|
Re: نورا .. الفتاة الباحثة عن الحقيقة (Re: محمد عوض إبراهيم)
|
.. م خلالحديث نورا عن حياتها .. نستطيع أن نرسم أطاراً تخيليا لعائلتها ، أبواها ـ كما يبدو من وصفها لهما ـ كانا ذا خلفية عقلية عملية تميل إلي العلمنة أكثر من التفسير اللاطبيعي للأشياء ، وهما لم يثورا كثيرا عندما قررت الأنقطاع عن حضور دورس الدين مساء الأربعاء في الكنيسة ، بعبارة عامة يمكننا أنْ نويدكلامها بأنه لم يكن للدين كبير تأثير علي حياتها الأولى : ( The thought of God had not much influence in our home: my parents never told us about life after death, or about the necessity to have faith in God. ) وإذا كانت ( رادي ) ، كما كان اسمها قديما ، استطاعت أن تعيش فترة من حياتها في هذا الخواء ، فانها لم تسطع أن تمنع نفسها من السؤال عن الهدف من هذه الحياة ..؟؟ وحتي تستطيع أن تفر من هذا السؤال المحرج غاية لكل علماني ، شغلت نفسها بمواضيع إنسانية عامة وجدت أنها بطبعها تميل إليها ، مواضيع من نوع ( محاربة الظلم الأجتماعي ) ( الحرية لنا ولغيرنا ) ( المساواة ) ، و( مكافحة التلوث ) و.. و…. ، وسنراها تقرأ وتقرأ أبحاثا وكتب حول ( كيف نجعل العالم أفضل ) ومشكلة الصراع الطبقي ، والعنصرية أصولها وأسبابها ، وبعض أبحاث ماركس في تشخيص مشاكل العالم . ولكن إلي متى يظل السؤال الأكبر بلا إجابة : أيمكن أن يكون هذا هو الغرض من الحياة ، أليس لهذه القوة العظمي التي أوجدتنا أي أثر بعد ذلك في حياتنا .. في تكوين أهدافنا .. إذن لماذا أوجدتنا ..؟؟ هكذا عادت ( رادي ) مرة أخري للكنيسة لتحاول التماس إجابة شافية لهذه الأسئلة ، ورغم أنّ مجموعها الذي حصلت عليه في الشهادة الثانوية كان كبيرا يؤهلها الألتحاق بأي كلية تريد ، ورغم معارضة أهلها الذين كان يفضلون لها الألتحاق بمجال يوفر لها عملا يدر عليها دخلا محترما في مستقبل أيامها ، مثل الطب أو الصيدلية أو الكمبيوتر ..أو .. وبرغم كل فقد قررت الدراسة بقسم الفلسفة بالجامعة ..لتكون اجابتها علي السؤال القديم أكثر علمية وأبعد عن العاطفة والأعراف الأجتماعية .
|
|
|
|
|
|