|
Re: من الارشيف (Re: نصار)
|
ما اشبه اليوم بالبارحة
Quote: السقوط المريع و المخزي الذي طفح علي وجه المنبر هذه الايام،لهو امر محزن يكاد يقتل الانسان اسي و حسرة و يهز تفاؤل المتفائلين في مستقبل افضل لنا في الوطن الكبير و هو يمر بمنعطف شديد الحساسية و الخطر. الازمة التي تقبض بتلابيب الوطن وصلت مدي يفوق حد التصور و مآلات الخروج من هذه الحالة المتردية علي كل المستويات و علي رأسها تلك التي تمس حياة الاناس بشكل مباشر، لا تقل خطرا من الواقع الذي ولدها نفسه. و ان كنا قد فشلنا في هزيمة الانقاذ التي اوصلتنا لهذا الدرك فعلينا أن نستفيد من اخطاءنا لنكون علي مستوي التحدي المتمثل في الفرصة الاخيرة فرصة أن يكون الوطن او لا يكون. لحل اي مشكلة يجب مواجهتها بجرأة و تحديد حجمها و درجة تعقيدها و مدي عمقها ليتثني ايجاد الحل المناسب لها. عنوان الازمة الوطنية في مرحلتها الحالية يتمثل في المظالم الموجهة للانسان بداية بظلم نظام الانقاذ لكل من لا ينتمي لعصبتهم الاقصائية و هذا هو النهج الذي اتي به انقالبهم اللئيم و في هذا يتساوي الجميع بمخلف تقسيماتهم الجهوية و العرقية. و الدائرة الاخري خصت بأذاها مجموعات عرقية و جهوية بعينها بتصعيد القتال في الجنوب و ما ان ارغمت السلطة علي الجلوس لمعالجة قضية الجنوب سلميا بعد مطاولات امتدت سنينا _ مستلهمة الاسلوب الصهيون القائل بالحوار من اجل الحوار_ حتي توجهت العصابة الحاكمة ألي دارفور مفترضة أن رضوخها في ما يخص الجنوب سوف يجعل القوي المأثرة تقض الطرف عنها و تطلق لها اليد علي شرط أن تنجز حرب الابادة في حق اهلنا في دارفور بأسرع م يمكن و قبل أن يزول الاثر المخدر المنتج في نيفاشا. و علي هذا سخرت كل اسلحة الابادة التي تملكها و جندت مجرمي الجنجويد الذي اثبتت شهادات النازحين أن خطرهم كان اعظم علي السكان العزل من طائرات الانتوف و غيرها من اسلحة جيش السلطة و دفاعها _الشعب_ و مجاهديها.
السلطة تجد نفسعا في كل يوم و هي تدفع الي واقع تخشاه و لا تجد ملازا منه اذا سارت مآلات السلام _بنواقصها_ الي نهاياتها المنطقية التي سوف تضعف قبضتهم المنفردة علي السلطة لتتكشف عوراتها بالديل الدامغ و في المرحلة التالية حسب البروتكولات الموقع ينفتح الاحتمال واسع لفقدهم للسلطة كليا و يتركوا عرضة للمسآلة و الثأرات حين لا يعصمهم عاصم يحول بينهم و بين ضحاياهم و اولياء الدماء الكثيرة التي اراغوها ظلما و تجبرا. و هم في ورطتهم هذه لن يألوا جهدا يظنون فيه مخرجا الا و اتبعوه مستثمرين طاقة الشر و المكر الهائلة التي يتمتعون بها. و من هذه الوسائل التي تمرسوا فيها، تخريب الواقع السوداني بزراعة الفتن و تغذية دواعي التشتت و الضياع وسط قوي الوطن الفاعله بالهائم في صغائر و توافه الامور حتي تصرفهم عن الشأن العام و بذا تتاح لهم الفرصة للتلون و ركوب موجة الوضع الجديد الناتج عن اتفاقيات السلام.
