نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد عكاشة(محمد عكاشة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2009, 08:23 AM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! (Re: Abuelgassim Gor)

    http://www.awu-dam.org/mokifadaby/435-436/mokf435-436-026.htm

    مجلة الموقف الأدبي - مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق -
    العددان 435-436 تموز-آب 2007

    التراث ونهاية المسرح ـــ أبو القاسم قور

    تناقش هذه الورقة فرضية لا تلقي بالاً كبيراً للاتفاق أو عدم الاتفاق... فهناك أشياء عديدة ومفاهيم كثيرة لم تدخل حتى طور الاتفاق أو عدمه، وهو أمر لا ينقصها شيئاً في ذاتها. فما أهدف إليه هنا على وجه التحديد هو: إبراز إمكانية تساؤلات، ومداخلات، حول ما أطلق عليه (التراث ونهاية المسرح). ربما أثار التعبير (نهاية المسرح) دهشة النقاد هنا أو هناك، أو بعض الدراميين المحترفين في مكان ما، أو الهواة، حتى الأكاديميين منهم. أو لربما اعتبره آخرون من الناس نوعاً من أنواع الجرأة، أو التعجل في اهتبال نتائج الأشياء أو إطلاق المسميات عليها. بيد أنني أود أن أشير إلى أن (نهاية تاريخ المسرح) مسألة حتمية ومنطقية وفقاً للتطور المجتمعي والتاريخي والحضاري للغرب. فالحضارات تولد وتنمو وتشب عن الطوق ثم تموت وتفنى وما المسرح إلا ظاهرة حضارية ومنتوج شرعي للتراث الغربي ذي الجذر اليوناني!!! فليس غريباً أو أمراً به عجب أن تنتهي الحضارة الغربية، أو تتشظى مركزيتها أو ينتهي تاريخها وينطمس تراثها بمكوناته المختلفة ومكنيزماته المتعددة مثل المسرح Theatre.‏

    أقول ... إن منظومة (التراث، ونهاية المسرح) ربما تبلورت لدي كرؤية أكاديمية لنقد الظاهرة المسرحية على مستوى تحققها الفعلي وأبعادها الفلسفية، والاجتماعية. وللدخول في هذه المنظومة لا بد من المرور بتفصيصات أكاديمية وتاريخية للظاهرة المسرحية.‏

    إن المفهوم (التراث ونهاية المسرح) ينطلق من الفرضية الآتية: (إنه كلما بعدت الشقة بين المسرح والتراث افتقر المسرح مسرحيته Theatricalization).‏

    هذه النظرة تبحث أمر المسرح والتراث في ثلاثة محاور: ـ‏

    المحور الأول: المسرح نظام للحياة: (من 500 ق.م إلى نهاية الامبراطورية الرومانية).‏

    المحور الثاني: المسرح يبحث عن الحياة: (من القرن 1500م إلى نهاية القرن التاسع عشر).‏

    المحور الثالث: المسرح ضد الحياة: (من أوائل القرن العشرين حتى الآن).‏

    ربما جاء التناول لهذه المحاور الثلاثة تناولاً مختصراً ولا يخلو من إشارات طفيفة، لكن عشمي في قارئ لورقة مثل هذه أن يمتلك من الثقافة المسرحية والمعلومات الأساسية التي تسقط عنه صيغة المثل (كالصياد الذي يدرب كلبه على الصيد في يوم الصيد)(1).‏

    1 ـ المسرح نظام للحياة:‏

    (الميثولوجيا اليونانية) هي أساس التفكير المنطقي نحو أي تفسير لأي مسرحية سوفيكيلية (Sophoclean)(2) وإلا لما أدركنا المعنى العميق للتعبير: ـ‏

    لا تدعنا نقول‏

    في عهدك،‏

    رُفعنا كي نسقط‏

    Let us not be said,‏

    Under your role,‏

    We just raised up to fall(3)‏

    الذي يردده الكهنة وسكان Thebs(4) في مسرحية أوديب ملكاً، كذلك يصبح من العسير جداً أن نقتنع بأهمية ابتعاث كريون (Crion(5)) من قبل الملك أوديب إلى (دلفي(6)) حيث مقر الآلهة... وأي تحليل أو أي تشريح للبناء النفسي لشخصية أوديب، لا يتم بشكله التام أو الأمثل إلا بعد هضم الميثولوجيا اليونانية هضماً تاماً، وإدراكنا الفعلي لأسلوب المعايشة والاندماج لدى (الإنسان) الأثيني في تراثه القديم، واعتقاده فيه منذ قبل 500 عام ق.م... فهي أشياء ما كنا ندركها لولا فضل الدراسات الكلاسيكية وعلم (الحفريات)(7). لكن هذه المعرفة ليست هي كل شيء بالطبع خاصة في ظاهرة إبداعية مثل المسرح، يلعب فيها الإحساس دوراً جوهرياً؛؛؛؛؛ إذ إنه حتى الآن لا نقوى على مجرد تخيل المعنى الوجداني والتعبدي للمشاهد اليوناني، وهو جالس ضمن آلاف من المشاهدين داخل ذلك المسرح الضخم بحجم الاستاد اليوم. أقول إننا أحوج ما نكون اليوم إلى تجريب واستطعام إحساسٍ مثل ذلك الإحساس، الذي يتمتع به ذلك المشاهد والتعرف إلى (دافعيته الوجدانية‏

    (8)) لنضع يدنا على موقع الأسطورة كتراث من عقيدته.... فهو شيء أشبه بالقول إن العملية المسرحية حينها كانت ضرباً من أضرب العبادة، ذات الشيء الذي يدخلنا في ضرورة تجريب آخر وهو تخيل الحالة التعبدية وعمقها الوجداني.‏

    لأن تجريباً كذلك وتخيلاً مثل ذلك يجعلنا أقرب إلى السبب الذي دفع بـ (Thespis)(9) لتقليد دور الإله (ديونيسوس) بعد أن خرج خروجاً سافراً عن نمط الأداء في أغاني الديثرامب (Dithyramb)‏

    (10) ....!!! يبدو واضحاً أن المسرح حينها كان نظاماً للحياة في الدولة الأثينية القديمة، والتي بلغت درجة من الرقي الحضاري ما لم تبلغه أمة من الأمم، وهو نظام للحياة يلعب فيه التراث دوراً حاضراً وحياً وليس دوراً ميتاً وماضوياً، أو دوراً متحفياً، (كان اليونانيون القدماء يعرفون ويحفظون أسطورة أوديب قاتل أبيه وزوج أمه Father Murder, Mother Husband عن ظهر قلب، لكنهم يذهبون إلى مشاهدة المعالجة الجديدة التي تتم للأسطورة).... ولربما صح القول إن المسرح هو الأصل في النسيج الاجتماعي في تلك الحقبة الأسطورية السحيقة، لكن القارئ لأرسطو طاليس Aristotle في كتابه فن الشعر Poetic يكتشف أن المسالة في أبعادها الفلسفية والسايكولوجية أكثر تعقيداً، فسقطة Hamarthia (أجممنون) أو (أوديب) كفيلة بإثارة الشفقة والرحمة لدى المشاهد اليوناني فتحدث الـ (Catharthia)، وهي كلها مفاهيم أرسطية انبثقت عن التراث اليوناني القديم، وشكلت حجر الزاوية في نظرية النقد الكلاسيكي Classical Criticism، ما كان لأرسطو طاليس أن يبلور نظريته النقدية تلك لولا انكبابه على إرث من سبقوه، وقراءته لكل من لـ (Aristophanes), (Eurpids), (Aschylus), (Sophocles) إن الفهم التام للتراث اليوناني القديم هو الذي يقودنا إلى عالم (فن الشعر) لأرسطو طاليس، وهو ذات الشيء الذي يجعلنا أكثر قرباً من الكلاسيكية في النقد المسرحي. فالناقد الكلاسيكي لا يرى في التراث سوى المسرح ولا يرى في المسرح سوى التراث، أي إنه لا يقوى على سلخ جلد هذا من لحم ذاك فإن فعلها وجد أمره مختلفاً وعسيراً، لدرجة أن بلغ الحد بالناقد توماس رايمر Thomas Rymer وآخرين من رواد الكلاسيكية العائدة أمثال (كاستلفيترو) (Castelvitro) أن زعموا بأن تاريخ المسرح قد انتهى بنهاية تاريخ الدولة الأثينية القديمة، على يد الامبراطورية الرومانية، ومن يكتب مسرحاً ولا يتبع الأنموذج الكلاسيكي في الكتابة، يرتكب خطأ فادحاً يستحق عليه العقاب. فإن كان نقاد الكلاسيكية العائدة يرون في المسرحية السوفكلية أنموذجاً للكتابة المسرحية (Playwrighting)، أرى أن ذلك يعني قولهم ضمناً موت المسرح مع موت الدولة اليونانية القديمة.‏

