التحية لك ، وللمتداخلين " غير الطاشمين " وإن توفـّر بعض الآخرين ، فلهم التحية ، لاتنقص عن تحيـّتنا لأؤلئك ..
في : علاقة السكاري بالشهامة والرجولة شنو ؟ .. تصعب الإجابة المباشرة فما ان تنطق كلمة " السكاري " ، إلا وتندلق في الذهن ، صورة غياب الوعي الجزئي ، أو كلـّي في بعض الأحيان ! هذا ان لم تأت صورة : يوم يكون الناس سكاري ، وما هم بسكاري !! .. وكذلك ، مصطلح جماعة السـّنة (بكسر السين) والطّشمي إلخ ..... (ياخوي مارسـّلت لي برنامج التشكيل " الإعراب!" )
فلذلك ، قلّ من ينظر للسؤال بشكل حيادي ؛ حيث تقطع عليه صورة السكاري وكأنهم " سقاة الكأس من عهد الرشيد " وابونواس وعمر الخيام ووالبة بن الحباب وصريع الغواني، أي سـبيل للوصول لمحاولة إجابة قريبة ..
أزعم أنّ وضع المعادلة التالية ، مفيد في محاولة الوصول لإجابة : إنسان طبيعي + ذهن متفتـّح = إتـّصاف بالشهامة (في بيئة معينة) إنسان طبيعي + ذهن منغلق = إتـّصاف بعدم الشهامة (عموما)
من خلال معطيات المعادلة أعلاه (إنسان طبيعي ، ذهن متفـتـّح ، ذهن منغلق ، بيئة معينة ،أو عموم البيئة الحاضنة لذاك الانسان ) ، يتحدّد في ظنّي ، سياق الإجابة بحسب محدّدات الذهنية ، مع مراعاة نسبيــة القيم السائدة في مجتمع ما! بما في ذلك ، بل لعلّه أهمّ ما في ذلك " القاسم المشترك في تقييم الناس لمجانفة الخمر " ..
أبومحجن الثقفي ، واحد من مشاهير المسلمين الذين كانوا يتغنـّون بالعنب ، بل ويطلبون دفنهم بعد الموت تحت شجرة " عنب " تروّي عظامهم بعد موتهم ! كان أحد الفرسان الذين حاربوا في القادسية ، بعد أن غرّبه إبن الخطاب عن المدينة ، فأخاف حارسيه وسط الصحراء واتـّجه نحو العراق ، حيث سعد بن أبي وقاص في حرب القادسية في العام 15هـ .. فوضعه سعد في الحديد! .. ولكنّه تعهـّد لسلمي زوجة سعد أن تطلقه فيحارب ، ثمّ يعود لتضعه في حبسه؛وقد كان ..ومنحته أيضا : البلقاء " فرس إبن ابي وقاص" .. فظل القائد سعد ، تلفته مهارة هذا الفارس في القتال : ويقول : الضّبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن .. بيد أنّ البلقاء في مربطها وأبامحجن في حديده !! وهكذا ، حتي ظهرت الحكاية فأفاق ابومحجن من " إدمانه!" ..
الشهامة في رأىّ ، مثلها مثل الفهم : فهي قســـــــــم ! وهذه مثل الاجابة التي تأتي ضربة لازب ، حينما يتسائل المرء عن كيف يوفّق السودانيون أوضاعهم الاقتصادية في ظل معاناة سوء الدخل ، التضخم ، حدّة المكوس والضرائب والعشور والقبانات ؟ .. فيقول لك الآخر مجيبا " الله كريم !" .. أو فلان داك ، عسكري ، علّيّ مستفيد!!!
والشهامة هى نفسها المروءة التي مرّ عليها أحدهم وهي تبكي ! فقال علام تنتحب الفتاة ؟؟ فقالت لما لا أبكي وأهلي دون خلق الله ماتوا !!!
الفرفشة ، السـّخاء ، الكرم ، إهانة القرش ّ!،محاولة التمثـّل بالكرام ، والتزام الرأي المتماشي مع "تقاليدالبيئة" ، هي الاقرب للندمان .. وقلّ ان تتمايز هذه الصفات من اخواتها الاخريات كالرّجالة والشهامة ، ولذلك ، فالعلاقة بين الشهامة والسكاري متوافرة ، بل وفي معظم الأحيان ، لاتخطئها العين ،، اللهم إلآ في بعض سكـّيرين عربيدين ليس لهم من "قوام أخلاقي معقول!" داخل أو خارج زمرة السكاري ..
عادل أخوي ، أخير أبقا مارق ، قبلما استطرد ليك فيما استفدته من روايات مبدعنا العظيم الأستاذ/ الطيب صالح :في أنّ كل شؤون قرية " ودحامد" من جازولين البوابير والتعاون والطاحونة ووفود الأحزاب الزائرة والأعراس والمآتم والمحاززات مع القري المجاورة في طين أو بلدات ، كان يقوم بها محجوب والطاهر ودالروّاسي وسيف الدين وسيعد عشا البايتات ورفقائهم ؛ حين أنّ إمام المسجد والواعظ وشـلـّتهم ، دائما في حالة أخذ ! ليس ذلك فحسب .. بل تقترن بهذا الأخذ " نقـّة" تقسم الحجر نصـّين ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة