Quote: و لو كنت مكان الترابي، و احتراماً لأفكاري لأصدرت بيانا مدويا أعتذر فيه للشعب السوداني عن هذا المسخ الذي صنعته بيدي، و أعلن على الملاء أنني أوافق تماما على اعتقالي، و ان ذلك حدث نتيجة لافعالي المشينة و تخطيطاتي المخربة التي لم اتوقع ان تعود علي بهذا الوبال و الشر المستطير.
هذا هو " المحك " ؟وقد وُفِّقتَ تماماً ، أخي أمجد ، في هذا الرأي ..ولكن ! للأسف ممّا يبدو علي السّاحة الترابية الآن ، فإن بيانا بهذا الإعتذار وبهذا الإقرار ، لن يفلت بسهولة! من جماعةٍ تتشدّق دوما بالقوّة ولاتتوقّف كثيرا في الإستحلال بالفتاوى المتغايرة ! جماعةٌ لها عصاة مدفونة وأخرى مرفوعة ، جماعةٌ تملك من الإنتهازية منتهاها ومن الميكيافيلية لحمتها وسـداها ، ومن استبطان الغدر بالمواطن ، مالا سياسة رأت ولا ثقافة سمعت ! ولا حكومة مرّت علي خاطر بلد !! كهذه الحكومة وعرّابيها الترابيون .
المأساة ، ليست في أنّ " الترابيين " بمؤتمريهم ، فقط مَـن يتعامون عن ماضيهم القريب في استئصال الآخر وتكميم الأفواه ونشر الخراب علي السودان ؛ بل في كثيرٍ من الأحزاب العاملة في السـّاحة والتى تتحرّق شوقاً لعودة التسيـُّد والتحكيرة على رِقاب الوطن بنفس التغافل عن سوءاتها التي كانت السبب في الوصول لمثل هذا الخراب الوطنى الكبير !!
ليت الأحزاب تعطي بعض اهتمام لمُدارسة أخطائها التى مازالت عقابيلها تزحم طرقات الوطن ، ولا مفر من ترك المقولة الرّائجة : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة !! فالمعركة الحقيقية هيَ جهاد النفس وإصحاح بنية ومستمسكات الحزب ونقد أخطائه للخروج بآليـّة صالحة لتطبيب الوطن الجريح .. وليت الترابيين ان يصغوا لصوت الضمير الذي يأتيهم من غورٍ سحيق !! وليت التنظيمات الجديدة تتفحـَّص بجدّية كبيرة تجارب الأحزاب التي حكمت السودان بالغفلة ! حتى لا تقع في اخطائها ، وتجنـّب المواطن ، تجريب المجرّب ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة