|
الشاعر فضيلي جمَّاع بيننا ما أجملها دُنيا ! ـ مساء اليوم 15/05/2006 م بنادي السودان بأبوظبي
|
الشاعر فضيلي جمَّاع بيننا ! ما أجملها دُنيا ! .
نبهني الهاتف النقَّال برسالةٍ من أهل الدار هُنا أن الشاعر فضيلي جمَّاع بيننا اليوم ، وكنتُ في غفلة .سَرقتني الدُنيا من الأحلام التي تُغذي الشرايين عند البؤس ، وعند الحيرة وعند مُفارقة الطُرق التي تُؤدي إلى وطنٍ تعذب أهله الفقراء . جفَت الأثداء ، ولم تقوَ الأيدي على دفن ودائعنا من طفولة ناهضة ، ناظِرة لم ترَ الدُنيا ورأت الموت يرذُم رَذما .
الشاعر فضيلي إنسانٌ يحمل اشتياقنا ، و عُرسنا وأمجادنا و يحمِل المحبة فَاردة الجَناح . يبدأ من دفء الأم والأسرة و رفيقة الدرب وينتهي بالوطن . رصاصاته لُغة تعُب منها الأنفس . وَجْد محبته للوطن شهاب في ليل مُكثف السواد .
للشاعر منذ ما قبل السبعينات موقفاً في الوطنية ، وله ألف قضية وقضية أخرى. في أيام الدراسة الجامعية حرر كُتباً في الشعر ، تحرر من قيود الأسر الأكاديمية ، و نطق حرفه متلألئاً ، صادحاً ومُغردا .
في محبسه بسجن ( شالا ) في زمان السبعينات ، مرَّ عليه عام جديد ، فكتب شِعراً حكى عن الحُزن وعن الوطن بلُغة حريرية الملمس ، مُتوهِجة كالذهب على الجِمار .كانت السبعينات بسلاطينها الغِلاظ الشِداد تترصد المُعارضة السياسية التي تَنشُد الديمقراطية . وقتها أخذ الشاعر نصيبه من دُنيا العنت .
زاره منذ أشهر صديقنا ( خالد الحاج ) في موطنه بالمهاجر .جلس في ضيافته وقرأ فضيلي من شعره ما تيسَر. نقلت لنا وسائط العصر نغم يتغنى به الشاعر صوتاً وصورة . رقصت الدُنيا واهتزت الأنفُس ، وعلمنا يقيناً بأن الوطن لم يُهاجر من القلب أبدا . جلست الأسرة والأضياف يستمعون لصوت شاعرنا يُنشد ، وانفجر الكون بالخصوبة و بالدهشة وبالحنين . كتب لنا الشاعر أنه دوماً يُبعد الدفء الأسري عن عواصف الشعر وأوجاعه وغرائبه التي تشتط عند المنعطفات ، إلا ذلك اليوم . تحير الأطفال كأن أباً وُلد لهم من جديد . قرأنا أفكارهم وهي تقول :
ـ أيحمل أبانا كلَ تلك الأحمال على كتفه دون أن نعلم ؟ .
لكم اليوم موعد مع شهاب من الشُهب التي أحبت الوطن صغيرَه وكبيرَه . كتب للدنيا وللعشق وللحزن وللفراق وللروائع التي تُخضب النفوس ، ونزف نزيفنا جميعاً على الأبرياء الذين حَزمهم حزام الموت في دار فور . أهلاً ومرحباً بضوئه اللامِع بيننا يُنير سماء أبو ظبي ويقرأ لنا .
النادي السوداني الثقافي الاجتماعي يرحب به في دارالجالية والدعوة عامة للجميع .
عبد الله الشقليني 15/05/2006 م
|
|
|
|
|
|