الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-21-2024, 02:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2006, 06:13 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! (Re: مكي النور)

    بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! (2)

    الحاج وراق




    * إذا كانت مصادر القوة الأساسية في الصراع السياسي ثلاثة: السلاح والمال والمعرفة (المعلومات والاعلام)، ففي ظل العولمة يمكن اضافة العلاقات الدولية اليها باعتبارها رافداً مهما يرفد المصادر الثلاثة تلك.
    وفي صراعات السلطة ضمن الأنظمة المغلقة ، كالانقاذ، فان مصادر القوة الثلاثة تكون تابعة لقدرة أطراف الصراع على السيطرة على جهاز الدولة، فهو منهل حيازة السلاح والمال والإعلام والمعلومات.
    وأما في الانقاذ، تحديداً، فان جهاز الدولة ينقسم الى مستويين أساسيين، مستوى سياسي، يعبر عنه تنظيم الحركة الاسلامية، ومستوى تنفيذي تعبر عنه الاجهزة العسكرية والامنية. ورغم تراكب المستويين وتشابكهما، فقد رجحت الكفة، منذ زمن، لصالح الاجهزة العسكرية الأمنية، فهي وان كان حراس بواباتها من الاسلاميين، الا ان هؤلاء يصوغون سياساتهم بما يحافظ على سلطتهم، وعلى علوية اجهزتهم في تراتيبية توزيع مصادر القوة، مما جعل الحركة الاسلامية كحركة منظمة تتحول الى احد ملحقات الاجهزة العسكرية الأمنية!
    * ومع ان منظومة الأجهزة العسكرية الأمنية للانقاذ ذات طبيعة خاصة، فقد صممت للتحوط ضد التهديدات المختلفة للنظام، بما فيها احتمالات الانقلابات المضادة، ولذا فانها لا تكتفي بالاجهزة الرسمية ـ المعاد (صياغتها) لصالح التنظيم ـ وحدها، وانما معها شبكة واسعة من عضوية التنظيم في المنظمات (الخاصة) والمسماة شعبية كالدفاع الشعبي والأمن الشعبي، اضافة الى استثماراتها الواسعة والمتعددة التي ترفد هذه المنظمات بمصادر تمويلها وتوفر لها التغطية لانشطتها المعلوماتية والامنية. ولكن مثل هذه المنظومة تكتسب فاعليتها في مواجهة خصوم الانقاذ، حيث تفتح جبهة مواجهة واسعة ومعقدة يتضافر فيها الحكومي مع الحزبي والرسمي مع غير الرسمي والمرئي مع غير المرئي! واما حين ينشب الصراع داخل الانقاذ نفسها، فان اهمية هذه المنظمات (الخاصة) تتضاءل، حيث تعرف الاجهزة الرسمية شيفرة تحركات الاجهزة الخاصة وتتحكم في مواسير تمويلها، كما تستطيع تحييد عناصرها غير المرغوبة! وهذا أحد اسباب نجاح انقلاب الرابع من رمضان، ومنذ ذلك الحين، وبطبيعة الصراع بين الوطني والشعبي، والذي تراكب كصراع بين (الخاص) والرسمي وسط الاسلاميين، دفعت تطورات هذا الصراع الى استمرار اضعاف الأجهزة الخاصة لصالح توطيد دور الاجهزة الرسمية.
    * وهكذا، فان الاجهزة العسكرية الأمنية، هي التي تحدد الطرف الرابح في صراع السلطة في الانقاذ، ولكن ما هي العوامل التي تحدد موقف هذه الاجهزة؟! في ذلك يسعفنا التحليل السياسي، استناداً على التجارب الشبيهة في المنطقة، وتجربة الرابع من رمضان، ومنها يمكن فرز عاملين اساسيين، اولهما، هيكلية هذه الاجهزة، وأعني بها قيادتها في اللحظة المحددة اضافة الى نظام اوامرها العسكري. ورغم ان هذه الهيكلية يمكن تشويشها بالتنظيم الاسلامي داخل هذه الاجهزة الا ان تعيين اللواء عبد الرحيم محمد حسين كوزير للدفاع، بمواقفه المعروفة، قد قصد منه ضمان ان تتصرف المؤسسة العسكرية في أية أزمة قادمة بناء على نظام اوامرها التقليدي.
    * وأما العامل الثاني فهو الرأي العام وسط النخبة الاسلامية، وهي العناصر الاكثر تأثيراً في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي يرشح رأيها العام في المجالات المختلفة بما في ذلك المجال العسكري الأمني، فيحدد طرائق تصرف قياداته وكوادره.
    وأما الرأي العام لهذه النخبة فانه يتحدد بالاساس بمصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
    وتسعفنا تجربة الرابع من رمضان، مرة أخرى، في فهم الطريقة التي تتصور بها هذه النخبة مصالحها ، فحين توصلت الى استنتاج ان الترابي يهدد استقرار مصالحها، بصراعاته الاقليمية والدولية ولعدم قبوله في النظامين الاقليمي والدولي، وبدعوته للانفراج السياسي داخلياً وللامركزية بما يضعف قبضة هذه النخبة على البلاد ويعرضها لمنافسة سياسية تصورت بأنها في غنى عنها، وبصراعاته على النفوذ مع الرئيس البشير بما يهدد النظام ككل، اختارت النخبة الاسلامية، في ذلك الحين، دون تردد، وبصورة براغماتية محضة مصالحها ـ اختارت مصالحها ولو على حساب أيديولوجيتها، واختارت مصالحها المباشرة ولو على حساب مصالحها النهائية واختارت مصالحها ولو على حساب مشاعر الولاء لشيخها!
    ولهذا فقد نجح انقلاب الرابع من رمضان دون صعوبات تذكر، لانه استند على مصلحة النخبة الاسلامية، والتي كانت تتطابق حينها مع كسر رأس شيخها!
    وفي الانظمة العسكرية والمغلقة فان مثل هذا الاختيار يعد أمراً طبيعياً، حيث تختار النخب مصالحها السياسية المباشرة، وهذا ما حدث في الصراع بين محمد نجيب وعبد الناصر، فقد انتصر عبد الناصر، رغم كونه مغموراً وأدنى في الرتبة العسكرية ، لأنه خاطب مصلحة العسكريين بخطه المعادي للأحزاب والداعي بالتالي إلى استمرار الطابع العسكري لنظام ثورة يوليو.
    * وفي الخلاف بين الرئيس ونائبه، فإن الهيكلية العسكرية تشتغل لصالح الرئيس، إلا ان خطه السياسي، والداعي إلى مواجهة مع المجتمع الدولي - تعرف النخبة الاسلامية مقدار كلفتها -، مثل هذا الخط قد يلهم عقائديي الانقاذ ، ولكنه قطعاً لا يستطيع اقناع النخبة، فهذه النخبة وان ظلت تحرك عقائدييها بدعاوى السماء إلا ان عيونها وحساباتها مصوبة دوماً نحو الأرض وتوازنات قواها وعلاقاتها، ولهذا فإنها لن ترحب أبداً بخط سياسي يدعوها إلى التخلي عن الأرض والتحول من نخبة حاكمة إلى قيادة مقاومة! مقاومة لمجتمع منقسم، وحكومة منقسمة بين شركائها، وبقيادة حركة منقسمة على نفسها! مثل هذه المقاومة تفضي للاستشهاد! وفي العمليات الاستشهادية النموذجية، فان القيادات تخطط العمليات لينفذها صغار السن من شباب المجاهدين، وليس هناك عملية استشهادية واحدة نفذتها القيادات أو النخب بنفسها! والسبب واضح، فالعملية الاستشهادية تهدف إلى التضحية بالكوادر للابقاء على الحركة السياسية واهدافها وقياداتها! وفي المقابل، فإن (مقاومة) الانقاذ ستنتهي إلى تبديد ميراثها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أي إلى انتحار سياسي كامل! وغض النظر عن الأماني والشعارات فإن حركة مثقلة بالامتيازات والمصالح لن تخب خلف قائد يدعوها إلى استشهاد سياسي كامل!!
    وفي المقابل، فإن الخط السياسي لنائب الرئيس، وغض النظر عن صحته ودوافعه، فانه أكثر استجابة لمصالح قاعدته الاجتماعية، فالنخبة الاسلامية المرتبطة بالسوق العالمي وبالرأسمال العالمي، تعرف مركزية علاقات سياسية طبيعية مع مراكز النفوذ السياسي العالمي، كما تعرف اقتدار هذه المراكز في المحاصرة والاحتواء، ولذا فإن اختيار المصانعة بدلاً عن المواجهة، والمناورة بدلاً عن المقاومة، اقل كلفة، ثم انه يرسم لها أفقاً وأملاً، ولو كانا زائفين، إلا انهما اكثر إلهاماً من الانتحار السياسي!
    * ويرجع العالمون ببواطن الامور الخلاف بين الرئيس ونائبه إلى التشكيل الوزاري الاخير، ولكن، ولأن العسكريين يجيدون تكتيكات الصراع على السلطة، ثم ان ضباط المظلات تحديداً يجيدون الالتفاف خلف خطوط الخصم، فليس بعيداً ان المشير البشير قد تحسب لردة فعل الاسلاميين تجاه تكرار الاطاحة برمز أساسي من رموزهم ، فاختار ميدان المعركة المفضل، فبدلاً من المعركة حول تشكيل الوزارة حيث لنائبه ميزة نسبية في صراع يصوره مكافحاً للفساد، إلى ميدان المعركة الحالية، حول قضية القوات الدولية، أي الى معركة بين مؤيدي التدخل الخارجي وبالتالي الاستكبار العالمي، وبين رافضيه أي الاكثر اخلاصاً للمباديء الاسلامية، وهو كما لا يخفى، ميدان معركة يعطي الرئيس البشير ميزة مؤقتة، خصوصاً، وسط عقائديي الانقاذ، يمكن استخدامها للاطاحة بنائبه، ومن بعد ذلك، ولكي لا يدخل النظام والنخبة في مأزق انسداد سياسي، يعيد الالتفاف من جديد ويقبل التفاهم مع المجتمع الدولي، بما في ذلك قبول القوات الدولية وفق صيغ تحفظ ماء الوجه ومع مبررات مناسبة، ورغم خطورة مثل هذا الالتفاف الحاد، إلا انه، مع الاخراج المناسب، ممكن، خصوصاً وان هناك الكثير من الهتيفة سيلهجون عند اكتماله بالحكمة والواقعية!
    * واما اذا كان موقف المشير البشير من القوات الدولية، حاسماً ونهائياً ، وضمن المعطيات القائمة حالياً ، وهذا وارد ايضاً، فإنه بذلك يكون قد ادخل شخصه ونظامه ونخبته في مأزق حقيقي.
    «وغداً أواصل بإذنه تعالى»
                  

العنوان الكاتب Date
الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور06-29-06, 03:26 AM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور06-29-06, 08:26 AM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور07-01-06, 06:13 AM
    Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! Adil Isaac07-01-06, 06:44 AM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور07-02-06, 03:13 AM
    Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! Mohamed Elgadi07-02-06, 05:49 PM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور07-02-06, 03:45 PM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! Sabri Elshareef07-02-06, 10:38 PM
    Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! HAYDER GASIM07-03-06, 00:33 AM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور07-04-06, 01:23 AM
    Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! Dr Mahdi Mohammed Kheir07-04-06, 04:39 PM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور07-05-06, 05:56 AM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! Sabri Elshareef07-05-06, 08:53 AM
  Re: الحاج وراق : بين القوات الدولية والسودان أم بين الرئيس ونائبه؟! مكي النور07-06-06, 04:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de