تبت يدا فرعون وتب...

Quote: اسم البرنامج: العين الثالثة مقدم الحلقة: أحمد عبد الله تاريخ الحلقة: السبت 24/12/2005 أحمد عبد الله: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم في حلقة جديدة من العين الثالثة، أكثر من ألف وخمسمائة لاجئ وملتمسي لجوء من السودان حملوا أمتعتهم وذهبوا للاعتصام أمام مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، من ناحية هم يطالبون بإعادة توطينهم في أوروبا وأميركا وأستراليا، من ناحية أخرى جمدت المفوضية الدولية النظر في طلباتهم، قرابة 3 أشهر مضت ولم تتغير الأوضاع رغم وساطات عدة ومفاوضات كثيرة، الأوضاع الصحية تزداد سوءاً بينما يشهد أحد أحياء القاهرة منظراً لم يتعود عليه من قبل, تعالوا نتابع معاً. - نرفض العودة للسودان وما قادرين إنه نرفض الاندماج المحليين، والله أنا بستحق لاجئة طالما أنا لا زال في بلدي في حرب ولا زال الحرب.. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): نظرتهم أو توقعاتهم المكتب توقعات غير عقلانية، يعتقدون أن المكتب هنا وكالة سفر, فيه بعضهم ينظر إلى المكتب على أساس إنه وكالة سفر بحيث إنه مكان يجي الشخص المسجل فيه يقبل كلاجئ ويعاد توطينه في دولة أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية أو كندا وأستراليا والكلام ده غير صحيح بالمرة. أمير خالد (عضو لجنة صوت اللاجئين): نحن كلاجئين مش كسودانيين فقط كلاجئين قررنا إنه يا إما أن تحل المفوضية جميع مطالبنا الشرعية والممكنة حلولاً كاملة وإلا حنواصل الاعتصام مستعدين إنه كل يوم يموت فرد ونظل على موقفنا، ولو العالم كله رفض إحنا حنواصل اعتصامنا ده. لاجئون حتى الموت أحمد عبد الله: رحلة صعبة في طريق طويل ووعر، تلك التي أوصلت فاطمة من دارفور إلى مصر, لينتهي بها الأمر هي وأولادها الثمانية في حديقة عامة بحي المهندسين في القاهرة. فاطمة (لاجئة سودانية): جيت من دارفور أنا كنت في مخيم زي ده في مخيم كبير، ومن هناك أنا ركبت إجيت الخرطوم في الخرطوم جوا المدرسة ضربونا، جوا المدرسة ضربونا الحكومة السودانية ضربتنا وفرقونا، قال إحنا منشوه منظر العاصمة، جرينا مشينا في الأطراف ومن الأطراف جاي كده لحد وصلنا حلفا، من حلفا القروش اللي لقطناها من الخرطوم ده لما وصلنا مصر هنا. أحمد عبد الله: قدرتوا تمشوا المسافات وتاخدوا أتوبيسات ؟ فاطمة (لاجئة سودانية): أيوا قدرنا الحمد لله، لما طلعنا من الحرب جينا كنت أنا حامل ولدته في المعسكر.. أحمد عبد الله: ولدت في المعسكر في الخرطوم. فاطمة (لاجئة سودانية): مو في الخرطوم ولدته في دارفور جوا المعسكر. أحمد عبد الله: هي هربت من دارفور بحثاً عن ملاذ آمن، لكنها هنا ووسط أحد أحياء القاهرة الراقية فقدت ابنها أحمد ابن الحادية عشر ربيعاً، خرج ولم يعد على حد قولها. فاطمة (لاجئة سودانية): بعد ما إجينا المعسكر هنا بعد 9 يوم بس ولدي هنا ما أعرف برا هنا بيلعب, ولا شنو أنا ما أعرف, بس هنا أنا ما لقيته، والناس ده كله ناس المعسكر ده كله بيدور على ولدي ما لقوا، حتى الآن. أحمد عبد الله: طيب بلغتوا الشرطة؟ فاطمة (لاجئة سودانية): بلغنا أيوا. أحمد عبد الله: وعملت إيه الشرطة؟ فاطمة (لاجئة سودانية): عملوا شنو ما عملوا أي حاجة، لحد الآن أنا مش عارفة هو حي ولا هو ميت أنا ما عارفة (تبكي). أحمد عبد الله: فضيلة هي أيضاً أم لثلاثة أطفال تعيش في مصر منذ ثلاث سنوات, صُنفت لاجئة من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, وأصبح لديها البطاقة الزرقاء عام 2002، كان من المفترض أن يعاد توطينها في أستراليا لكن آمالها ذهبت أدراج الرياح، وذهبت آمال طفلتها الرضيعة المريضة معها، انضمت إلى المعتصمين علّ وعسى أن تسافر هي وابنتها التي تعاني من أمراض في القلب والرئة إلى بلد قادر على الرعاية والعلاج. فضيلة (لاجئة سودانية): ما يسفرّونا من حقنا إنه نسافر ما إحنا لاجئين, يسفرّونا عشان البنت دي، البنت دي ذنبها شنو في اللي بيحصل ده كله يعني؟ أنا ماسكة الطفلة في كتفي عندها رئة وبعدين ما عايزة تحبى ولا تمشي ولا تسنن بالمشاكل بتاعتها، الدكتور بعت تقرير البنت دي لازم تمشي من هنا, لأنها حتتعب تعب وتتنفس بالأكسجين ولو جاها التهاب لازم تخش المستشفى, عرف كل حاجة من أنا ولدتها، فقلي البنت دي حالتها صعبة. أحمد عبد الله: قصص مأساوية لأكثر من ألف لاجئ معظمهم من جنوب السودان, واعتصام دام حوالي ثلاثة أشهر أمام مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حكاية تدور فصولها ولأول مرة على أرض مصرية, كانت ولا تزال امتداداً طبيعياً للسودان، تحت حماية الشرطة المصرية وأعين السلطة السياسية وأمام المفوضية الدولية يعيش هؤلاء، بصرف النظر عمن هو المخطئ والمصيب كيف؟ ولماذا تُركوا أطفالهم يعيشون في تلك الظروف الصعبة؟ وماذا عن انتشار الأمراض والأوبئة في وضع غير صحي ووسط العاصمة المصرية؟ مات البعض ومرض البعض الآخر, فما هو الثمن الذي يبحث عنه من صنفوا باللاجئين وملتمسي اللجوء؟ أمير خالد (عضو لجنة صوت اللاجئين): خليهم يتحدثوا يقولوا يا أخي إحنا عايزين نسافر, مين اللي قال إحنا عايزين نسافر, إحنا عايزين حلول شاملة لمشاكلنا, والحلول الشاملة نمسك كل حل على حدة، إذا لقينا مثلاً الخيار الأول العودة الطوعية غير متاحة، الاندماج المحلي غير متاح، يبقى التصرف حيكون في شنو؟ في الخيار الثالث، والخيار ده من ضمن إجراءات المفوضية اللي نحنا ننكره، لكن نحن أصلاً ما طالبنا بإنه قلنا لأ يجب أن نحن نتوطن في دولة ثالثة، كانت عندنا مشكلة، لكن هم من نواحي الدفاعية بيحاولوا يقول لك لا يا أخي دوْل عايزين يتوطنوا في دولة ثالثة, ده تفسير على أنه اللاجئين دوْل أساساً لاجئين اقتصادياً هم عايزين يقولوا الكلام ده، معناه هجرتهم ما بسبب حرب ما بسبب حاجة تانية، فالتبرير خاطئ جداً جداً, وكل إنسان بيبحث عن ضحية دي مشكلتنا برضه، كل إنسان بيحاول يشوف لي شماعة عشان يعلق فيها قميصه المتسخ، وكان أقل الضحايا هو مين؟ هم اللاجئين السودانيين الموجودين هنا في الاعتصام. صلاح الدين موسى (عضو لجنة صوت اللاجئين): في تقديرنا إحنا يعني اللاجئين الموجودين هنا هم ضحايا حرب في الأساس وضحايا اللجوء، وضحايا سلام، المكتب طرح برنامج العودة الطوعية للاجئين السودانيين بعد الاتفاق مباشرة، والحرب استمرت في السودان زهاء الـ 21 سنة، يعني ما من المنطق إنه الحرب تجف والمكتب يعلن العودة الطوعية، يعني الحرب دي 21 والمعروف إنه الإعمار يتطلب وقت أكتر من الدمار، إذا كان الدمار 21 سنة، الجنوب يحتاج كم سنة عشان يكون فيه إعمار عشان هو يرّجع السودانيين للسودان، نطالب بإستمرار أو استئناف الإجراءات لأنه ما زالت الحرب في دارفور مستعرة، وما زال الشريط ملتهب, 46 لغم في جنوب السودان، لسه النظام كما هو. أحمد عبد الله: في يونيو عام 2004 وبعد أن بدأت مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، بعد أن بدأت تحرز تقدماً كبيراً قررت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تجميد ملفات اللاجئين السودانيين، ثم كانت الرياح التي أتت بما لا تشتهي السفن توقيع اتفاق السلام في يناير عام 2005، فإذا بطلبات اللجوء تخرج عن دائرة أولويات المفوضية التي أصبحت في أعين البعض المتهم الأول. وجدي عبد العزيز (مدير مركز الجنوب لحقوق الإنسان): نوجه لوم لمكتب للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالقاهرة، لأنها تقاعست عن القيام بدورها طوال هذه الفترة، وبالتحديد فترة الشهرين التي أقام فيها المعتصمون في حديقة عامة ليست لديهم مقومات للعيش الكريم، كانت أيضاً مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سبباً في تزايد معاناة اللاجئين السودانيين بعدم تدخلها السريع واعتبار هذه الحالة حالة طوارئ كما تشير وكما تقول دائماً الكتب التي تصدرها المفوضية ذاتها. حافظ أبو سعدة (الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان): في الحقيقة هناك مماطلات من المكتب, هناك تخفيض للنفقات اللي كانت تُدفع للي معاهم الكرت الأصفر أو الأخضر، وفيه تقليص لنشاط المكتب على اعتبار أن المشكلة حُلت. أحمد عبد الله: وسرعان ما احتدم الجدل ما بين متعاطف معهم وبين من يرى في اعتصامهم استغلالاً لظروف سياسية, من أجل تحقيق ما هو أكثر من لجوء, أو بالأحرى لجوءاً اقتصادياً إلى أميركا وأوروبا، ذهبنا للقاء المتهم الأول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): إحنا المفوضية هي كيان وكالة أمم متحدة أنشئت للإشراف على توفير الحماية الدولية من قبل الدول، لو الحماية الدولية توفرت في دولة ما وهي متوفرة في جمهورية مصر العربية, لأنه الحكومة المصرية تحترم بالتزاماتها الدولية ولا تقوم بترحيل اللاجئين, وتتيح وتفتح أراضيها أمام اللاجئين وطالبي اللجوء وتمنحهم إقامة شرعية في البلاد. أحمد عبد الله: يعني ما الذي يبرر من وجهة نظرك يعني وجود مجموعة في حديقة عامة وسط القاهرة, هناك من سيدات وضعت أطفالهن في الشارع البعض توفي والبعض معتصم، يعني ما الذي يجبر مجموعة من البشر من السودان أن يفعلوا ذلك دون وجه حق؟ أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): هو بداية حضرتك يعني الوضع الحالي وضع مؤسف للغاية ووضع مؤلم، يعني ما فيش أي شخص يقدر يقول إنه الوضع ده وضع سليم أو وضع مفرح على العكس بتاتاً, نحنا نشوف مجموعة من الأشخاص بغض النظر هل هم لاجئين غير لاجئين أجانب حتى لو مصريين نحن نرى مجموعة من الأشخاص متواجدين في مكان عام لهذه الفترة ده طبعاً وضع غير سليم وضع مؤلم. أحمد عبد الله: يعني لا تنظرون إلى اللاجئين السودانيين على أنهم أولوية الآن بالنسبة لعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): اللي حدث هو إنه المفوضية وجدت مؤشرات إيجابية توحي إنه الوضع في جنوب السودان بدأ في التحسن, بداية من فترة 2003 مروراً ب2004 وحتى توقيع اتفاقية السلام في أوائل 2005، بالمقارنة بالوضع في جنوب السودان في فترة 99 و2000، ووجدنا أن أغلب ملتمسي اللجوء السودانيين ما زالوا يتقدمون المكتب للطلبات اللجوء، ما زال أغلبهم من الجنوب السوداني, وبالتالي نظراً للوضع الحالي وجود اتفاقية السلام وجدنا إنه أنه إحنا لو استكملنا النظر في طلباتهم ده حيؤدي إلى رفضهم مما سيضعهم في وضع قانوني سيء، لأنه رح يحق في الحالة دي للحكومة المصرية إنها تقوم بترحيلهم، فقررنا نحن على بال ما الوضع في جنوب السودان يتضح، قررنا إنه نحن نجمد النظر في طلبات جميع ملتمسي اللجوء السودانيين, يتم تسجيلهم، يتم توثيقهم، ويمنحهم ما يطلق عليه البطاقة الصفراء. محمد مطر (عضو لجنة صوت اللاجئين): طبقاً للاتفاقيات السابقة مثلاً اتفاقية بتاعت جنيف زي مثلاً واحد وخمسين بتبني إلى ذلك، إنما الإنسان يعترف أنه هو فعلاً لاجئ أو يسمى لاجئاً فعلى المفوضية أن تحميهم على الأقل، تحميهم. حافظ أبو سعدة (الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان): بعد اتفاق بين الحكومة السودانية والحركة الجنوبية حصل إنه اعتبرت الأمم المتحدة أن المسألة انتهت، كان يجب أن يتم دراسة الأوضاع في السودان، وإلى أن يتم الانتهاء من دراسة الأوضاع يظل التعامل مع اللاجئين بنفس الآلية التي يتم التعامل بها، استمرار تدفق النفقات بالنسبة للتعليم والدراسة والصحة والرعاية الصحية والإقامة, البحث استمرار فحص الملفات الخاصة بيهم، من انتهى من قبول ملفه ويحتاج إلى دولة ثالثة يتم أيضاً مناقشة الدول الأوروبية وسفاراتها لنقلهم إلى الخارج. أحمد عبد الله: بدؤوا بعشرين مطلباً وانتهوا بأحد عشر مطلباً، يُصّر اللاجئين وملتمسو اللجوء على تنفيذها حتى ولو فقدوا أعز ما لديهم، ولكن ما ذنب هؤلاء الصغار والنساء ليعيشوا هكذا؟ وما ذنب سكان منطقة سكنية يخشون من انتشار الأمراض والأوبئة في ظل ظروف غير صحية, ومشهد عام لم تتعود أعينهم عليه؟ ولماذا لم تنجح جهود الحكومة المصرية والسفارات السودانية في حل قضية اللاجئين؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة، بينما تراجع مسؤول الملف السوداني بالخارجية المصرية تراجع عن الحديث معنا, مؤكداً على أن الخارجية المصرية ليست طرفاً، وافق القنصل السوداني على لقائنا بعد إلحاح منا, ومحاولة منه عدم التدخل كما يقول. تقولون أنكم لستم طرفاً في الموضوع والحكومة المصرية تقول أيضاً هي ليست طرفاً في الموضوع, رغم أنهم يضربون ويعتصمون في أرض مصرية؟ فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): والله يا أخي هذا طبعاً يعني يعني أولاً الواحد يتأسف جداً للمعاناة التي يعانوها هؤلاء المواطنون، ونحن نعلم أن ظروف الشتاء وظروف التواجد في ميدان عام ومكان عام لأسر ولأطفال هذه معاناة يعني إنسانية، نحن نتمنى أن ننتهي في أسرع وقت ممكن. أحمد عبد الله: هل أنتم مقتنعون بمطالبهم؟ فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): والله هي مطالبهم يعني فيها أشياء مقنعة أو معقولة، يعني عندما يطالب اللاجئون بحقهم في أن يتم تأهيلهم نفسياً يعني حتى في حالة العودة الطوعية هذا أفتكر حق مشروع لمن عانى وشرد بسبب الحرب, وبسبب الظروف التي كانت سائدة في البلد، فهذا مطلب معقول مثلاً يمكن بحثه، إذا طالبوا بضمانات تتعلق بعودتهم واستقرارهم وكذا فهذا أيضاً أعتقد أنه مطلب مشروع، ولكن إذا كانت هنالك مطالب مثلاً إعادة التوطين في بلاد أخرى مثل أستراليا وأميركا وكندا فهذا يخرج عن إطار ما نستطيع المساهمة فيه, وربما كانت المفوضية في موقف أحسن منا للتعامل مع مثل هذا المطلب. أحمد عبد الله: اللي أقصد أقوله أنه لا يصح الآن أن نقول اللاجئون السودانيون في مصر؟ فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): عموم السودانيون في مصر هم مواطنين سودانيين مقيمين في مصر بمحض إرادتهم، ومقيمين منذ سنوات طويلة، وأعتقد يعني أنهم سوف يستمرون في هذا الوضع. أحمد عبد الله: هل التقى أحد من ممثلي اللاجئين معكم؟ فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): نحن عقدنا اجتماعاً لعدد من الوزراء السودانيين الذين حضروا إلى القاهرة وشاركوا في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان في الشهر الماضي، فاجتمع عدد أربع وزراء بمجموعة من هؤلاء ومن ضمنهم من هم يعني نظموا الاجتماع، وتم الاستماع لهم وبحث مشاكلهم والاستماع منهم مباشرة يعني عن أسباب يعني دعوتهم لهذا الاعتصام واستمرارهم فيه. وجدي عبد العزيز (مدير مركز الجنوب لحقوق الإنسان): اللاجئون المعتصمون بالحديقة الآن يمثلون جميع أطياف السودان، فهناك من قدم من الجنوب وهناك من دارفور وهناك من شمال السودان، فالسودان لم يحل بها السلام حتى الآن بالرغم من توقيع اتفاقية السلام وكان أكبر دليل على ذلك عمليات العنف الواسع النطاق التي شهدتها الخرطوم عقب مصرع قرنق. [فاصل إعلاني] أحمد عبد الله: رفضوا الاندماج في المجتمع المصري, ورفضوا العودة الطوعية بحجة أن السودان لا يزال مكاناً خطراً، ورفضوا حتى أنصاف الحلول، ليس هذا وحسب بل تعرضوا للاختطاف والتعذيب والاضطهاد والتمييز الديني والثقافي، نعم كلمات سمعناها عندما ذهبنا للقاء المعتصمين، تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنها شائعات مغرضة تهدف إلى الضغط والتهديد للحصول على ما هو ليس حقاً. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): طالب اللجوء طبقاً للاتفاقية الدولية المادة 2 تضع عليه التزاماً إنه يحترم قوانين دولة الملجأ اللي هو متواجد فيها.. أحمد عبد الله: اللي هي مصر. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): اللي هي مصر في حالتنا، وده طبعاً ما حصلش لأنه القانون المصري وخاصة في ظل حالة الطوارئ اللي إحنا متواجدين فيها المفروض القانون المصري يتطلب من أي شخص يقوم باعتصام أو تظاهر لازم إنه يحصل على تصريح من الجهات الأمنية المعنية ويكون فيه تنسيق، وطبعاً لو التظاهر أو الاعتصام ده حصل المفروض إنه لا يؤثر سلباً على حقوق الآخرين، الحديقة العامة دي لم تُخلق إنها تبقى محل للاعتصام، واستخدامها منهم بهذا المنظر طبعاً ده اعتدى على حق الآخرين في استخدام الحديقة العامة للأغراض الطبيعية بتاعتها. فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): أنا حقيقة أحيي مصر وأحيي يعني صبرها, يعني هذا الاعتصام تقريباً من ثلاثة أشهر وهو يعني في منطقة في قلب القاهرة، والإخوة يعني بكل صبر وبكل حكمة يعني يرعون يعني هؤلاء الإخوة، وبالتأكيد يعني هذا دوراً كبيراً جداً من مصر أن تعامل المواطن السوداني هذه المعاملة، أنا متأكد ربما لو كان الذين ينظمون هذا الاعتصام غير سودانيين ربما كان يعني التعامل من نوع مختلف يعني. حافظ أبو سعدة (الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان): أنا برأيي من الأفضل لهم أن يكونوا في هذا الشكل لغاية ما تحل