|
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: عبدالله عثمان)
|
الأخ عبد الله عثمان
التحية الطيبة
على الرغم أننى لست جمهوريا , فقد نشأت فى أسرة أغلبها من الجمهوريين , وهذا ما يسر لى لقاء الأستاذ محمود ومعرفتة معرفة لصيقة أدت فى النهاية الى صداقة من نوع خاص وطريف فى نفس الوقت . وتأتى طرافتها فى أننى لم أكن خاضع فيها لأدب الأخوان الجمهوريين مع أستاذهم , فبينما كان ينتظر رجل فى قامة الأستاذ سعيد الشايب "طيب الله ثراه" الأذن وهو فى منتهى الأدب للدخول على الأستاذ , كنت أنا أدخل على الأستاذ وأسلم عليه وأحادثه بعفوية , وأنكًت على ُملاحهم الذى أجُبر على أطعامه من غير لحم , وسأظل ما حييت فخورا ومعتزا بصداقتى مع الأستاذ محمود , فلقد كان سمحا , وقورا , حكيما , طيبا , حلو المعشر , بسيطا , عالما ورجلا عرف كيف يثبت للقاصى والدانى المعنى الحق للرجولة.
لست هنا بصدد الدفاع عما قاله , الأستاذ ياسر عرمان , فى هذه الدقائق القليلة التى أستضافه فيها برنامج فى الواجهه أو فى نسيه أو تناسيه دعوة من يمثل الجمهوريين فى أحتفال توقبع السلام , أو حتى ذكر مجاهدات الأستاذ والفكرة الجمهورية فى إيجاد حل لمشكلة الجنوب .. ومنذ زمن بعيد , ولكنى بصدد طرح ما أعلمه عن المحبة العميقة والتقدير الشديد الذى يكنه كل شعب جنوب السودان , كبيره وصغيره للأستاذ محمود ... وللفكرة الجمهورية. فقد عملت طويلا , فى الوطن وفى المنفى , مع الأخوة الجنوبيين وفى مختلف النشاطات الأجتماعية والثقافية والسياسية , وتكاد لا تخلو مناسبة للأخوة الجنوبيين , مجتمعات وأفراد , لا نشارك فيها كأسرة , أنا وزوجتى وأطفالى. فعندما يأتى الحديث , فى كل مجتمعات وتجمعات الأخوة الجنوبيين , عن الأستاذ محمود أو عن الفكرة الجمهوية , تجدهم , جمعيا وبلا أستثناء , يجمعون على حبهم وتقديرهم العميق للأستاذ محمود ووطنيته ودفاعة المتواصل , كرجل من شمال السودان , عن حقوقهم وحتمية مساواتهم مع أخوانهم من أبناء الشمال , وتعجب للمكانة الكبيرة لهذا الرجل الفريد, فى قلوب وعقول أبناء جنوب السودان.
ففى الوقت الذى خرج فيه الكثيرون من أبناء الشمال , وتحديدا كوادر الجبهة القومية الأسلامية وأنصار السنة , فى مسيرات مؤيدة لأعدام الأستاذ محمود , يومى الخميس والجمعة السابع عشر والثامن عشر من يناير, كان جمع كبير من الجنوبيين فى الخرطوم يبدون غضبهم على الطريقة التى حُوكم وأُعدم بها الأستاذ محمود , وكانوا يعلمون بأن السبب الذى أعُتقل من أجله الأستاذ كان منشور " هذا .. أو الطوفان " والذى كان يطالب بألغاء قوانيين سبتمر المهددة للحقوق الأساسية للمواطنة , والمهددة لوحدة الوطن ككل... ببساطة كانوا يعرفون ويثمنون مواقف الأستاذ فى الدفاع عنهم وعن قضاياهم وحقوقهم.
ولا أظننى أحتاج هنا للتحدث عن موقف الحركة الشعبية , أو عن أدبيات الحركة , من الأستاذ محمود , ودونك فى هذا كتابات الدكتور منصور خالد وخطابات الدكتور جون قرنق , ففيها الكثير الذى قيل فى حق الأستاذ.
سوف يأتى يوم يعلم فيه كل السودانيين , أى رجل كان الأستاذ محمود , وسوف يُكَرم هذا الرجل التكريم الذى يليق به وبمواقفه وشجاعته وفكره , وأنا على يقين , أن هذا التكريم سوف يبدأ به شعب جنوب السودان الذى تحرر قبلنا ... الآن.
ولك كل الود
د. مهدى
(عدل بواسطة Dr Mahdi Mohammed Kheir on 01-09-2005, 07:42 AM)
|
|
|
|
|
|