|
Re: ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم (Re: Emad Abdulla)
|
عديدٌ من الإنطباعات ، يخرج بها القارئ لهذا المقال المنطقي ، لعلّ أوّلها ، أنّ النظام الحاكم المفروض على السودانيين حاليـّاً برعاية العرّاب الديمتري كولداروف وتلامذته الجلاميد في حِس التذوَّق الفنيِّ والسمو الإنساني، قد أوصل قطاع كبير من أنصاره القِلَّة والمتعاطفين معه ،كما يزعمون! ؛اسـتحياءاً من الجهر بالسوء! ،إلى حالة قبول للنقد الحارق دون ان تهتز ّ لهم شعرة ! بل للعجب ، كأنّما اصبحوا يقتاتون على هذا النقد ! وكأنّهم قد طوّروا حِـسـَّهم الإنساني بالقَـلَـبـَة! ليوغلوا في مسارات الضِّدية المفارقة للعلو الإنساني في إعلاء رايات الحُريّة وحقوق الإنسان وسيادة القانون ؛ وعلى تلك الطريق الموحشة ، تتناقص أعدادهم بفعل الحـَـز المتواصل الذي يصليهم ناراً من كافّة الجبهات مُضافةً لنارٍ شديدة الاحراق ! تتناولهم ألسنتها، التى تعرف مخبوءاتهم ! من جبهة العرّاب الكبير الذي – في ما يبدو - لن يتنازل بتاتاً عن طلب الشهرة البوهيمية التى يجيد مسك أعِـنَّتها ولا يأنف من تقديم أيّ الأثمان مهما غَلتْ! غض النظر عن أحقـِّيتها أو باطلها في نهجٍ ميكيافيللي معروفٌ عنه .
من الملاحظ أيضاً، أنّ هؤلاء القوم، لم يطوّروا بتاتاً طرائقهم في صد النقد ، إذ ما يزالوا يستمسكون بالمغالطة ، كآليـَّة ناجعة في ظنـِّهم البائس، حول خطايا نظامهم وهيَ أبلق وأبلغ من وجه النهار ! فكيف يصحّ هذا في الأفهام ؟ ..كما أنّهم لا يستحون من تمثيل دور الحريص على سيادة الوطن والرسالة الحضارية للإسلام ! مع العلم ، أنّ سيادة الوطن لم تُـنتـَـقَـص ، منذ الاستقلال، كما تمّ انتقاصها في عهدهم الكولداروفي الماحل! وكذلك، لم يُـصـَب الإسلام في مَقتـل كما أُصيب في هذا العهد المفارق أهله لكلّ مـَا في يوتوبيا الإسلام من عدالة وحثٍّ على الخير وحساسية في رعاية حقوق الناس ..
ثاني الانطباعات، أنّ مناصري الإنقاذ قد درجوا على نفس حُبّ الشـُّهرة الموبوءة ! كما الحال عند قادتهم ! فهُمْ يتميـَّزون بالآذان التي لا تستصفي المسموع ، وبالعقول التى لا تفحص المشــهود ، وبالقلوب التى أسكنتْ هوى النفس وحُب العاجل واستحلال الباطل والتغوَّل على حرّية الناس وحقوق الناس ، حتى يصلوا في المنتهي ، مغالطةً!، إلى أنّ ليس في الإمكان أبدع مـمـّا كان .. ويلحنـون لكَ: نحنـا الغشـِّينا الأمريكان! ونحنا الطـّلعنا البترول ونحنا وزير ماليّتنا قال: الجنيه دا مثبـِّتنـَّو ، ولو تركناه معـوَّم لأصبح الجنيه باثنين دولار ! ونحنا الصنعنا العربات و .. و .. و .... ؛ وهذا بالطبع كلام أنفسٍ تموت في الشـُّهرة ويغيب عنها كم الخراب الذي تحيا فيه .. يغيب عنها فجائع الأنفس البريئة التى أُزهقت باطلاً ، وجرائم الحرب التى تطاولت بها قوائم المنظمات الدولية، ومعاناة الإنسان السوداني في الريف والحضر ، والمهانة التى يحياها السودانيين منذ انبعاج عهدهم الإنقلابي القمئ .. ولكلِّ هذه الدّواهي أمثال ومترادفات ..
ما يمنح الناس بعض أمل، أنّ البلاء في آخِـرِه، والمناهضة قائمة ومتزايدة، فما عاد للناس ما يخســروه بعد كل هذا الخراب الذي دفعه الإنقاذيين مهراً في طلب الشـُّهرة الكولداروفية ..
شكراً عزيزنا الامجد والتحية للأستاذ/ محمد سليمان ..
ودمتم ،،/
|
|
|
|
|
|
|
|
|