    نخلص من كل ذلك أن المسرح كتراث كان شرطاً هاماً للحياة في العهد الكلاسيكي إبان الدولة اليونانية القديمة، فهو نظام يدخل في مفهوم السلطة والحكم والدين، ولم يبلغ المسرح اليوناني ذلك العصر الذهبي إلا بعد ارتباطه وتمثله للتراث الإنساني، وبعد انهيار الامبراطورية الرومانية، دخلت أوربا عصوراً مظلمة، فاجتاحها غمار النسيان والاندثار، ثم أعقبتها قرون وسط لم تلد لنا سوى مسرح كنسي، هزمته تفلتات المجتمع الغربي وخروجه عن الكنيسة. ثم جاء عصر (النهضة الإيطالي) و(الإليزابيثي) في المسرح الانجليزي وهي فترات شهدت إحياء للمسرح له فروقاته النسبية عن تلك المرحلة المنشئية.‏

    هوامش القسم الأول من البحث‏

    (1) مثل عند البقارة في غرب السودان.‏

    (2) من سوفوكليس Sophocles، شاعر يوناني عاش في الفترة 496 ـ 405 ق.م، من مؤلفاته مسرحية (أوديب ملكاً)، (أوديب في كولون)، (أجاكس) (أنتجون).... ومسرحيات أخرى عديدة. اتفق النقاد من عهد أرسطوطاليس أن طريقة كتابة المسرحية عند سوفوكليس هي الطريقة النموذجية للمسرحية الكلاسيكية، فأصبح التعبير (مسرحية سوفكلية) يعني المسرحية الكلاسيكسة. راجع أرسطوطاليس (فن الشعر)، وكتاب companion to the Theatre Oxford.‏

    يردد الكورس الكهنة هذا المقطع في مسرحية أوديب ملكاً:‏

    Let us not be said,‏

    Under your role,‏

    We just raised up to fall‏

    ويعني الكهنة بقولهم هذا، أن أوديب استطاع بحكمته أن يحل اللغز، ليصبح ملكاً على طيبة فكيف لا يقوى على معرفة أسباب الطاعون، الذي أحال حياتهم إلى جحيم بعد أيام الرفاهية التي ذاقوها في أوائل أيام حكمه.‏

    (4) (Thebs) تترجم (طيبة)، وهي المدينة التي دارت فيها أحداث مسرحيات سوفوكليس، بل كثيراً ما نجد تعبير المسرحيات (الثيبية) (THEBIAN PLAYS) في كتب الدراسات الكلاسيكية المسرحية.‏

    (5) كريون: هو شقيق الملكة (جوكستا) زوجة أوديب وأمه في الوقت نفسه. وهو وزير أوديب KING MAN.‏

    (6) وفقاً للميثولوجيا اليونانية أن الإله زيوس ZUS يوجد (يدلفي) حيث جبال الأولمبي.‏

    (7) Archeology.‏

    (8) الدافعية الوجدانية، تعبير سايكلوجي في غالبه، بيد أنني أعني به هنا، الدافع الوجداني،.... الدافع النفسي الذي دفع المشاهد اليوناني إلى مشاهدة المسرحية المعنية.‏

    (9) Thespis، أول ممثل وإليه ينسب (فن التمثيل) Thespian art، وأزياء المسرح Thespian Robs ويعتبر النقاد خروج (تيسبس) عن الكورس وتقليده لدور الآلهة ديونيسوس خطوة ثورية في تاريخ المسرح راجع كتاب Aconcise history of theatre p.10.‏

    (10) الديثرامب Dithramb، أو الأغاني العنترية هي الترتيلات، والابتهالات الدبونيسوسية التي انبثق عنها المسرح:‏

    تقول فيليس هارتونيل في كتابه Aconcise History of Theater‏

    Ditherombic was atraditional songs performed by the prists and worshaper around the alter of Dionysus the (wine-Got whose cult had spread to Greece from the near east). P.8.‏

    المسرح يبحث عن الحياة:‏

    لم تحتفظ المسرحية بمنظومة التراث في تطورها، بل نجدها تأثرت تأثراً كبيراً بتاريخ تطور المجتمع الأوروبي بوجه عام، وبالتيارات والمدارس الفلسفية على وجه الخصوص.‏

    ولما كان المجتمع الأوروبي قد أخذ ملامحه من عوامل أخرى أثرت فيه مثل (ثورة البخار)، انبثقت تيارات أدبية وفنية ومسرحية كرد فعل على تلك المؤثرات. فما الرومانسية إلا رد فعل على (الثورة البخار) مثلاً.‏

    كما كان لظهور الفلسفات المادية، والوضعية المنطقية أثرهما على البناء الدرامي للنص. لكن أهم تلك العوامل تجاه الفكر الدرامي للإنسان في حد ذاته، حيث بدأت نزعة الخروج من (أرسطو) تنتشر، فضلاً على الاعتراف بمقدرات الإنسان، فأصبحت الشخصية Character هي الأصل في المسرحية بدلاً من الفعل Action ويجمع النقاد المعاصرون على (أن الشخصية تسبق الفعل وليس الفعل يسبق الشخصية)، وفي ذلك لعب علم النفس الحديث دوراً جوهرياً، وهو ما لم يتوفر لكل من أرسطو وأتباعه في تلك الحقب. هكذا اتجهت المسرحية في وظيفتها. إلى عكس تاريخ ونظام المجتمع الغربي، وهو ما نجده في مسرح (ابسن النرويجي)، و(شو الأيرلندي)، (بيراندللو الإيطالي)، و(تشيخوف الروسي) فمسرح جوهانك هنريك ابسن، يتيح لنا مجالاً للبحث عن المجتمع الأوروبي والإنسان في تلك الحقبة من التاريخ والجغرافيا (كانت مسرحيتا (براند) و(بيرجيت) تدفعان المواطنين الاسكندنافيين في واقع الأمر إلى التحرك أو على الأقل تثيران فيهما تأنيب الضمير، كانتا بمثابة المرآة التي يقدمها لهم ابسن، أما مسرحياته الحديثة، فهي تسعى إلى تجديد المجتمع، على الأقل بصورة غير مباشرة، وبطريقة تدريجية عن طريق اقتراح الاصطلاحات الملموسة. لكنها كانت تبعث الضيق في نفس المتفرج. أراد ابسن أن يرغم مواطنيه على أن يفكروا ولا يتقبلوا الحياة بصورة سلبية أو أي موقف غامض، أو أي ظلم يحيق ببعض الفئات، وبعبارة أخرى كل ما يثير الثورة والسخط(1).‏

    إن مسرح ابسن أشبه بالمنظومة الاجتماعية الفلسفية السابقة للحياة.... مسرح سابق للحياة بدلاً من حياة سابقة للمسرح، مسرح يحدثنا عن كاتب اجتماعي وفيلسوف، غاص في لباب مجتمعه فنشر أفكاره، وتعاليمه، فصارت المسرحية (الابسنية)(2)، فهي مسرحية أشبه بالملف الاجتماعي والتاريخي لأمة كاملة وحضارة سادت ثم بادت، ملف يبحث عن الحياة، ونوعها في مسرحية (سيد البنائين) و(بيت الدمية) و(البطة البرية). إن التراث الفكري للغرب تعرض لنزعة (الحية الفردية) والإيمان بإرادة الإنسان وقوته، والتشكك في الدين، وهي النزعات التي بلورتها البورجوازية الغربية تجاه بنية اجتماعية كاملة، ولقد وردت أسماء عديدة في شتى المناحي الفكرية والأجناس الإبداعية والفنون مثل جورج مريديث 1828 ـ 1909 وسامويل سمايلز 1821 ـ 1904 والشاعر الفريد شنسيون 1809 ـ 1892 وآخرون كالأيرلندي جورج برناردشو الذي كتب مسرحاً ذا معانٍ جوهرية، وأبعاد فلسفية واجتماعية، فهو في ذلك لا يقل شأناً عن النرويجي هنرك ابسن، فدراماته ومسرحياته تبحث عن الحياة، بل تسعى إلى إيجاد صيغ ساخرة يحيا الناس عليها. وحقيقة الأمر أن تعاسة برناردشو في صغره وبداياته حظيت بتتويج إبداعي ضخم من حيث المنتوج المسرحي. ويقول شو في مقدمة كتابه: "ثلاث مسرحيات" للمتطهرين: (أن الأفكار الجديدة تستحدث لنفسها الصنعة اللازمة لها، كما تشق المياه المجرى الذي تسير فيه. ورجل الصنعة الذي لا أفكار له يشبه في عدم جدواه مهندساً يشق قناة لا ماء لها)(3).‏

    هكذا أصبح المسرح منهجاً للبحث عن الحياة لاكتشاف معانيها واستشعار معانيها،... مسرح تريان، محتشداً بصلف الأرستقراطية، ولوذعية البرجوازية الأوروبية فضلاً على تطلعاتها، وبنهاية القرن التاسع عشر وعند بداية القرن العشرين افتقر الغرب لواقعيته، فنادت الـ Bio Mechanic، بضرورة كنس أثاثات الواقعية عن خشبة المسرح Stage، ثم البحث عن أسلوب جديد يتيح للدراميين عرض هلوساتهم الإبداعية، وفضاء مسرحي لا يضيق بالشخصية وتطور أنماطها فانبثقت الـ Constructuism، بمدرسة إخراجية للمسرحيات (التعبيرية) Imprissitionism. فدخل المسرح مرحلة جديدة شكلاً ومضموناً.‏

    (هوامش القسم الثاني من البحث)‏

    (1) غرافية، موريس: ابسن ص 37.‏

    (2) الابسنية ترجمة لـ Ibsenism وهو مصطلح نقدي اشتقه جورج برناردشو من الاسم ابسن Ibsen.‏

    (3) Three plays for Purtians p 36.‏

    المسرح ضد الحياة:‏

    أزمة الإنسان الأوربي في القرن العشرين هي الأساس للمسرحية المعاصرة، بعد أن خرج الإنسان الأوروبي من حربين عالميتين ليكتشف أن عالم ما بعد الحرب ليس بأفضل من عالم ما قبل الحرب... فازداد إحساسه بالوحدة، والعزلة... وفقدان الثقة بالمؤسسة، ثم رأى عياناً جهاراً عالمه يتسابق في التفوق تجاه تكنولوجيا الدمار وثقافة الحرب. فانتشر الرعب بعد أن حصدت الحروب الأوروبية الملايين من الأرواح البشرية في مختلف بقاع الأرض، ثم رأي الفنان الغربي آلة الدمار الشامل تبيد الكائنات البشرية في (هيروشيما) وناغازاكي... فازداد إحساسه باللاجدوى... لا جدوى للحياة وعبثها، ثم لا معقولية الأشياء، فانهارت نظم لتحل محلها نظم أخرى، وتبدلت أفكار بأفكار وزاد الإحساس بالفردية والزمان واللغة، والوجود، فأصبحت الوجودية الفلسفية السائدة، ثم بدأ الإنسان الأوروبي يشك في مقدرة اللغة على توصيل المعاني وكأداة تواصل، وزعم أنها أداة لسوء الاتصال وسوء التفاهم وازداد الإحساس بالعدم No-thinness ليحل محل الوجود (Being) وزعم سارتر أن العدم موجود وأن (العدم يعدم نفسه)... إلخ.‏

