مـحـمـود عبدالعـزيز..السـاحـر..سـلطان الفـن !!!

Quote: ( والإنسان ) وعاء واسع يحمل عناوين مختلفة ومتغيرة ولكنها تشير كلها إلى العنوان الأكبر والأوسع (فهماً) .. الإنسانية .. خوفكـ على إمكانية (موت) كلب ما وهو يعبر أسفلت ما ، في مدينة ما ، يعني أنكـ إنسان .. دعائكـ بشفاء إمرأة في أقصى جنوب أفقر منطقة بالهند ، يدعم الإنسان فيكـ .. تبرعكـ بوعاء ( نظيف ) لشرب الماء في قرية ما ، أياً كان مصدر شربه ، يجعلكـ منتمياً لعالم الإنسان .. ستركـ وعدم نشركـ لهكذا صورة .. ودعائكـ بالغيب له بالهداية أو التوقف عن فعل شائن ما يعتبر ( إنسانية ..) كان هذا الفعل الشائن منكراً ، حراماً ، مكروهاً أم غبياً فالمسألة ترتبط أكثر بكمية ( الإنسان ) فيكـ .. وإلا فكل نثر آخر تأتي به ... مجرد نثر .. يا سلام عليك يا عمران! صح لسانك، يا عزيزي. أما أنت يا عكاشة، كذا أنت، دوماً تبعث فينا الروح بتذكيرنا أن الله في إطلاقه إنما هو أبدع فنان! ومن أحبه الله، فحباه موهبة، يحبه الناس، ولا يستطيع أن ينزع منه هذا الحب حاكم جائر، مهما تطاول في الفسوق باسم الدين! وبئس الحاكم من يعذب مبدعيه! وبئس الكائن من يشمت في مبدع يتهاوى وطن أمامه فلا يجد غير التمرد باباً. وهل الفنان الحق إلا متمرد؟ والتمرد ضروب شتى، منها ما يؤدي إلى حمل السلاح، ومنها ما يؤدي إلى المشانق، ومنها ما يحرق جوف صاحبه فيحترق بكلياته ليشعل شمعة بدلاً من أن يلعن الظلام. وكم أحرقت بلادي من مبدعين. فماذا فعلنا بمعاوية نور؟ وماذا فعلنا بإدريس جماع؟ هذان العملاقان أحترقا لأجل إنسانيتنا. وكاد محمود عبد العزيز أن يحترق لولا عناية الله وأمثال محمد عكاشة، هذا الإنسان الفنان. لو كان السودان وطناً يكرم المبدعين الأحرار لتكاثرت فيه المشافي التي تداوي الجسوم والأرواح، لا وطناً للأوحال والمياة والعقول الراكدة،، ولا للأسقام وحامليها من المهووسين والناموس والذباب. وهنا لا بد من كلمة عتاب قوية، مخلصة للأخ إبراهيم بقال. الشماتة تعيب صاحبها، يا بقال، أكثر مما تعيب غيره. أرجو أن تعتذر عن هذا السلوك الشائن، الذي أعتبره أكثر فداحة عن أي تجاوز يستدعي التشنيع بالمبدعين.