حركة تحرير السودان تجمد إتفاقية أبوجا الهزيلة ..... أخيراً

Quote: الواقفون ضد السلام في دارفور ماذا يريدون؟ بقلم: بهاء الدين عيسى لا جدال أن إتفاق سلام دارفور الذى وقعته مجموعة منى أركو مناوى بحركة تحرير السودان أصبح حقيقة واقعية لا يمكن تجاوزها بحكم أنه معترف به من قبل المجتمع الدولى والاقليمى ,بل كان بعضهم شهودا عليه,ولعل الزخم الذى إكتسبه الإتفاق يعود إلى أن الاتفاق يهدف إلى وقف الحرب التى شهدها الإقليم ,وكانت مصدر كثير من المعاناة بالاقليم ,الذين ذاقوا مرارة الحرب والنزوح والتشرد والنزوح وقسوة شظف العيش , وتلك هى تضحيات دفعها أهل دارفور سعيا وراء حصول قدر من الماكسب التى تحقق إليهم آمالهم وتطلعاتهم الحياتية للوصول للإستقرار الشامل . ولكن يبدوا أن البعض من أعضاء الحركة لا يرضيهم ذلك لا يريدون ذلك وظلوا يقودون حملات ضد الإتفاق وإنتقدوا الإتفاق بحدة "ونعنوه باقسى النعوت" وتهموا قيادتهم بما فيها أركو مناوى بانه أخطا فى توقيع وثيقة أبوجا وحملوه مسؤولية إضاعة حقوق شعب دارفور .أن القائد أركو مناوى وقع الإتفاق بصفته الئيس المنتخب من قبل المؤتمر العام فى حسكنيتة فى نهاية نوفمبر من العام 2005م وتلك هى حقيقة قد تجاهلها الذين يعارضون الإتفاق ,بل نصبوا أنفسهم أوصيا على حركة التحرير ورئيس الحركة ,بل ذهبوا لابعد من ذلك وهددوا بتجميد إتفاق سلام دارفور ,فى خطوة مثيرة من الإزداواجية والتناقض ,وغريب فى الامر أن يصدر ذلك من شخص لاصلة له بالحركة لا يحمل أى منصب أداريا أو تنفيذيا أوقياديا ؟ , ووفقا لما قاله رئيس وفد حركة التحرير المتواجد فى الخرطوم عبد الله عبد لكريم الذى بدا مشاوراته مع الحكومة حول الخطوات التنفيذية لاتفاق السلام فإن الشخص الذى أصدر البيان تم تجميد عضويته من قبل قيادة الحركة لتجاوزه للمؤسسة وقواعد الحركة التنظيمية ,وقال إن الشخص المذكور يريد إحداث بلبلة لحدوث إنقسام داخل الحركة لتحقيق مكاسب شخصية ,عموما تبادل الإتهامات شىء لا يهمنا ,ولكن ما يهمنا هو أن صحيفة الوحدة تتعامل مع الحقيقة لان ذلك واجبنا، وتلك هي رسالتنا، مما تقتضيه علينا مبادئنا المهنية، ثم اننا قبل كل شيء كمواطنين من حقنا ان نقيم ما يصدر من الجميع، سواء كانوا أفراد أو جماعات، ومن منطلق حرصنا على مصلحة البلاد، اتضح لنا ان هنالك اناساً متوهمين، يفسرون حرية الصحافة بمفاهيم خاطئة، لان الحرية لا تعني الفوضة، وانما مصلحة البلاد، كما قاله السيد عصام الحاج والذي قيل انه قد تم تجميد عضويته شيء خطير، لا يتناسب مع مصلحة الوطن، ومصلحة أهل دارفور، بل فيه خروج عن كل الاسس والمعايير التي تتعامل بها الجماعات، المسؤولة، فمناوي في مفهوم عصام الحاج اخطأ وليس من الضرورة ان تؤخذ مقولة اي شخص باعتبارها حقيقة مسلمة، خاصة وان الحقائق والوقائع واضحة، فاركوي مناوي رئيس لتنظيم حركة وجيش تحرير السودان وفق لأطر التنظيم والديمقراطية التي جعلته رئيساً يحتكم اليه القائمين على أمره، عن طريق مؤسساته، والتي تدار وفقاً لمنهج شيوعي، كما قال رئيس وفد الحركة للخرطوم عبدالكريم الشيخ، ان العقود والمواثيق ليست هي "لعباً على الرصيف" انما هي التزام غير مرتبط بالعواطف وردود الافعال، فان طريق مناوي يتفق تماماً بما يصبو اليه اهل دارفور، نحن نتفق تماماً مع رئيس وفد الحركة في المحادثات مع الحكومة، بان هنالك اداء للسلام، يؤكد ذلك النهج الذي انتهجته تلك الشخصية، التي حاولت ان تتخذ لنفسها موقفاً معارضاً، العضو السابق في الحركة اراد ان يتخذ موقفا معارضاً ربما لتحقيق بعض من طموحاته، على أحسن الفروض، فكيف يمكنهم تحقيق مصالح أهل دارفور الذين عانوا ماعانوا، تخلا عن قيمه الانسانية، واصبح لا يفكر إلا في نفسه، ويصار يطلق التصريحات سيما وانه بعيداً عن مناطق الصراع، ومتواجدا في منطقة بعيداً عن النزاعات الدائرة، وهناك افراد يقولون ما يقولون بلا مسؤولية، فلو عاشوا في دارفور لكانوا غيروا وجهتهم، واتجهوا للسلام. ربما كانت لديهم اجندة خاصة أو جهات تدفعهم الى ذلك، لا تريد لاهل دارفور والسودان الاستقرار، نحن هنا لا نريد ان نعطي الموضوع اكثر من حجمه، وهذه مسألة لا نريد ان نحدث منها ضجة، ولكن كان لابد لنا من قول ذلك، حتى لا يتخذ البعض في الاعلام آرائهم لبث سمومهم، لبث اشياء تتنافى مع مصلحة الوطن ومصلحة السلام. كلمة اخيرة مثل ماقلناه وبعد تلقينا التصريح من السيد عصام الحاج قمنا باجراء اتصال هاتفي بنورالدين المازني الناطق الرسمي لبعثة الإتحاد الافريقي بالسودان، والذي طرحت له مادار مع عصام الحاج لكنه تحفظ في بادي الامر وقال لي ان الحاج صديقي، وبعد الحاح شديد قال لي بالحرف الواحد لا يمكن تنفيذ اتفاق السلام بين ليلة وضحاها والاتفاق لا يمكن ان يلبي تطلعات الكل لكنه خطوة متقدمة لايقاف الحرب، وتوقع اضافة بعض الاشياء التي تمكن من تنفيذ الاتفاقية بصورة متقدمة، ونقول لعصام الحاج ان الامانة الصحفية التي تتحدث عنه هي سمة الصحافة، وشيمة مؤسساتنا التي شككت فيها، علما بأننا كنا نتخذ منك طرفا في تناولاتنا للمواضيع، ولم يكن ذلك هو اول تعاون بيننا في العمل الصحفي، الصحافة مهنة صادقة، ولكن ربما ماتحدثت عنه في (الوحدة) قلب الموازين التي كنت تخطط لها للعودة الى السلطة التنفيذية التي تعتبر انها قد سلبت منك. مشكلة دارفور ليست في كرسي السلطة والتسلط واتخاذ القرار، ولكنها تكمن في من يريد ان يعكر صفو السلام للرجوع بنا الى نقطة البداية.