|
Re: المعارضة وفقدان خارطة الطريق في مرحلة ما بعد السلام (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ/ فرنكلي
تحية طيبة و كل عام و انت بخير
اعتقد يا اخي فرانكلي من الافضل و لمصلحة الحوار, ان يكون موضوعك هذا مطروح للجميع, لانني لاحظت بانك تستهدف به احزاب المعارضة , و هو ما جعله موضوعا راكدا لا يحركه الا عدد قليل من الناس الذين لم يتحدثوا باسم اي حزب من الاحزاب التي قصدتها انت في هذا الطرح.
فيا اخي فرانكلي لعلك تتفق معي بان سقف المعارضة الشعبية للانقاذ اكبر من سقف الاحزاب المعارضة نفسها, لذلك كان من الافضل لك توجيه هذه التساؤلات لكل الناس و ليس للاحزاب المعارضة المتوالية منها و غير المتوالية او تلك التي تعارض الانقاذ من خلال مظلة التجمع الوطني الديمقراطي, كما عرف بضم العين و كسر الراء تاريخيا بهذا الاسم.
تباشير السلام و ضبابية موقف الاحزاب المعارضة:
اولا ما تسميه انت بتباشير السلام, يسميه البعض الاخر, بصفقة السلام, لانها صفقة بين فصيلين سياسيين لا غير, و اعتقد بانك ستظلم الناس, اذا ما طلبت منهم تأييد شيء لم يشاركوا فيه, فالاتفاقية نفسها ضبابية و تحتاج الي عمل كبير حتي تصبح اتفاقية لكل اهل السودان, و من هنا يمكنك ان تتعرف علي ما تسميه انت بضبابية موقف احزاب المعارضة, علما بان موقف هذه الاحزاب ليس منسجما و موحدا, فكل يغني ليلاه, مما افقد هذه الاحزاب زمام المبادرة في قيادة الاحداث, فالاحداث هي التي تقود هذه الاحزاب, و ليس العكس.
السند العالمي ...و عملية اسقاط النظام:
اعتقد يا اخي فرانكلي انه من الخطأ بمكان ان يعتمد نظام ما في هذا الكون علي السندين العالمي و الاقليمي من اجل الاستمرار في سدة الحكم, فمهما كانت قوة الدعم هذه, فلن تصمد طويلا امام المعارضة الجماهيرية للنظام, فقضية كيف يحكم السودان, ستحل جماهيريا و ليس اقليميا او عالميا.
واشنطون تتعهد بالتعاون مع حكومة الخرطوم الجديدة:
طبعا يا اخي فرانكلي, هذا الموقف ليس بالموقف الجديد بالنسبة للادارة الامريكية الحالية او الادارات الامريكية السابقة, فالادارة في امريكيا, ادارة براغماتية , و تعمل من اجل المصالح الامريكية الخالصة و التي تتقاطع احيانا مع مصالح انظمة فاشية و استبدادية و ديكتاتورية يسارية او يمينية, هذا غير مهم بالنسبة للادارات الامريكية, و بامكانك يا اخي فرانكلي ان تلقي نظره عابرة لما تفعله الادارات الامريكية في العالم. عليه فان كانت الانقاذ ستعول علي الامريكان كادارة وهو شيء متوقع, لان اهل الانقاذ انتهازيين اكثر من الادارات الامريكية نفسها, فان علي الانقاذ السلام, و حقا عليها السلام لانها اختارت اقصر الطرق من اجل الاستمرار في كراسي السلطة علي دماء الناس, فبدلا من ان يكون الحل شامل, اختارت تجزئة الحل, لانها تعتقد بانها ستنفرد بشمال السودان, بعد ان ترتاح من الضربات الموجعة التي وجهتها لها الحركة الشعبية في السنوات الماضية, الا ان مسئولية الحل الثنائي هذه, تقع علي اعتاق الكثيرين, منهم التجمع الوطني الديمقراطي الذي فقد كل شيء الان, اللهم الا اذا غير التجمع من جلده, حتي يواكب ما يجري الان.
المحادثات الجارية للانضمام للاتفاقية:
اخي فرانكلي, هل تتحدث هنا عن محادثات التجمع في القاهرة ام انك تقصد المحادثات الثنائية الباطنية التي يتحدث عنها الناس من دون ان يقدموا دليلا علي تفاصيل هذه المحادثات؟ اعتقد يا اخي فرانكلي في الحالتين, الناس ستخسر, لان المحادثات الثنائية الباطنية لن تقدم حلا للمشكل السوداني, كما ان محادثات التجمع في القاهرة, لن تقدم شئيا جديدا للناس, لانها ونسات غير جادة و ليس محادثات من اجل قضية شعب و وطن. وهي كانت بمثابة التسلية و الاستجمام بالنسبة لناس الانقاذ, فبعد محادثاتهم الجادة لتقسيم الغنائم في نيفاشا كان لابد لهم, من الراحة في القاهرة, و المدهش في الامر, هو انهم طلبوا من تجمع الخير و البركة ان تكون (الونسة دكاكينية ) لا من شاف و لا من دري!! وهو موقف محزن و معبر عن حال التجمع, فكيف يناضل هؤلاء القوم كل هذه السنوات العجاف و يختموا نضالهم هذا في غرف مظلمة مع رجال الامن و القتلة امثال نافع علي نافع؟ الا يدعو هذا الموقف للحسرة و الالم؟ اهذا هو كل شأنك يا تجمع؟
الايام القادمة يا اخي فرانكلي ستشهد تمزيق ما تبقي من اشلاء التجمع, لان فصائله ستلجأ الي البحث عن موقف حزبي لها من خلال ما حدث من تقسيم للغنائم بين الانقاذ و الحركة الشعبية, و طبعا المنطق يقول علي ناس التجمع التمسك بوحدته و العمل معا من اجل ان يكون هذا الاتفاق الثنائي اتفاقا شاملا لكل اهل السودان, وهو تحدي كبير, لا اعتقد بان التجمع الحالي بقادر علي انجازه, فقد سئمنا و مللنا حكاية انه التجمع عنده ندوة في المكان الفلاني بفلان الفلاني, و ان ناطقه الرسمي قال كذا و كذا, فاصبحت حكايتهم و الله , مثل حكاية حفلة بكابلي و حفلة بوردي و حفلة بود الامين, يغني الناس حتي الصباح, ثم يصبحون علي نفس المشاكل و الازمات. و لك الود يا اخي فرانكلي و ارجو الا اكون قد افسدت عليك موضوعك المطروح للنقاش المشروط بالحديث عن رأي احزاب المعارضة, فانا هنا اعبر عن رأي كمواطن سوداني , يهمه ما يجري في السودان.
|
|
|
|
|
|