخرى ( الطمع ودر ما جمع ) كل الذي أرمي إليه من هذا الحديث قناعتي بأننا نملك من الصفات الطيبة الكثير وأخشى أن نحاول علاج الصغاير بأسلوب غير مدروس فنفقد هذه الكنوز التي يجهد الجميع في الحصول عليها.
ولكما كل الود والمحبة
أبوحمد
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 07-22-06, 04:23 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 07-22-06, 04:47 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | المسافر | 07-23-06, 04:57 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | ابو عثمان | 07-23-06, 05:24 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 07-23-06, 04:48 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | خالد سند | 07-25-06, 11:50 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 07-27-06, 03:55 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | maia | 08-16-06, 04:10 AM |
 Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | بشير حسـن بشـير | 07-25-06, 12:14 PM |
 Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 07-27-06, 03:50 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | منصوري | 07-27-06, 05:09 PM |
 Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 08-15-06, 11:57 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | elsawi | 08-16-06, 00:42 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | ابوحراز | 08-16-06, 01:47 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 08-16-06, 10:08 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | عثمان عبدالقادر | 08-16-06, 07:48 AM |
 Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | sudania2000 | 08-16-06, 09:57 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | عثمان عبدالقادر | 08-17-06, 03:23 AM |
 Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | Muhib | 08-17-06, 10:41 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | هشام حامد العبيد | 08-17-06, 11:27 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | عثمان عبدالقادر | 08-17-06, 08:40 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | هشام حامد العبيد | 08-18-06, 11:09 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | noon | 08-18-06, 11:43 AM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | Nasr | 08-18-06, 04:55 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | عثمان عبدالقادر | 08-19-06, 12:39 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | تولوس | 08-19-06, 01:31 PM |
| Re: صور واقعية من الحياة في السودان ... | Biraima M Adam | 08-19-06, 03:04 PM |
|
| |
عثمان عبدالقادر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست