|
قرنق وأحضان الخرطوم
|
قيل أن د. قرنق سيعود إلى السودان خلال فترة ثلاثة أشهر من بداية الفترة الانتقالية ،، ولست أعلم لم هذه الأشهر الثلاث ،،، لماذا لا يعود في معية وفد الحكومة وبنفس الطائرة التي تقلهم من نيروبي إلى الخرطوم عشية التوقيع في التاسع من يناير 2005 ؟ ( مش خلاص بقوا حكومة واحدة ؟ ) .. ربما يكون د. قرنق في حاجة لفترة استجمام ، وربما يكون تأخيره رغبة في مزيد من الإطمئنان لسلامة التطبيق ، وربما يقول الدكتور قرنق أنه لم يترك السودان طيلة فترة العشرين سنة الماضية وأنه كان دائم التواجد في أحراش الجنوب ( إن كانت الحرب قد أبقت على بعض أحراش هناك ).. وقد يكون الدكتور قرنق يرغب في التواصل مع بعض الدوائر والدول الخارجية التي ستقدم العون لإعادة بناء ما خربته الحرب .. لكن متى ما جاء قرنق للخرطوم ، فإن السؤال قائم : كيف ستستقبل الخرطوم قرنق ؟ هل يكون هناك استقبالا رسميا ، باعتبار أن قرنق سيصبح نائبا للرئيس ، ورئيسا لحكومة الجنوب ؟ أم سيكون الاستقبال شعبيا باعتبار أن قرنق مناضل وطني بذل جزءا معتبرا من حياته لتحقيق مطالب الشعب السوداني ؟ أم أن الاستقبال سيكون استقبال إدانة باعتبار أن قرنق كان سببا في حرب طويلة استمرت عشرين عاما ومات فيها من مات وأصيب فيها من أصيب ، وتركت أثارا سلبية عديدة على الواقع السوداني ؟ أم أن استقبال الخرطوم لقرنق سيكون خليطا مما ذكرنا، اي إن كل مستقبل لقرنق سيغني على ليلاه ؟؟ أعتقد أن الخرطوم ستفتح ذراعيها لقرنق بقدر إجماعها على السلام ،، وبقدر تفاؤلها للمستقبل .. وهذا التفاؤل سترسمه توجهات الحركة الشعبية في الأيام القادمة ، فالحركة مطالبة بشرح توجهها للشعب السوداني ،، ماذا هي فاعلة من أجل استمرارية السلام ، وماذا هي فاعلة من أجل وحدة السودان ، وهل هي معنية بالتحول الديمقراطي أم لا وبأي قدر ؟ هل الحركة حليف للجبهة الإسلامية أم أنها شريك ؟ وهل تحالفها مرحلي أم استراتيجي ؟ وهل شراكتها مقيدة بالاتفاق ، أم أنها شراكة ناتجة عن توحد الرؤى ؟ و كيف يتم التطبيع ، ووصياغة الأهداف والوسائل المشتركة؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|