|
|
 أمانـة من أهلنـا الوطاويـط..... أوصلهـا ولو متأخـرة.
|
فى عام 1974 ذهبت إلى الرصيـرص، وكنا ضيوفـا على العـم يوسـف السيمت العركى، فى منزله العامـر بوسط المدينـة.. ولقد اتيحت لى فرصـة أن أزور قريـة ود الماحى جنوب الرصيرص وشـرق النيل الأزرق، وهى أيضـا على سفـوح جبال الإنقسنـا وبدايـة مناطقهـم.. هـذه المنطقـة تسكنهـا قبيلـة إسمهـا الوطاويط، لعل القليل هنا الذين يعرفون هـذه القبيلـة.. وود الماحى تقع بالضبط على ضفاف النيل الأزرق مثل حى ابوروف.. ولكن صـدق أو لا تصـدق، فهـم يزرعون اراضيهـم بمياه الأمطار.. ويصلون الإستسقـاء لو تأخـر هطول المطـر، والنيل الأزرق يهـدر حولهـم.. لم تنقل إليهـم تكنولوجيـا الشماليـة من الشـادوف والسـاقيـة.. ولا يعرفون معنى القادوس. الإستعمال الوحيـد لمياه النهـر هو للشـراب فقـط.
هـؤلاء القـوم البسطـاء، وبعـد صلاة المغـرب، تحدثـوا إلينـا كأننا وفـد من الحكومـة، ووضـعوا أمانـة على عنقنا أن نوصلهـا للحكومـة، وهى أن توفـر لهـم بابور مويـة، ولو واحـدا.. حتى يرتاحوا قليلا من الشقـاء والتعب فى رى مزارعهـم.
هـذه النطقـة الغنيـة التى تنهب حكومات الســودان المختلفـة كل معادنهـا من كروم وفضـة وذهب وربمـا يورانيوم.. لا يجدون حتى الفتات.. ولا حتى التوظيف فى هـذه المنشئـات.. فلو كان هـذا شأن الوطاويـط، فما بالك بالإنقسنـة أنفسهـم الذين رأيتهـم وأقســم بالله أنهـم ما زالوا يعيشـون مثل حياة سكـان الأمازون., لا تعليم لا خدمات لا أمن لا حكومـة لا أى شئ. نحن نقول أن شـرق الســودان أكبـر من تم تهميشـه لأن البجـا ينتمون إلى المجتمـع السـودانى ككل، ولكن هـؤلاء الناس ايهـا الســادة غيـر محسـوبون فى المجتمعات الســودانيـة.. ولا أدرى ماذا يفعلون إذا ثاروا.. فليس هناك جيش ولا حتى بوليس ليقاتلوهـم!! ولا شركات ليعلنوا إضراب ولا مدارس لتقفل.. إلا إذا ناطحـوا صخـور الجبال.. وفى هـذه الحالـة فليست هناك جرائد لتنقل ثورتهـم!!
الأن ومن هنا أبرا إلى الله من ظلم جميع الحكام فى كل الحكومات، لهـولاء الأبريـاء.. وهـذه هى وصيتهـم أنقلهـا للحكومـة مفتوحـة ليقرأهـا كل الناس.
الا هل بلغت اللهـم فاشهــد.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Abureesh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست