عندما فتح لنا الرباطاب مدرسة ابوحمد الوسطى

Quote: وليمة لأعشاب النيل الجزء الاول :- قرية والدتي قرية صغيرة (قرية أمن قرب منطقة دقش بالرباطاب) ترقد بين كثبان رملية زاحفة وصخورٍ ناطحة وسهل ضيق ممتد على ضفة النيل الغربية ، تحفها من ناحية النيل أشجارٌ نخيل باسقة تضآلت أعدادها بفعل الزمان وهجرة الإنسان وإنقطع هم إستبدالها وغرس غيرها بسبب غلاء الجازولين وإنخفاض أنتاجها وضآلة عائداتها المادية فأصاب الفقر موضعاً من مواضع الدخل في مقتل مميت بعد أن لم تسلم من هجماته حقول القمح وفراسخ الذرة وقطيع الحيوان .... وتحيطها من ناحية الصحراء أشجار سلمٍ متناثرة هنا وهناك قوية الأشواك ، ضامرة الأوراق والصفقات .... لاتسمح بقطع أحطابها ولا تنتج ثماراً يسد بها الجائع المضطر رمقه في تلك الأصقاع التي تختزن الجوع والعوز والحاجة في كل مفاصلها ... في الضفة الأخرى من النيل تنتشر وتتبعثر قرى بين تلك الكثبان التي تجلب وتزحف بسفاية الموت البطي الى ضفاف النيل وتآكل أطراف القرى كما يأكل الجزام اطراف المريض ... يعبر أهالي تلك المنطقة النيل كل يوم عدة مرات في تبادلهم الإجتماعي والتجاري معتمدين على مراكب خشبية كبيرة مصنوعة بأيديهم وأخرى صغيرة صنعت من البراميل والصاج لاتتسع لأكثر من خمس أو ستة أشخاص يسمونها ( سُريِتِق) أو برينسة حسب الوصف الشبابي لها ... يعيش سكان تلك المنطقة في هذه الظروف بأنفس راضية ، وتسامح إنساني بليغ ، وبساطةٍ موغلة في الزهد ... لايعتليهم الهم ... ولا تزورهم الكأبة .... يفرحون بقدومك ويحزنون لفراقك ... ويتسارعون لخدمتك وإكرامك ... لم تفسدهم الحياة ولا يعرفون السياسة ولا العنصرية ولا يشغلون بالهم بمصلحطات أصابت بكثرة التكرار مسامعنا بصمم مقيم ، وبتنا نصدقها كما هي منزلةٌ من السماء ( العولمة والأرهاب والعنصرية والكراهية ، والفضائيات ، والإنتخابات .... الخ ) يتبع