|
ما بين مأساة دارفور ومأساة بورتسودان
|
أنا لست من غرب السودان ولا أنتمي لأي من قبائله وبالضرورة لا يعني إنتمائي لأي قبيلة من تلك القبائل شئ أو شرف يضاف إلى شرف تلك القبيلة أو سيرتها ، وكذلك لا أنتمي لقبائل الشرق ولا الجنوب ولا الشمال ، أنا سوداني أنا بحسب أوراقي الثبوتية بالرغم من كل تلك الأسئلة العنصرية البغيضة التي كانت ضرورة في أن أنال الجنسية السودانية ، وأتمنى أن أخرج من جلباب القبيلة الضيق إلى رحاب الوطن الفسيح الفضفاض الذي يتسع للجميع نظرياً. المأساة هي المأساة في الغرب و في الشرق في الجنوب أو في الشمال في الوسط أو في أى بقعة من بقاع العالم والإنسان هو إنسان معزز مكرم بعيداً عن عرقه ولونه ودينه وتوجهه وثقافته. ما يحز في النفس أخوتي وأسأل الله ان أكون مخطئاً في ذلك أن الأقلام تجردت والصفوف تلاحمت لشجب وإستنكار عمليات ترويع وقتل الآمنين في أحداث بورتسودان الأخيرة - وهذا أضعف الإيمان - لكن ما يؤسف له أن جل تلك الأقلام لم تحرك ساكناً في معظمها ولم تقف موقف المستنكر حتى من أجل كل ما حدث ويحدث من ترويع وقتل وسحل وحرق لأناس عزل قدرهم أن أن يتضارب الساسة والعسكر والثوار برؤوسهم من أجل الثروة والسلطة لا من أجلهم أنهم أهلنا في غرب السودان ، الذين كتب عنهم الزميل حامد حجر ونقل من الصور والمناظر المروعة المرعبة التي تجعل الولدان شيبا.
إلى الإدارة: تم تسويد صفحات المنبر ذات مرة لرحيل أحد الزملاء عليه رحمة الله حداداً وحزنا على الفقيد ولم تحرك الإدارة ساكناً أو تعلن حدادها على كل أولئك الضحايا شرقا وغربا وجنوباً وشمالا ووسطا فهل من تفسير لذلك.
|
|
|
|
|
|