|
Re: الفنان التشكيلي علي الجاك : تجربة مميزة في تصميم الأغلفة والجرافيك -و معرض لأعماله يوم 15فب (Re: sympatico)
|
سمبتيك الفنان المرهف ,
تحية وشكر لك وانت تنقلنا من عالم مأساوى نعيشه , وواقع مر بالمنبر الذى توسمنا فيه البديل الأصغر
للوطن , وتحلق بنا فى سماوات الفن والأبداع , فى عوالم أهلوها خلاقون , أمثال الفنان على الجاك !
وبهذه اللفتة الساحرة فقد نقلتنى الى ذكريات أيام أحسبها اجمل سنى العمر ! حين ترعرعت بين استديوهات
كلية الفنون الجميلة , وباهر فن الدارسين فيها , ولطفهم , ونكران ذاتهم , وجميل تعاملهم مع بعضهم
والزائرين !
فغنمت لوحات لشخصى تحفظها أمى رحمها الله بمنزلنا الذى خلا من ساكنيه بمدينة كسلا , فمنهم من
هاجر بعدا عن سوء الأنقاذيين , ومنهم من غيبهم الموت تحسرا على فراق الأحباء الذين أرغموا على الهجرة !
كما تحلقت بى أهازيج الذكريات الى أيام شديدة الرخاء الأخوى , والصداقة العفيفة مع رائعين أمثال :
الصديق الفنان المبدع الباقر موسى , الفنان الصديق سليمان يحيى , الفنان عبدالله محمد الطيب , الفنان
الأمين محمد عثمان , الفنان منعم الخضر , المرحوم صالح التوم و المرحوم ربيع , المرحوم أسامة , الفنان
فتح الرحمن باردوس , الفنان صلاح عبدالله , الأخت الفنانة ام الخير كمبال و الأخت الفنانة سامية بشير ,
الأخت الفنانة احسان محمد حمد , الأخت الفنانة آمال يوسف , المرحومة سميرة الدوش , الفنانة رقية , وآخرين
كثر من طلبة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية , ومعهد الكليات التكنولوجية آنذاك , حين كان الزمن بهيا !
تعلمت منهم حسن المعشر , ووفاء الزمالة , والتكاتف الأجتماعى ! وحب الفنون والموسيقى , حيث كانوا يدندنون
بالعود فى أوقات فراغهم من الرسم ومحاضرات تأريخ الفن التى كثيرا ما حضرتها معهم فى القاعة !
كانوا طلبة بمستوى الأستاذية الحقة !يقدرون المسئولية , يحترمون أساتذتهم , ويحبون الفن من اجل ذاته
والأبداع الراقى ! ويعاملهم الأساتذة فى ندية متألقة , فى تواضع وتقدير لأبداعهم ونبوغهم ! فلا تفرق بين
الطالب والأستاذ فى التعامل الأ بفارق السن !
كما كان الأستاذ عبد الله بولا أستاذا بالكلية , وآخرين افذاذ !
وكان الفنان على الجاك احدهم , متخلق بأخلاق الجميع الرائعيين !
حين كانت المؤسسات التعليمية مرتعا لكل جميل , تزين حفلات التخرج نغمات الفنان شرحبيل أحمد , وكانت
عرسا تستعد الخرطوم له شهورا بل عاما كاملا !ويأتى ذووهم من كل بقاع الوطن الجميل فخرا بتخرج أبنائهم
من هذا الصرح الشامخ !
فيفرحون وينتشى الجميع بذوقهم الخلاق ورسوماتهم البديعة ! وتسكرنا دندنات شرحبيل أبو الفن والجاز
الراقص ! حيث لا قانون يعلو على ترتيبات حفل تخرجهم ! فيأتى كما شاءوا له !!
فتشدو ضاحية المقرن انشاد الفرح الحر الميمون ! ويشاركهم الجميع من كل حدب !
وأذكر أن الفنان عمر الأمين والفنان عبد المنعم الخضر والفنان الباقر موسى , كانوا يشجعونى بأكواب عصير
الليمون المثلج من كافيتيريا الكلية حتى أتحمل صبر الجلوس لأكمال رسم بورتريه لمدة تتجاوز الساعات , حتى
لا أمل الجلوس ووجهى فى وضع ثابت , ورغم هذا كان يداعبنى الملل من جراء الجلوس لمدة طويلة لرسم وجهى
او يدى !
وقد يواصلون الرسم والتلوين فى اليوم التالى !
وكان قد قابلنى مرة الفنان الصديق الباقر موسى فى طريقى الى وكالة السودان للأنباء وأنا أرتدى بلوزة
متداخلة الألوان , وقلادة ملونة , فطلب منى الذهاب معه للمجلس القومى للآداب والفنون لرسمى بذات الزى ,
واكتملت اللوحة متقنة , وعقب ذلك شارك فى معرض للفن التشكيلى باليابان , وكانت اللوحة المذكورة ضمن ما
اشترك به من أعمال , وهاتفنى فى عيد رمضان الماضى , وأخبرنى أنه فاز فى ذلك المعرض بلوحته التى
رسمها لى فى السابق !
لقد أحببت كلية الفنون الجميلة والتطبيقية , ذلك الصرح الذى أضاف لى الكثير , وكسبت به صداقات اعدها
من اعظم ما أسست ! وكانت فرصة جميلة من فرص العمر التقيت فيها اجمل البشر , حدث لى فيها تطور
فى المهارات الفنية , والأنسانية ! , فكانت اجمل هدية قدمتها الصدفة لى فى فترة عمرية قوى بها عودى ,
وازددت معرفة !
فلكم ألف تحية أصدقائى الفنانين الأضافة النفيسة التى قدمتها كلية الفنون للمجتمع السودانى !!
وتحية للفنان الصديق عبد الواحد وراق , والفنان على الأمين , والمرضى , والفنانة ام الخير كمبال , أذكر
يوم زينتم جدران مدرسة امتداد ناصر الأبتدائية بتلك الرسوم الخلابة الباقية للآن ! تلك اللفتة البارعة
والتى أفرحتم بها تلاميذ المدرسة الصغار وجعلتموهم يتفاخرون بمدرستهم لبهاء جدرانها ,وربما حببتم لبعضهم
التحصيل والمواظبة !
وأتمنى أن تعود كلية الفنون الجميلة الى عظيم مجدها الذى كان !!!
وشكرا لك أخى سمبتيك لهذه النقلة السارة ...
ست البنات .
|
|
|
|
|
|