|
|
 مواطنين أم رعايا
|
مواطنين أم رعايا
إن بعض الفقهاء يفرق بين مصطلح الرعايا ومصطلح المواطنون فالاول يطلق على الاشخاص الذين يحملون جنسية الدولة ولكنهم لا يتمتعون بمباشرة الحقوق السياسية , اما الثاني فيطلق على اؤلائك الذين يحملون جنسية الدولة ويتمتعون فيها بممارسة كافة الحقوق السياسية فمصطلح المواطنين يحمل دلالة ومقذى سياسي كبير فهو يثير علاقة الفرد بالوطن وان استخدام هذا المصطلح يحي الرابطة الوطنية بين المنتميين الى وطن ومتساويين فيه في الحقوق والواجبات وذلك من خلال التنشئة السياسية الحقة .
إن عملية التنشئة السياسية تقوم بمختلف ادواتها على مفهوم الوطن بدءاً من القرية والمدينة فالمحافظة فالولاية إنتهاءاً بالوطن الكبير , الحكومات والانظمة تحاول دوما ان تغرس في نفوس المواطنين فكرة الولاء الى الوطن وذلك من خلال توفير اسباب هذا الولاء والمتمثلة في العدالة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات دونما تمييز بينهم في الالوان والاديان والمراكز الاجتماعية والعرقية وإلا فلم يتكون ذلك الولاء وإن وجد سيكون ناقصا فينهار في اول هزة اختبارية له مما يثير الاشكالات في المستقبل , الامر الذي حصل بالفعل ما هو حاصل الان في السودان .
ومسالة تنمية روح الولاء في وطنا انهارت منذ ان نال استقلاله من خلال سسيطرة النخبة الشمالية على زمام الحكم في البلاد دون ان يضعوا اي اعتبار على باقي الاقاليم في توزيع السلطة وتعززت هذه الافعال ايضا بإلغاء منهج التربية الوطنية في زمن الرئيس الاسبق جعفر النميري وكان يمكن ان يساعد ذلك المنهج الى تعزيز الثقة بالوطن والمسامة في غرس حب الولاء للوطن ولكن للاسف .
اما مفهوم الولاء هو يفترض فيه ان يكون اعلى واهم الولاءات الاخرى بما في ذلك الولاء للاقارب ويتم خلق روح حب الوطن باظهار الجوانب الايجابية للوطن التي تمكنه من التطور والتقدم حتى يتكون لدى المواطن روح التفاني في سبيل الوطن والاقدام على التضحية من أجل أمنه وسلامته . ولكن يجب ذلك التساوي في إظهار حقائق الوطن الثقافية والتراثية بعدل ومساواة بين الجميع .
أما مقومات مقومات الوطن فهي الارض والانسان اما الارض فهي مصدر التراث ومنبع الذكريات بالاضافة الى إنها الاساس المادي لحياة الشعب وتكوين وحدته اما عنصر الانسان فهو العنصر فهو النعصر الذي يتفاعل مع عنصر الارض لينتج عنها ما يعرف بعنصر السلطة التي تقوم لتنظيم العلاقة بين الانسان والارض ن وأخيه الانسان هنا تكون الدولة لانها تتكون من ثلاثة عناصر مجتمعة الارض والانسان والسلطة .
فان الوعي يعني قدرة الانسان على استيعاب الحقائق والاحداث حوله وتفاعل العقل مع معطيات البيئة والمجتمع وحرارة أو برودة هذا التفاعل تفرضها وتحددها مؤثرات الوسط المحيط وهي في الغالب تقرر نوعية الاستجابة وسمات ردود الفعل والوعي هو قدرة غير ثابتة تخضع لمتغيرات التحولات الخارجية كالاوضاعالسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
فاذا ما قامت الدولة بتحقيق المساواة بين المواطنين وعملت على بناء الوطن هادفة الى ابقاء الدولة كيان واحد لا تعتبر جزءا منهم رعايا وآخرين مواطنين متمتعين بكل المزايا فاذا استطاعت الدولة تحقيق ذلك يصبح الوطن وطنا للجميع .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبدالعظيم عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست