|
في صباح غائم- نص شعري جديد لسعدي يوسف
|
الصباحاتُ غائمة، ليس من قبلِ عشرينَ يوماً فقط... الصباحاتُ غائمة، منذُ عشرينَ عاماً وأكثرَ؛ إن الصباحاتِ غائمةٌ مُذْ وُلِدْنا. وفي عدَنٍ كانت الشمسُ في السّمتِ فجراً تُؤجَّجُ قحفةَ رأسكَ مثلَ الزجاج، ولكنّ تلك الصباحاتِ غائمةٌ! ...................... ...................... ...................... ربّما في عواصفَ ثلجيّةٍ يتجلّى الصباحُ البَهِي... لقد حَطّت الطيرُ! عند محطة مترو الجنوب، بموسكو انتظرتَ التي لم تجئْ وانتظرت... انتظرتَ إلى حَدِّ أن غَمَرَ الثلجُ شَعرَكَ واقتاتَ عينيكَ؛ قلتَ: الصباحاتُ غائمة... وانكفأت. ........................... ........................... ........................... السلالمُ لا تنتهي حينما ترتقيها (غُرَيفةُ باريسَ في الطابق السابعِ) السَّيْنُ ليس بعيداً وفي الصُّبحِ نفترضُ الشمس... لكنّ تلك الغُرَيفةَ لن تبصرَ الشمسَ إلاّ دقائق. إن الصباحاتِ غائمةٌ في غُرَيفةِ باريسَ أيضاً ! .......................... ........................ ........................ وماذا عن المَشهَدِ الآنَ ؟ لا مشهدَ الآن. إنْ رُمتَ نوراً فَخَبِّئْ شآبيبَهُ في نبيذِ العروقِ ولا تنتظِرْ أن يكونَ الصباحُ المُتاحُ بهيّا... ستشهدُ كلَّ الصباحاتِ غائمةً ومدجَّجةً بالعفونةِ حتى تموت!
السفير الثقافي-22\4\2005
|
|
|
|
|
|