هذا المنبر اكتسب اهمية قصوي لدي القراء في الداخل و الخارج و توفر له عدد مقدر من الوطنيين منهم المحزب و المستقل و تعدي فيه الحوار في حالات كثيرة الصراخ و التهافت السياسي الفج و بدأ يؤشر ألي عودة الروح للمثقفين و المبدعين الذين بدءوا يضعون القضية العامة في مرحلة متقدمة في جدول اولوياتهم بعد أن كاموا قد زهدزا و اعرضوا عن ذلك طالبين الحلول الذاتية، و هذا امر مزعج لسطلة متضضعة ليس لها سند يذكر وسط الطليعة. فالمنطق يقول أنهم لا يسعدهم هذا التوجه الجديد و بحساب الربح و الخصارة كان لزاما عليها أن تفت هذا العضد الذي بدء يقوي لينازلها في ساحة ارتضت أن تكون عليها هزيمتها أن هي تجرد من اسلحة القدر و الخراب التي تجيدها، فالسلام يضعها في حجمها الطبيع في مواجة الامة بقواها مجتمعة.
لذا و دون أن نشغل انفسنا كثيرا في تفاصيل البحث عن نظرية المؤامرة، صحتها من بطلانها، أو البحث في دوافع من يصرفوننا عن هما الاساسي ان هم مدفوعون او مخدوعون او انهم يعبرون عن مواقفهم الشخصية او غيرها من الاحتمالات، علينا أن ننقي جو المنبر حتي يمكنه أن يحمل أمالنا و يمثل مكانا نتفاكر فيه حول صيانة كيان الوطن و أكمال الخطوات الجارية لكي يمكن تطويرها بجهود كل ابناء الوطن و فعالياته حتي يتحقق سلام حقيق ينعم به كل اهل السودان و تحول دموقراطي يعيد الامر للشعب و يمكنه من قول كلمته و يحدد خياراته في حرية و تساوي في الحقوق و الواجبات للجميع. ان ما يحدث الان علي صفحات المنبر لا يشتت الجهود فقط بل يزرع الفتن و يعمق الجراح بين ابناء الوطني الواحد الذين وصلوا الي درجة حمل السلاح بسبب مثل هذه النزعات العنصرية البغيضة و بما أن القتل الجسدي غير متيسر في هذه الساحة فالكلمة المسمومة تقوم مقام الطلقة و هذا امر لا يمكن السكان عنه لان الهدف ليس فرد او مجموعة بل الوطن بحاله.
اليموقراطي تختلف عن الفوضي و الصبر في الحوار لا يعني القبول بتخريب اسسه التي يقوم عليها و في مقدمتها الاحساس بالمسؤولية و احترام الاخر. و من لا يلتزم بقواعد الحوار و ثوابت الديموقراطية لا يمكن محاورته و لا تعجز الديموقراطية عن لفظه. تنقية الاجواء في المنبر امر حتمي يعلو فوق اي فرد مهما كان اثره. بناءا علي ذلك اري أن يفصل كل من يمثل خطرا علي الديموقراطية و الحوار المجدي خاصة من يتمادي في الاساءة و الشتم و يكرس جهدة لصرف المنبر من واجباته الحقيقية و هي لا تقتصر علي الشأن الوطني فقط، فالمنبر في حالاته الطبيعية _و التي نريده أن يكون عليها دائما_ فيه الانس و التواصل الانساني الحميم و تحقيق الفائدة علي مستويات الاهتمامات المختلفة.
بقي لي الرد علي من يقولون بعدم فصل المسيئن الذين يصرون علي افعال شديدة الضر، منطلقين من حقيقة أن وجودهم يكشف تابوهات موجودة في المجتمع السوداني، اقول لهم أن هذا قد تحقق بابشع الصور الممكنة و اهم من ذلك يجب أن يكون عندنا الشجاعة لان نكشف الحجب من المتستر عليه دون الحوجة لمن يستخدم لغة جارحة و قول ساقط والا فلن يفدنا اخر العلاج _الكي_ بل يحرق المشترك الذي نقف عليه و يكون الضياع.
|
الوجه الاخر للمصيبة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من الارشيف | نصار | 06-16-06, 03:51 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-16-06, 04:25 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-16-06, 04:41 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-16-06, 04:50 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-16-06, 05:00 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-16-06, 05:04 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-16-06, 05:05 PM |
Re: من الارشيف | النذير حجازي | 06-16-06, 05:17 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-17-06, 04:18 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-17-06, 04:47 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-17-06, 04:53 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-17-06, 04:58 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-17-06, 05:02 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 06-19-06, 01:16 PM |
Re: من الارشيف | نصار | 10-20-06, 09:06 PM |
Re: من الارشيف | يحي ابن عوف | 11-01-06, 00:39 AM |
Re: من الارشيف | نصار | 11-13-06, 05:34 PM |
Re: من الارشيف | malamih | 11-13-06, 09:22 PM |
|
|
|