    ويجد الباحث في المسرح الغربي، في هذا القرن، أن الفنان المسرحي لم يعد يطبق حياة مثل تلك فتحول المسرح إلى وسيلة احتجاج ومعارضة ورفض لنظم المؤسسة الاجتماعية فزاد إحساس الفنان المسرحي بالشيئية وبلا إنسانية، فكان مسرح العدم عند (البير كامو) و(سارتر) ومسرح العبث عند (صمويل بيكيت) واللامعقول عند (أوجين بونسكو) ومسرح القسوة عند (أنتونين آرتو).‏

    عبر البير كامو عما أسماه المأساة الميتافيزيقية وهو يرى أن المأساة في القرن العشرين هي مأساة مركزة وقوية وهي مثقلة لضمير إنسان القرن العشرين، ثم كتب البير كامو مقالاً عن المأساة الحديثة عام 191 وزعم (أن المأساة تطابق عالمنا في القرن العشرين)، حيث لم يعد هناك تراث غير الدمار والعدم؛ وإن كان المسرح وسيلة لتمثل التراث على المستوى الفعلي والتحقق التام، فليس هناك ما يمكن تحقيقه سوى تجسيد هذا الإحساس المتعاظم بالعدم و(سوء التفاهم) (1) ويرى النقاد أن مسرح البير كامي هو تعبير تام عن (اللامعقول)... اللامعقول في معناه الواسع، وهو ما لا معنى له. لاحظ أن التعبير لا معقول هو نفي للتعبير (معقول) مثل قولك (العدم) نفي للمفهوم (الوجود). لأن الوجود معقول والعدم لا معقول. وهو أمر اتفاق البير كامو مع جان بول سارتر حول مفاهيم (الوجود والعدم) في فلسفته. فإن كان سارتر قد صرح بذلك فلسفياً وفنياً نجد البير كامو قد انتهجه إبداعياً.‏

    (يرى كامي أن العالم لا معقول وكذا الإنسان واللامعقول في معناه الضيق لا يعني الإنسان ولا العالم إنما يعني الصلة بينهما. وهذه الصلة صلة مواجهة، صدام الوعي الإنسان بالحائط الذي يضيق الخناق عليه. واللامعقول ينتج عن صدام الوعي نفسه، ذلك الصدام الذي يجعل الوعي نفسه يستكشف فناء رغباته أكثر من ذلك اللامعقول هو هذا الصدام، هذا الانفصام المفاجئ: اللامعقول أساساً انفصام لا يوجد في إحدى العناصر المقارن بينها. بل ينشأ عن مواجهة هذه العناصر بعضها لبعض)(2).‏

    إن الرتابة والتشابه يشكلان اليوم جذر التراث لدى المؤسسة الاجتماعية الأوروبية، انظر قول كامي في أسطورة سيزيف (صحو من النوم، أربع ساعات في المكتب أو المصنع، وطبخ طعام، تراب، أربع ساعات من العمل، وجبة طعام، نوم، يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت على الوتيرة نفسه، غالباً ما نسلك هذا السبيل بسهولة(3). لكن بلا شك أن مسرحية (سوء تفاهم) كشفت لنا أعماقاً أكثر رعباً صار عليها (التراث الغربي(4)!!!.‏

    ويعتبر تيار اللامعقول من أكبر تيارات المسرح المعاصر بعد أن تطور على يد (أوجين يونسكو) وتعتبر مسرحيات (يونسكو) ومن قبله تنظيرات (انتونين آرتو) وما اتبعه (صمويل بيكت في اتجاه العبث) أنموذجاً حقيقياً لغضب المسرح واحتجاجه على نظام الحياة، وسبل حياتها.‏

    ويجد القارئ لآخر تيارات المسرح والنقد حديثاً حول (مسرح اللامسرح) The non-theatre of the theatre ونظرية اللانظريات، ولكأن الحال في ثقافة المركزية الأوروبية تؤكد لنا بصورة منطقية على نهاية تاريخ المسرح هناك. بل هذا ما نحسه من خلال تطور الظاهرة المسرحية.‏

    ختاماً نقول إن المؤسسة المسرحية الأوروبية قد انهارت تماماً، بعد أن ابتعدت عن نشأتها وتراثها بنحو ألفين وخمسمئة سنة، ولا تملك الأكاديمية الآن غير طرح السؤال الآتي (هل يتيح البحث في تراث آخر تحققاً آخر لظاهرة مسرحية أخرى؟).‏

    هوامش القسم الثالث من البحث‏

    (1) كتب البير كامي مسرحية (سوء التفاهم) في 1942 ـ 1943 ولقد جاء ذكرها في روايته (الغريب) وذلك في شكل حادثة قرأ عنها بطل الرواية (ميرسو) في قصاصة من ورق الجرائد وجدها في زنزانته.‏

    (2) كامي، البير: أسطورة سيزيف ص 48.‏

    (3) كامي، البير: أسطورة سيزيف ص 2.‏

    (4) تدور قصة سوء تفاهم حول الآتي: [غادر رجل من تشيكو سلوفاكيا بلده بحثاً عن المال والجاه والثروة. ثم عاد بعد خمسة وعشرين عاماً، وكان قد أثري ثراءً شديداً، وتزوج فجاءت الزوجة في صحبته وكانت والدته وأخته تديران فندقاً في البلدة التي ولد فيها. ولكي يفاجئهما، ترك الزوجة وابنه في مكان آخر، وجاء لأمه، لكنها لم تعرفه عندما دخل. فخطرت له على سبيل المزاح فكرة استئجار غرفة في الفندق. أظهر لأمه وأخته نقوده. وفي المساء قتلتاه بضربات مطرقة طمعاً في ماله ورمتا جثته في الترعة، وفي الصباح جاءت الزوجة وكشفت عن غير قصد عن شخصية المسافر، فشنقت الأم نفسها ورمت الأخت بنفسها في البئر]!!!!.‏


                  

العنوان الكاتب Date
نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-09-09, 04:49 PM
  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Ahmed musa12-09-09, 05:43 PM
    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-10-09, 07:29 AM
      Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! على عمر على12-10-09, 08:18 AM
        Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-10-09, 12:33 PM
          Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! مدثر قرجاج12-10-09, 02:40 PM
            Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-10-09, 03:22 PM
              Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! على عمر على12-10-09, 05:41 PM
                Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Ahmed musa12-10-09, 05:55 PM
                  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! على عمر على12-10-09, 06:14 PM
                    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-11-09, 06:48 PM
                  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-19-09, 10:04 PM
                  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! ابو مهند02-03-10, 09:58 AM
                Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-14-09, 10:04 PM
  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Abuelgassim Gor12-11-09, 08:18 PM
    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! khatab12-11-09, 09:22 PM
      Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Abuelgassim Gor12-11-09, 09:30 PM
        Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-12-09, 06:13 AM
          Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! النذير بيرو12-12-09, 07:39 AM
            Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-12-09, 07:56 AM
              Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Ahmed musa12-12-09, 08:05 AM
              Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! النذير بيرو12-12-09, 08:09 AM
        Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-12-09, 08:56 PM
    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Abuelgassim Gor12-12-09, 08:23 AM
      Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Abuelgassim Gor12-12-09, 08:37 AM
        Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Abuelgassim Gor12-12-09, 08:51 AM
          Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! بدرالدين شنا12-12-09, 11:40 AM
            Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! ahmed abdelati12-12-09, 01:01 PM
              Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-13-09, 02:23 PM
            Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! على عمر على12-13-09, 02:40 PM
              Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! د.نجاة محمود12-13-09, 03:50 PM
                Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! ahmed abdelati12-13-09, 04:09 PM
                  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-14-09, 09:21 PM
                    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-16-09, 07:26 AM
                      Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! ahmed abdelati12-20-09, 11:27 AM
                        Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-20-09, 11:10 PM
                          Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! shabaka12-21-09, 04:47 PM
                            Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-29-09, 04:04 PM
    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة01-08-10, 12:41 PM
  Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد العجمي12-25-09, 02:07 PM
    Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! Emad Ahmed12-25-09, 02:29 PM
      Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! ahmed abdelati12-26-09, 03:45 PM
        Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! عليش12-26-09, 04:08 PM
          Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة12-29-09, 01:56 PM
            Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة02-03-10, 07:50 AM
              Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! حافظ كنجال02-03-10, 09:37 AM
                Re: نـداء مـن الفنانة تهـانى الباشا !!!! محمد عكاشة03-01-10, 09:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de