|
Re: الهـــوية الســودانية.. صــراع ما بعــد الســلام (Re: Frankly)
|
عروبة السودان ليست وهمًا
أول هذه التيارات هو التيار العروبي، وهو موجود في الساحة، وتتبناه قوى سياسية (الإسلاميون والقوميون) وجمعيات ثقافية وأدبية، ويقوم طرح هذا التيار على اعتبار أن السودان بلد عربي من حيث التاريخ والواقع؛ فقد عرف السودان العرب منذ ما قبل الإسلام، ثم لما جاء الإسلام ودخل العرب بقبائلهم المعروفة أحدثوا أهم التغييرات في السودان؛ إذ توحد هذا البلد الشاسع، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الجامعة للسودانيين جميعًا حتى إن القبائل الجنوبية التي تتحدث بلغات مختلفة أصبحت اللغة العربية هي لغة التفاهم فيما بينها.
كما أن التقاليد السودانية دلالة على أصالة الانتماء العربي للسودان؛ فهذه العادات كما يرى أنصار هذا التيار في مجملها عربية، وإن لم تخلُ من تأثيرات محلية بفعل البيئة، وهذا أمر طبيعي كما يقولون؛ فالعروبة مكون حضاري قابل للتفاعل مع مكونات أخرى؛ لذا فقد تفاعل مع الواقع السوداني وأنتج ثقافة عربية بنكهة سودانية.
ويواجه هذا التيار اتهامات على رأسها وصفه بالاستعلاء الثقافي والعرقي، ويحمل أعداء هذا التيار كل مشاكل السودان التاريخية القائمة على التناقضات الخاصة بالعلاقة فيما بين الشمال والجنوب، يحملونه المسئولية عنها.
والمتابع لصفحات الجرائد السودانية والمنتديات السياسية والثقافية يجد أن هذه التهمة أصبحت تلاحق التيارات الداعمة للعروبة في السودان، حتى وضعت تلك التيارات في قفص الاتهام، وانشغلت بنفي التهمة عن العروبة بالاستعلاء وتبرئتها مما حصل من مشاكل بين الشمال والجنوب.
ومع مجيء السلام.. هل سينزوي هذا التيار ويعدل من أطروحاته ليوافق الموجة السائدة، أم أن الفرز والاستقطاب القادمين سيزيدان هذا التيار قوة ويعطيانه مشروعية جديدة تتمثل في الدفاع عن الإسلام والعروبة في وجه مد كاسح يرفض كل ما له علاقة بالعروبة وربما الإسلام؟.
|
|
|
|
|
|