|
عثمان ميرغني يكتب حول قرار مجلس الصحافة إيقاف السوداني الدولية ليوم واحد
|
حديث المدينة !!.You Can not Un-ring the bell
عثمان ميرغني [email protected]
*كما قلت لكم وتوقعت .. أصدرت لجنة الشكاوى بمجلس الصحافة أمس قرارها بايقاف صحيفة (السوداني) لمدة يوم.. واختارت لتنفيذ العقوبة اكثر الأيام ازدحاما بالإعلان وهو يوم السبت.. والعقوبة سببها حديث المدينة يوم الأربعاء 21 يونيو الماضي الذي جاء بعنوان (قائد .. لكن أين الشعب).. *وبكل تقدير لأعضاء مجلس الصحافة الموقر .. ولجنة الشكاوي .. إلا أن القرار لم يعاقب كاتب هذه السطور أو الصحيفة بقدر ما عاقب المجلس نفسه .. فالتاريخ مستيقظ يكتب كل هذا الذي يجري .. وسيكون مشينا للغاية أن يرتبط تاريخ أى انسان وسيرته الذاتية بعمل يحتاج لتبريره أو الاعتذار عنه في المستقبل.. *البروفسير على شمو رئيس المجلس .. رجل مرموق السمعة داخلياً وخارجياً.. لكن كيف يقف أمام المؤتمرات العربية والدولية ليتحدث عن الإعلام الحر وقيمة حرية التعبير إذا أوقف المجلس الذي يرأسه صحيفة عن الصدور لمجرد (رأي) .. والدكتور هاشم الجاز الأمين العام للمجلس ..رجل نحترمه جدا ونقدر حصافته جدا .. *لكنه استاذ جامعي قبل أن يكون أمينا للمجلس .. والمنصب دوار سيغادره غدا .. إذا ارتبط اسمه بمثل هذه الممارسة..كيف يرجع ليقف امام طلابه ليعلمهم الصحافة.. وليقول لهم إن الحرية باب الصحافة فإذا أوصد الباب صارت الصحافة سجنا للضميرمغلق بإحكام.. التاريخ لا يرجع .. You can not un ring the bell. *من سوء الحظ أن يأتي هذا القرار في الذكرى الأولى للتوقيع على الدستور الانتقالي..بعد أن ظن الشعب السوداني أنه دستور السودان الجديد الذي يفتح الحريات ويستريح فيه ضمير الرأي الحر.. ولم يكن يخطر ببال أحد أن يوقف مجلس الصحافة صحيفة عن الصدور لمجرد رأي!! *لكن القضية ليست ضد صحيفة (السوداني) وحدها .. فالمسلك الذي اعتسف الحكم ضد (السوداني) اليوم. سيطال الآخرين غداً إن لم يقف الجميع ضده وبحسم.. وإذا عجزت الصحافة السودانية عن حماية نفسها ..وفاقد الشيء لا يعطيه .. لن تستطيع حماية الشعب أو تحقيق حرية إرادته .. المحك اليوم أمام كل الصحف السودانية .. أن تثبت أنها قادرة على حماية نفسها قبل شعبها.. وإلا صارت مجرد صحف تسلية تلهي الشعب وتزجي وقته.. *الحرية لا تتجزأ ولا تبرر.. لا يمكن لحر أن يقبل عبودية غيره.. والكأس التي تشرب منها (السوداني) اليوم سيغرق طوفانها كل ظان أنه سيأوي الى جبل يعصمه من الماء.. والعاقل من اشترى حريته بالدفاع عن حريات الآخرين.. *كل من قرأ عمود حديث المدينة الذي عطلت بسببه لجنة الشكاوى صحيفة (السوداني) يحتار أين المخالفة .. فالعمود كان محض رأي ليست فيه حقائق محددة تقبل الصدق أو الكذب.. والأعجب ان قرار اللجنة بني على حيثيات لم تكن اطلاقا موضوع الاستجواب الذي دار في قاعة المساءلة.. قرار اللجنة قال بالحرف أنني خالفت ميثاق الشرف الصحفي في المادة التي تقول (الدفاع عن مصلحة الوطن، ووحدته وبقائه وسلامته ومؤسسات وأساليب دفاعه ومصلحة المواطنين والنأي عن الخيانة لواجبات الوطن). *بالله أقرأوا مرة أخرى حديث المدينة المفترى عليه وأبحثوا معي عن تلك المخالفة..!! * من العسير التبشير بمستقبل خلف، إذا استحكمت على المنهج أخطاء السلف!! ..
www.alsudani.info
|
|
|
|
|
|
|
|
|