الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 01:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2005, 09:12 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! (Re: fadlabi)

    ويقتلني السودان
    يا لهذا الحب الفيّاض وجسدي منهكٌ .. منهكٌ .. منهك (2)
    حاجة آمنة
    قطعوا الشجرة التي كانت تستظلها قبالة مبنى الخطوط البحرية السودانية الجميل .. قطعوا أملها في مقابلة مصاريف المدارس لصغيراتها .. ولكن بدأ ينمو ظلمئذٍ بداخلها النبت الإلهي الذي يورق رغم جدب صحراوات الحكومة وغصباً عن ملوحة تربتها الخانقة و(كيتاً تكوي) مشروعها المأجور .. تلبس ثوباً رخيصاً مختلف الألوان متحد بتلقائية ضد زمنٍ يمزق الكل .. أمامها منضدة صغيرة عليها علب بهارات معظمها فارغ .. ونصف دستة كبابي وبضع ملاعق صغيرة .. وطوب منتقى بعناية فائقة لجلوس الزبائن .. وابنة لم تتعلم معنى الضياع ولكنها بدأت في فك طلاسمه وهي تجلس معها ليرسلها (الكييفين) للسجائر من البقالة القريبة أو للملمة الفاضي من هنا وهناك .. ابتسامةٌ مرسومة على فمها تحرج الكون ولكنه لا يفعل شيئاً .. وكنا نحن (مشروع) ضبّاط ومهندسين بحريين .. هكذا خدعونا .. أو هكذا خدعنا أنفسنا لا فرق .. إعلان على مساحة محترمة في جريدة توزّع كذا ألف نسخة .. بدأ يؤسس لفهم العمولة والاستفادة .. ونتائج على نفس المساحة المحترمة بعد امتحانات غاية في النزاهة والرهبة .. وزجاجات العصير الطاعم في بداية اللقاء الفخم مع السيد المدير العام .. سبقتها مطبوعات مصقولة عن الشركة وأقلام أنيقة وفنايل تحمل صورة أعظم باخرة في العالم ( الجودي) كانت ستسحب البساط من (تايتنك) لولا العناية ولطف الله الذي جاء بها بعد نجاح الفيلم .. وتبادلنا المدراء بالإطراء مدفوع الثمن .. كنّا نعود صوب مواقف الكلاكلات وجبرة وشمبات وكأننا نعود من كوكب آخر .. كوكب لا يحسن السير على الأرض ولكنه يطير على الماء بأسطولٍ يحسده العالم وتغبطه النجوم على رفعته وسموه .. كنّا نشرب عندها قهوة الصباح .. كأعظم ما يكون الضبّاط والمهندسين البحريين .. وندلف للقاعة المترفة نتلقى فنون القيادة على سطح الماء .. إذن أخيراً سنفارق اليابسة.
    كانت حاجة آمنة تحبنا كأبنائها ليس لأننا نشرب في اليوم (ستِّين) شاي ولكننا شركاء في الحب والخوف من الغد الكاذب ودفن الرؤوس تحت رمل الحلم .. كانت ترانا خارجين عن وهدة الشباب قتيل العطالة وطريد الخدمة الإلزامية .. كانت ترانا نقشاً سيزيّن سطح الماء برسمٍ جديد ولكنها ما كانت تعلم أن رسم الماء زائل .. زائلٌ حتى قبل رسمه .. زغردت لنا يوم التخريج ونحن نقدل بالأبيض الناصع نحو هاوية الحلم .. عيب الحلم أنه يتركك ترسم لنفسك أنصع صورة لا يتدخل هو محايدٌ جداُ فيما يخصُّنا ولكنه وحين الواقع ينسحب من تحت أقدامنا ومن هنا كانوا يقولون فلان ضرب الدلجة .. فقط لأن الحلم انسحب من تحت رجليه وتركه للهاوية .. والهاوية تعجبك حينها .. أغلقنا باب القاعة المترفة علينا وبدأنا في بروفة التخريج حليقي الذقون كثيفي العشم في مستقبلٍ خارق وكدوسات الكباتن الشهيرة .. طلعنا السطح أحضروا لنا تعلمجي مخصوص لتحية وزير النقل ومع ذلك فشل بعضنا فشل ذريع في أدائها .. كدنا نتساقط أمامه فالتحية العسكرية ليست سهلة ونحن لسنا صعبين لدرجة إتقانها في (ضحوية) .. وكانت هنالك مؤثرات خارجية كذلك فالفرح بقرب موعد ركوب البحر .. ضاربين ببيت الشعر " لا أركب البحر إني أخاف منه المعاطب هو ماء وأنا طين والطين في الماء ذائب " عرض أكبر حائط .. الفرح كان نافذاً .. والأحذية الثقيلة جدا SAFETY SHOES التي أصر قائدنا على لبسها دون أي حاجة لحمولتها الزائدة على أرجلٍ هلكها (قعاد) الطوب وأضعفتها قلة السكر المحوّل لطريق الإنقاذ الغربي الذي ينعم بالنوم أو الموت في ملفات مهندسيه .. يعدّون مشروعاً آخر في زمن (اللحس) هذا.. التحية العسكرية .. نؤديها كيفما اتفق ويتلقاها الوزير المدني كيفما اتفق أيضاً بل ويساعدها بابتسامة تخرج في كثير من الأوقات عن وقار الضحك لتدخل إلى (القرقرة) من أوسع أبوابها .. يضحك علينا .. ونحن فقط ننتظر ركوب البحر .. نضحك علينا أيضاً .. وحاجة آمنة تجلس آخر الصفوف مثقلةٌ بأمومتها لنا جميعاً تزغرد .. يا لعينيها الصغيرتين تشعان بفرحٍ طفولي تدمعان فراقنا الوشيك ونحن نحتفي بالازبليطة على كتوفنا وكأنها الدنيا نجرّها من قرابها .. وجاء الأصدقاء يحملون الكاميرات يصوروننا في كل حال .. نقف و أيدينا على صدورنا نردد السلام الوطني .. نعمل انتباه .. وصفا .. نجلس في مقاعدنا بوقار الخريجيين .. نسرح قصداً ونحن نفتح الباب لنظرات الفتيات الحالمات بعرسان لقطة .. نبشر بفرح العرسان اللقطة .. نحضن أمهاتنا وهن يبكين .. كل الصور الآن تمدّ لنا ألسنتها .. كلمة الخريجيين .. وتكريم الأساتذة.. وأبيات الشعر الفصيح والدارجة كلها تمدّ ألسنتها .. كان بالشركة حين تخرجنا نحن الثلاثون سبع بواخر الآن هنالك باخرتان وطائرة .. الخطوط البحرية السودانية تملك طائرة الآن .. هذا السودان يبدع دائماً .. يريدون أن يقال عنهم في الإعلام أن لهم طائرة سقطت . لأي سببٍ كان .. ليس المهم السبب المهم أن تسقط لأن البواخر لا تسقط .. واختصرت مجموعتنا إلى ثمانية ما زالوا لا يعرفون مكاناً يذهبون إليه.
    حاجة آمنة الآن ليس لها مكان محدد تجلس عليها .. البقالة كسروها .. سيصبح مبناها قريباً وزارة ولائية .. لا تقلقوا سيجدون لها اسماً .. الشجرة ستفسد سقف عربة الوزير القادم .. قطعوها .. نحن (ضربونا) في صفر .. فقط كبابيها تغيب في المكاتب وتظهر ربما في يومها أو تتأخر عدة أيام وربما عادت مشقوقة أو مكسورة (عديل) ولكنها ستعود .. نغادر الخرطوم ونعود .. نذهب إليها .. بناتها يكبرن بسرعة وسط هذا الدمار .. يا ليت الأبناء يصغرون حتى تظل الحاجة للمال فقط تعالج بالصمت والدمع .. كثيرون من الأبناء مارسوا بعد أن كبروا دمعاً من نوعٍ آخر يقتل الآباء آلاف المرات .. ليت الأبناء فقط يصغرون والكون سادرٌ في هذا الغي .. ليتهم .. ما زالت تنتظرنا ضبّاطاً ومهندسين كبار وهي ترى كل يوم المدير العام يخرج ( بجماعتو ) ويدخل بهم .. يلصف ويتراقشون .. تقابله بعد جيش سكرتيرات ومديرون تنفيذيون .. كلهم تنفيذيين .. فقط هو المشرّع .. المبنى ترفرف على ساريته أعلام الأسطول الخضراء عليها طائر أبو منجل ما فاضي في صقر الجديان الذي كان فارعاً وهو يتمشى على مساحة الجنيه الواسعة قبل أن يغيّبه الدينار ويغيب .. بعدها ما عاد يحتفي بشيء .. الآن لا يذكره أحد .. لا هو ولا الجنيه .. ولازال طاقم الخطوط البحرية على الأرض يتمرن على ملعب جامعة الخرطوم مرتين في الأسبوع ويوزع الحلوى و البارد بعد التمرين ويسافر إلى كل أصقاع العالم ليغيّر جو ويعود أكثر شهية للتمارين والحلوى .. ولازال الطاقم على البحر .. يشرب من البحر .. تخفض مرتباته إلى الحد الأدنى وينتظر الشهور حتى يشم فقط رائحة الدولار .. طبعاً يصرفون بالدولار ما يساوي حد مرتبات جمهورية السودان الأدنى .. يكفي أحياناً لكروت التلفون التي يشتريها البحارة عند الموانئ البعيدة لسؤال أهلهم ( أدوكم مرتب الأسرة ؟) وغالباً ينتهي الكرت بالنتيجة الحتمية .. ( قالولنا بداية الشهر الجديد) .. كنّا نمسح ظهر السفينة المجهد يومياً بعد (الرشمة) .. عملية إزالة الصدأ المستديم عن ظهرها .. نلبس نظارة تغطي عيوننا ولكن الشمس تتكسر على قفانا الأعوج طوال النهار وندلف بعدها لغرفٍ يئست من التكييف فاستسلمت لطارق الرطوبة القاتل وباتت أقرب لزنزانةٍ ينتظر فيها المرحلون من القيادة العامة لكوبر الفخم .. طولها متران وعرضها (يكابس) المتر .. سقفها الزنك والحر .. وفرشها لحاف – مجازاً- تخالطه أوساخ العالمين كلها .. على جدرانها عبارات تحدي ومواساة ولكنها تغرق في عرق الظهيرة الخانق .. وحين شغلها ( صقر قريش) العراقي الذي أقعد البنوك على ركبتيها ومضى .. تحولت لغرفة سبعة نجوم تحسدها ليالي الهيلتون الناعسة .. كان السادة الحرّاس أمينين معه لدرجة إحضار الأكل له من أفخم المطاعم (وطبعاً لبع الباقي ) وكانوا يتوقون لمناسبات الدولة أو الأمة حيث يغدق عليهم بالمنح ( هو دافع حاجة من جيبو ) وتتحول الأخرى الملاصقة لجحيمٍ يسكنه عشرة أو عشرين لا فرق من كبار سياسيّ البلد في انتظار بوكس كوبر حتى يعودوا لجنتهم الأبدية زنازين الشرقيات أو سجن المعاملة .. كانت الغرف في السفينة المجهدة أشبه بعنابر المدارس الوسطى كل دواليبها تخشى اللمس وكل سرائرها تحذر من النوم العميق وكل أحواض مائها تتجشأ ما في جوفها .. وكانوا يربطون لنا الجذرة في العصا .. كلمونا في المحاضرات .. عن الكبدة نص استواء .. وعن السجك المخصوص .. وعن الحليب الما عارفين يودوهو وين .. كانوا يخاطبون معدتنا في سنين البوش هاذي .. وعن أهمية الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة في مكتبة السفينة الضخمة .. وذهبنا .. لنفطر زلابية وشعيرية و(نقايط) البراميل الفارغة بالجرجير والدقيق في اليمن السعيد تحت إشراف الكابتن شخصياً .. حينها كان الدكتور المدير العام يحضر مؤتمراً عن بناء السفن في جنوب أفريقيا ليعود ويبيع إحدى قطع أسطوله الأثري بالكيلو في مرافئ الهند الطبيعية .. يقابل بها مصاريف سفره .. ويذهب لحضور مؤتمرٍ جديد.
    حاجة آمنة .. مشروع نبي .. فشل السودان في رعاية آلاف المشاريع غيره .. السودان لا يعير وسامة شجوننا بالاً ولا يعتدّ بعميق حبنا له .. حاجة آمنة هذه بعض عشقٍ سربته السنين لجيد الوطن الجميل ولكنه فضّل عليها (جياد) مرغماً ومضى ليزرع سهول ماليزيا المائية بعرق الشعب ويعود يغسل أمواله في أبراج العاصمة الجديدة .. تبتسم وتربت على ظهر طفلتها وهي تجمع لها الكبابي من هنا وهناك تقتل كل كافرٍ بوحدة السودان وكل مكابرٍ يدعي وعي مشروعه الحضاري .. تبتسم وهي تمني نفسها بتمامة حق الدرس لطفلتها التي طردتها المدرسة ( لو ما جبتي القروش ما تجي ) تبتسم وهي تنقل منضدتها من ظلٍ إلى آخر ترافق الشمس إلى غروبها وتنام على جيشٍ من الجوع والوجع والعنت تلملم قدرتها فقط لإغماض عينيها قبل أن يطلع عليها الصباح بهمومٍ جديدة ..
    حين يطلق الموت طلقاته القاتلة
    وتسدل نورا آخر أغنياتها
    ودمعتها الهاطلة
    ويرتعش الحزن قليلاً
    وتنتحب السابلة
    توقظ الريح شمعة الموت على
    أعيننا قائلة :
    " إن آخر هذا الزمان نشيدٌ
    شهيد
    وآخر هذا النشيد قوافٍ
    ذابلة "
    وعندما ينهك الظلام فوانيسنا العتاق
    يصلح الموت وقفته المائلة
    وتسدل نورا آخر أغنياتها
    وأوتارها الذاهلة
    ويرتجف الوطن كثيراً
    وتنسحب السابلة
    يا لهذا الوطن يقتلنا حبّاً ويمضي .. ينزل (الفاضلابي) تاركاً باخرته كبحّار قديم أثخنته الجراح فعالجها بجرحٍ جديد ونسي محاضرات اتزان السفينة لأن رئاسة الشركة لا تعرف شيئاً عن الـ (Stability).. ويمضي (عقبة) لليالي الصقيع في غرب البلاد .. يختار أكثر المناطق يبساً لأن الماء ليس كما كان يظن وينتظره هناك أيضاً الفصل ( برضو طلع فائض عمالة).. وقبلاً كان (عمّار) قد فهمها ونفض لياقته وسافر ليلحق بحلمه في العرس إلا أنه لا زال إلى الآن يشكو الوحدة ..ويمضي (عمر عبدالكافي) ليدرِّس الفيزياء وميكانيزم الصبر في جامعات السودان بعد أن قاتل من أجل الصعود والنزول .. ومازال (أبو عبيدة) يدس في ابتسامته كل أحلامه المؤودة وكل أمنياته المقبورة في صدره وهو الحالم بعالمٍ سعيد .. و(مجاهد) الذي ذاق ذل الجوع في سفينته المحجوزة مضى ليعمل في مصنعٍ للدقيق علّه فقط يكفي نفسه رهق الحاجة للخبز .. وكثيرون غير (محمد خير الله) الذي مضينا أنا وهو نطالب بحقنا فنلنا شرف أول موظفين في حكومة السودان يفصلان على سطح الماء للصالح الخاص ومن يومها وأنا أتوه في بلاد الله وهو يتوه في بلاد الحاجة يغني لليلاه بنظارته الأنيقة التي عاد بها من إحدى رحلاته يحمل على ظهره حقيبته الجلدية وعلى قلبه فجائع لا تحتملها الأرض الآثمة.. ( كانت في يديه زهرتان حين مات.. وكان يشتعل اشتياقا كحفيف الأغنيات .. لحبيبته يغنِّي كالبكاء ولأمه صلّى على أوتار قهوتها وفات.. قبرهُ الآن ضريحٌ لأزهار الياسمينْ وأسراب البناتْ جئن كي يقطفنَ من زهر الحنينْ واشتعلن على وسامتهن صبراً ودموعاً ومواجع .. كان يمشي حينما تمشي على الوتر الأصابع .. فوق أوتار الخدود ورحيقاً ناعماً عطره يرشُّ الشمس في ثوب المقاطع .. كان بعضاً من مناديل الحبيب وكان سراً في حقائب من يودّع رغم دمع الأمهات .. لكنه ما كان يعرف حين مات .. أن صدره أنبتَ الآن حقول القمح واللغة الثبات..وأن عمره يشهق الآن بآلاف المغنين حياة .. وأن صبره لوّن الدنيا بأنفاس القصائد حين مات .. حين مات .. أنبت الكون قصيدة واستحال البحر ناي .. يعزف ألحانا جديدة .. حين مات .. صلَّت الأطيارُ أنغام الخلود .. كان قبره كعبة الذكرى وموَّال الوعود .. حين مات .. جاء نهر العشق بعده .. يحمل أكفان الوجود .. غسلته الريح وحده .. بأباريق الحياة .. كانت في يديه زهرتان حين مات .. وكان يشتعل اشتياقا كحفيف الأغنيات .. لحبيبته يغني كالبكاء ولأمه صلَّى على أوتار قهوتها وفات) .. أما (محمد أحمد النور) أظنه قال لنفسه وهو يحمل حقيبته الوحيدة ويعود لجزيرة توتي ( دي حالة أخير منها العرس ) وفعلها هناك على اليابسة .. ومازالت تحلم حاجة آمنة بنا كضباط ومهندسين كبار وما زلنا نحلم فقط بموسيقى المارشات العسكرية التي غابت لأربعة عشر سنة .. حتى يتقن السودان لعبته التي عشقها منذ الاستقلال.. نطالع شمس اليوم القادم ونغني
    لا شئ ينقذ ضفتيك
    يا بحرُ غير البحرِ فأغرق في نشيدك ثم غنيِّ للخلاص
    لا شئ يملأ أغنياتك بالعزاء المرِّ
    والذكرى وتكتبك الليالي بالرصاص
    لا شئ أبداً يا رفيقي غير أن نمضى عراةً
    من براءتنا ونكتبُ … لا مناص
    ثم نحلم فقط لحاجة آمنة بشجرةٍ ظليلة في شارعٍ ناصية لا تمرّ به أهواء القادرين على القطع في زمان الحلم هذا .. ونشتهي رائحة قهوتها النفاذة التي أوقدتنا حباً لوطنٍ تسكنه الجراح ولا يشتكي لطوب الأرض مثلما نفعل ولكنه يتوكأ على أمنياته البائسة وينتظر المستحيل.
    أسامة معاوية الطيب

                  

العنوان الكاتب Date
الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-03-05, 09:15 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! شبشة01-03-05, 10:19 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! معتز تروتسكى01-06-05, 09:33 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-06-05, 10:57 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! شبشة01-03-05, 11:03 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-03-05, 01:16 PM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! خضر حسين خليل01-03-05, 11:20 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-04-05, 05:42 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! loai omer01-03-05, 11:24 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-04-05, 08:36 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! fadlabi01-03-05, 02:35 PM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! munswor almophtah01-03-05, 02:49 PM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 05:41 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-04-05, 09:08 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-04-05, 09:12 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! riad atta01-04-05, 04:43 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 06:08 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! fadlabi01-04-05, 01:29 PM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 05:59 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! لؤى01-04-05, 01:44 PM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! riad atta01-05-05, 07:08 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 09:40 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 09:02 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! عمر الفاروق شيخ الدين01-05-05, 09:16 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 09:33 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! عمر الفاروق شيخ الدين01-05-05, 09:54 AM
        Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-05-05, 01:05 PM
          Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-06-05, 05:56 AM
            Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! طلال عفيفي01-07-05, 04:39 AM
              Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-07-05, 06:30 AM
                Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! طلال عفيفي01-07-05, 07:14 AM
                  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-07-05, 09:37 AM
                Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! Ali Alhalawi01-07-05, 07:48 AM
                  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-07-05, 10:12 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! خضر حسين خليل01-08-05, 02:27 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-09-05, 07:44 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! معتصم ود الجمام01-09-05, 06:44 PM
        Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! بدري الياس01-10-05, 03:06 AM
        Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-10-05, 09:36 AM
          Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-10-05, 09:46 AM
            Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! بدري الياس01-12-05, 05:11 AM
              Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-12-05, 10:19 AM
                Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-13-05, 00:49 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! خضر حسين خليل01-13-05, 02:44 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-13-05, 08:12 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! بدري الياس01-17-05, 06:31 AM
        Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب01-17-05, 08:03 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب03-23-05, 02:28 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أبو ساندرا01-17-05, 09:28 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! بدري الياس01-18-05, 11:03 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! خضر حسين خليل02-07-05, 02:18 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! aboalkonfod02-07-05, 03:26 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! بدري الياس02-23-05, 11:42 PM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب03-23-05, 02:53 AM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! خضر حسين خليل02-24-05, 02:32 AM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب03-23-05, 09:38 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! atif anees03-23-05, 10:36 PM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! atif anees03-23-05, 10:38 PM
  Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! atif anees03-23-05, 10:40 PM
    Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب03-24-05, 10:15 AM
      Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! أسامة معاوية الطيب03-31-05, 06:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de