الكذب صفة قبيحه ومنبوذه ، لكنها استشرت أخيرا بصورة ملاحظه، بل تشعر وكأنها لا تؤثر في البعض ولا تؤذيهم، مع ان الكذب والرجل الكذاب على نحو خاص يغيظنى ويسبب لى كثير من الضيق والعنت. قد لا تثيرنى أساءة مباشره او نميمه، لكن عند الكذب اخرج عن طورى وانفعل للغايه، فلماذا ياترى؟؟ ومن الأشياء التى جعلتنى أشعر بمعجزة هذا الدين الأسلامى، وبأنه الحق والدين الخالد ما وعيته مبكرا وفيما تواتر من أحاديث تقول:- ( قد يزنى المؤمن وقد يسرق ، لكنه لا يكذب) !! يا سبحان الله هذا الدين يرفض ما ترفضه النفس البشريه، ومالا تطيقه أو لا ترتاح اليه، لكن لماذا لا يلتزم كثير من المسلمين بتعاليم دينهم التى تمقت الكذب وتعده أكبر من الكبائر، ونحن نلحظهم غير صادقين فى تعهداتهم ومواعيدهم، وأن التزموا بمواعيد صلاتهم واعفاء لحاءهم. للأسف الشديد البعض تجده يمارس تلك العادة الدميمه دون سبب جوهرى أو مقبول، مثلا احدهم يتصل به شخص آخر على الهاتف، فيعطى هاتفه دون وعى لأقرب شخص منه يطلب منه ان يقل للمتصل بأنه غير موجود، والمدير فى العمل تخبره السكرتيره بأن فلان يطلبه فيقل لها بكل بساطه (قولى له غير موجود) خصوصا أن كان ذلك الشخص يطلبه مالا أو دينا، اما ان كان المتصل يريد أن يورد نقودا أو شيكا، فتجده قد اسرع بالرد عليه وأبتسم بل ربما أرتفع صوته مقهقها، لكن السكرتيره تلك أو السائق لو كذب أى منهما على السيد المدير، وأكتشف سعادته ذلك الكذب فالويل لهما من غضبه ومن دروس فى الأخلاق تتلى صباح مساء، بل ربما أكثر من ذلك. ومن تلك الملاحظات ما يفعله بعض الأباء حينما يأتى طارق لا يرغبون فيه، تجدهم دون حياء يخبرون أبنهم ليقول للطارق أن الأب غير متواجد، وقد حدثت طرفة مرة حينما ذهب الأبن وقال للسائل عن أبيه (أن أبى يقول لك أنه غير موجود)، تحدث كل تلك العينات من الكذب علما بأنه قيل فى الحديث ( لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)، بل أن البعض يربى أبناءه على الكذب وحينما يكبرون يغضب لأنهم يعصونه ولأنهم يفعلون كلماهو قبيح. لا أدرى ماهو رأى المراة هنا هل تقبل بزوج لها لو كان مصابا بذلك الداء، حتى لو أكتملت باقى الجوانب الأخرى؟؟ بمعنى أنه حسب المفهوم (الجندرى) العام، وسيما، ومتعلما، وصاحب منصب وجاه أو غنيا ومرتاحا كما يقولون؟؟ بل ربما كان مصليا وله غرة على جبينه؟؟ وكيف تواجه المرأة ذلك الموقف والخيار بين رجل فيه تلك الصفات المغريه جميعها لكنه كذلك مصاب بداء الكذب؟؟ وهل ترفضه أم تسعى الى تخليصه من تلك العادة السيئه؟؟ وهل يمكن تغير الرجل الكاذب حتى لو أقترن بأمرأة على أخلاق الملائكه؟؟ هل تستكين المرأة وتعتبر ذلك نصيبها وقسمتها؟؟ هل يعقل ان ترفض بعض النساء فى ظل هذه الظروف الأقتصاديه الطاحنه والصعبه رجلا يمتلك تلك الصفات لكنه يكذب؟؟؟ ولو رضيت به مضطرة خشية من قطار يعدى ويمر، هل فى داخلها تحترم مثل ذلك الرجل؟؟ وأخيرا الا توجد عينه ضعيفه وجاهله من النساء، تبحث عن مثل ذلك الرجل، بل قد لا ينفع معها ولا يرضى غرورها غيره؟؟ وبالنسبة للرجال، هل يجدون ضالتهم وهواهم وسعادتهم فى المرأة الكاذبه؟؟ ولماذا يرتبط الجمال والدلال فى ذهن الرجال أحيانا بالكذب؟؟ حتى أن بعض الشعراء والمغنين يقولون مثلا (حلو وكداب)؟؟؟ لماذا لا يغنون للوجه الجميل الصادق??? خاطره أخيره:- اشكر ذلك الملهم الذى جعل هذا الموضوع ممكنا، حتى أن كان كذابا!!! فكما يقولون رب ضارة نافعه!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة