الاذعى المخضرم ذوالنون بشري..والشاعر... كتب مقالته التالية ورجانى ان تنشر حيثما نشرت فصول محاولتى المتواضعة فى القصة والرواية(امراة خيدع) واشكره على اهتمامه بقراءتها واشكركم للاهتمام والمتابعة ..
نظرة في قصة (امرأةُ خيدع) لمحمد عكاشة
أخي محمد عكاشة .. مثل طبيب النساء والتوليد أنت... لقد أجريت عملية جراحية ناجحة... وأخرجت لنا من رحم اللغة (خيدع) ليست معاقة ... ولا ناقصة ... لا جميلة ..ولا قبيحة .. لكنها أخيراً معافاة.
امرأةٌ خيدع .. أو (جسد من نار)كما أسميتها أنا رغم تقليدية الاسم . هي القصة(الفيديو كليب) التي يمتزج فيها المعقول باللا معقول. صور كثيرة متداخلة.. متحركة وساكنة قد تبدو متنافرة أو منسجمة.. بعيدة أو قريبة ولكنها أخيراً تكون وحدة الفيلم .
الأسلوب فيه جدة...وثراء..وجموح.. تتقافز مفرداته الرشيقة في حيوية ونشاط.لقد حرك فينا(كل الأشياء) عانينا..لهثنا..تقطعت أنفاسنا علواً.. وهبوطاً..نقوي.. ونضعف وأخيراً بتنا معك حطاماً في تلك الليلة المليئة بالشبق واللذة..
أخي عكاشة.. لقد هزمت في دواخلك اللا منتمي.. تمردت علي الدعة.. والزيف.. والانبهار.. والتسكع في دروب الضياع المترف.. وعدت منتمياً.. ملتصقاً التصاقاً حميماً بواقعك..شديد التمسك بحاضرك البائس .. خوفاً من ماضيك المترف..
امرأةٌ خيدع فيها ملمح من أسلوب الطيب صالح ليس محاكاة .. ولا مجاراة.. ولكنه ذلك العبق من الاريج الطيب.. عندما تأخذنا في سياحة جنسية مع تلك الفتاة الإنجليزية ذات التجربة الجائعة. أو تطل بنا علي حدائق الأدب ... والشعر العربي لافتاً نظرنا إلي بذخ الثقافة التي تمتلكها شرقية وغربية وإنسانية جامعة.
الهروب.. الرفض.. اللامبالاة..والسلبية تجاه الواقع السياسي جسد أمامي صوراً بائسة.. لواقع كالح يعيشه الشباب.
النهاية غير متوقعة.. لقد فاجاتني حقا مثل قصص "اجاثا كريستي" البوليسية.. عندما تذكر لك شخصية باهتة ليست محورية ولا هامة ولكنها في النهاية تصبح هي جوهر القصة.. وكذلك أنت.. لقد حضرنا معك صدفة ذلك المأتم البائس في أطراف المدينة لتلك الطفلة الجميلة "التي تنفست قليلا.. تمددت قتيلة" لقد أغدقت علينا ذلك الفيض الإنساني من الشعور بالنبل وصحونا من ذلك الحلم المخملي الناعم وجلسنا معك أخيراً بعد كل ذلك التعب.. والألم الممض وارتحنا علي"بروش" الواقع مرحبة بنا في أريحية.. وكرم...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة