|
Re: مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: Yasir Elsharif)
|
الأعزاء : الأخ عمر/ والدكتور ياسر
تحية طيبة
لم يجد ابناء الجنوب , الى هذا اليوم , فرصة حقيقية للأشتراك بصورة طبيعية , فى ادارة عجلة السياسة السودانية والتأثير فيها سلبا أو ايجابا , كفئة تمثل ربع سكان البلاد على أقل تقدير. وكما هو معلوم , أشتركت عوامل كثيرة فى حجبهم عن ممارسة دورهم فى مجمل تفاعلات الحياة السودانية , من قانون المناطق المقفولة الذى وضعة المستعمر , مرورا بواقع التهميش المريع الذى ساهمت فبه كل الأحزاب والحكومات " الوطنية " وأنتهاء بمسلسل الحروب المتواصلة بكل ما تخلفه وراءها من قتل وتشريد ودمار.
اليوم , الوضع يختلف تماما , فقد خرج الجنوبيون [ الحركة الشعبية تحديدا ] من مخاض حرب طويلة وهم أكثر ثقة وتنظيما وأستعدادا للتأثير الأيجابى فى الساحة الوطنية . لم يكونوا منشقلين بالكامل بالحرب وحدها , بل أهتموا , فى نفس الوقت , بتعليم وتدريب كوادرهم المهنية والفنية وفى مختلف المجالات . أهتموا بتنظيم حركتهم عسكريا وسياسيا وأقتصاديا , وضعوا لها هيكلة متكاملة , منضبطة ومنظمة , وهم اليوم أكثر التنظيمات السياسية السودانية , تنظيما وأستعدادا لخوض أى معركة سياسية وكسبها وهذا ليس فى جنوب السودان وحسب , بل وفى شماله أيضا.
وأعتزام الحركة التحول الى حزب سياسى مفتوح لكل أبناء السودان من نمولى الى حلفا , أنما يبشر بأنها حركة وحدوية , تسعى بالفعل الى خلق سودان جديد , يتساوى فيه كل السودانيين , ويستطيع الوطن الأستفادة بحق من جهد كل أبنائه فى صياغته وبنائه , ولعل من المفيد هنا ألا يخذلنا التصور عما يمكن أن تكسبه الحركة الشعبية من فهم وتضامن من أبناء الشمال وهم عاشوا ويعايشون الفشل المريع وأدمانه , الذى تعوم وتغطس فيه , قيادات وأحزاب الشمال. عندها , وعندها فقط , سوف نرى ونلمس التغيير الذى ستحدثة الحركة الشعبية فى السودان الوطن , والسودان .. الشعب.
وأريد أن أذكر هنا , أن بداية تكوين الحركة الشعبية كانت مبنية على الفكر الماركسى , فكان من الطبيعى أن يخرج أحد منتميها من الشمال , ليضع الاخوان الجمهوريين في سلة واحدة مع (الوهابية) والأخوان المسلمين , ولكن متى كانت الأمور تُقاس على تصريح فرد ونسيان باقى المجموعة أو التنظيم , خصوصا إن كان هذا التنظيم بحجم الحركة الشعبية ؟.
مع أطيب التحايا
د. مهدى
|
|
|
|
|
|