القضية، لأنه طول ما هم ما فيش وضع إنساني ضاغط المكتب مش شايف، المكتب ما بيشوفش هذه الأوضاع الصعبة يعني لو أنا بنصحهم آه يعسكروا يعملوا كامب قدام المكتب عشان يشوف بعينه الحالات شكلها إيه، طول ما هم موجودين في وسط الشعب المصري وفي أماكن مندمجين مع المصريين ملفاتهم مغلقة ولن تُفتح، وسوف يتم تقليل النفقات بشكل مستمر. أحمد عبد الله: لماذا تفتح المفوضية ملفات كانت قد أُغلقت لعدم توفر معايير اللجوء وفقاً للاتفاقات الدولية؟ هكذا تتساءل المفوضية الدولية، فقد أعادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مدى السبع سنوات الماضية أعادت توطين حوالي سبعة عشر ألف لاجئ سوداني أثناء الحرب الأهلية، المشكلة في النازحين من الجنوب السوداني هكذا يقول البعض، أكثر من خمسة عشر ألف لاجئ وملتمسي لجوء معظمهم من الجنوب يطمحون في إعادة التوطين في بلاد يقولون إنها تحترم خصوصيتهم وثقافتهم وتوفر لهم العناية والعلاج، كما أن مصر ليست في حاجة إلى مزيد من الأعباء والمشاكل. صلاح الدين موسى (عضو لجنة صوت اللاجئين): مصر تعاني من ظروف هي وحدها ظروف بطالة ظروف اقتصاد ظروف ومشاكل، ومعروف إنه مصر بلد عبور مش بلد توطين، وعشان توطن واحد في مصر يجب أن تكون هناك أشياء موجودة أشياء اقتصادية، ولما ترجع المفروض تكون هناك أشياء متطلب تكون موجودة عشان ترجع الناس, الكلام ده مش موجود في مصر ولا في السودان على الأقل في الوقت الحالي، بالتالي نحن نرفض العودة الطوعية للظروف اللي ذكرتها، ونرفض الاندماج المحلي للظروف اللي ذكرتها. أمير خالد (عضو لجنة صوت اللاجئين): أغلبهم يعملون في وظائف هامشية, مثلاً بيع عطور وروائح وما وما شابه ذلك في على سبيل المثال العتبة أو غيرها، أحياناً يعملوا أعمال أخرى وتعتبر هامشية يعني، لا تفي بالغرض يعني ما بتفي بمسكن وما بتفي بمأكل ومشرب، فعشان كده هي كانت سبب في إنه نحن تركنا حتى الشقق لأنه ما قادرين نسدد إيجاراتهم. فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): بالتأكيد في بعض الطلبات فيها مبالغات، يعني مثلاً الذين يرفضون الاندماج في المجتمع المحلي في مصر، أنا أعتقد هذا نوع من المبالغة في الطلب ليه؟ لأنك أنت أصلاً موجود في مصر منذ سنوات, فلماذا ترفض الإقامة في مصر وأنت مقيم فيها منذ سنوات؟ فهذا يعني كلام يعني غير منطقي. كل تأكيد السودانيين المقيمين في مصر من عشرات السنين وهم بالآلاف وربما عشرات الآلاف، يعني نحن لا نسمع مثل هذه الشكاوى، حقيقة مصر والسودان كما يقولون دائماً بلد واحد، وقد تكون توجد بعض التجاوزات حتماً موجودة في أي مجتمع، ولكن لا توجد سياسة في مصر للتمييز ضد السودانيين أو إساءة معاملتهم بل العكس تماماً, السوداني هو في مصر يمكن أكثر مواطن أجنبي لو افترضنا إنه أجنبي يجد معاملة مميزة والاتفاقيات التي نسعى إليها من تكامل وحريات أربع إلى آخره. أحمد عبد الله: اتفاق الحريات الأربع الذي يتيح لمواطني مصر والسودان حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك، اتفاق يقول المسؤولون إنه يلغي كلمة لاجئ سوداني من قاموس المفردات، اتفاقات وتسهيلات وتاريخ طويل بين دولتين اندمجتا أرضاً وشعباً فلماذا التظاهر والاعتصام؟ عادل إمام (سفير النوايا الحسنة- الأمم المتحدة): طبعاً الحكومة المصرية بالنسبة للاجئين السودانيين بالذات بحكم العلاقات التاريخية ما بين مصر والسودان, أولاً اللاجئ السوداني مثلاً عندنا حوالي 22 ألف لاجئ سوداني، اللاجئ السوداني خصوصاً من الجنوب أو دارفور أو خلافه، اللاجئ السوداني يتمتع بحقوق المواطنة زيه زي أي مصري، بيتعلم زي المصريين بيتعالج زي المصريين, وما بيتحطش بالمعسكرات، بيعيش عيشة.. بيندمج في المجتمع المصري، أعتقد لو بعدين مصر كمان كانت تعمل تسهيلات للإخوة السودانيين كان المفروض بيدوهم إقامة ثلاث أشهر دي الوقت بقت ستة أشهر لغاية ما ياخذ حق لاجئ. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): عندنا تأكيدات من وزارة الخارجية حالياً إنه الإقامة بالنسبة للسوداني في مصر أصبحت ستة أشهر أو سنة وتجدد تلقائياً, بالنسبة للمرأة السودانية والأطفال تحت سن السادسة عشر يتم دخولهم في البلاد بدون حاجة إلى تأشيرة، السوداني عشان يحصل على عمل في مصر يدفع أربع جنيهات عشان يحصل على تصريح عمل، في حين إنه أي شخص من أي جنسية أخرى بيدفع 1004 جنيه. أحمد عبد الله: رغم هذا كله تعتقد بعض المنظمات غير الحكومية أن المسألة سياسية, وأن وراء رفض مفوضية الأمم المتحدة إعادة التوطين وفتح الملفات المغلقة ضغوطاً دولية. وجدي عبد العزيز (مدير مركز الجنوب لحقوق الإنسان): مشكلة اللاجئين هي تخلي المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة بضغط من القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بتقليل المساعدات المقدمة للاجئين, وبوقف التعامل معهم بدعوى إحلال السلام في السودان، في الواقع إنه هذا القرار بوقف التعامل مع اللاجئين السودانيين هو قرار سياسي بالأساس وليس له علاقة باتفاقيات 51، وبروتوكول 67. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): دي طبعاً ادعاءات ليس لها أي أساس إحنا عملنا ليس له أي علاقة بالسياسة, يوجهنا القانون واللي يوجهنا الأوضاع المعاصرة، اتفاقية 51 اتفاقية التعريف فيها كان تعريفاً فردياً وينصب على الاضطهاد، يجب على الشخص أن يثبت أنه تعرض شخصياً لاضطهاد أو من الممكن أن يتعرض لاضطهاد في بلد منشأه، أما الاتفاقية الإفريقية وسعت الاتفاق وإنه هو يشمل أسباب أخرى ممكن تؤدي للجوء، أسباب جماعية كالاحتلال الخارجي أو الاستعمار أو أحداث تعكر صفو النظام العام كالأنظمة الديكتاتورية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والحروب الأهلية، كل هذه الأسباب ممكن تؤدي إلى الشخص إنه هو يُقبل, ولكن طبقاً للاتفاقية الإفريقية وطبقاً للتعريف الأشمل والأوسع, لو قبل شخص طبق اتفاقية ال69 من المفترض إنه الولايات المتحدة الأميركية أو كندا أو أستراليا لن يقبلوا به, لأنه قبل طبقاً لتعريف هم أنفسهم ليسوا ملتزمين به على مستوى العالم. أحمد عبد الله: بينما يستمر الجدل وتستمر معه محاولات التوصل إلى حل يواصل هؤلاء المعاناة التي يقول البعض إنهم اختاروها بأيديهم, فقد عرضت مصر توفير ظروف معيشية أفضل لكنهم رفضوا، وعرضت المفوضية الدولية حلولاً عدة منها تحمل نفقات إعادة توطينهم إلى السودان، لكنهم رفضوا أيضاً، رفضوا ورفضوا ليمرض البعض ويموت الصغار والمسنين, ويزداد احتمال انتشار الأمراض والأوبئة في وقت ومكان قلما كان شاهداً على مثل هذا الحدث، ولكن كيف لفاطمة وأولادها وأخريات وآخرين كيف لهم أن يواصلوا العيش في تلك الظروف تحت نظر العالم ومسامعه. فاطمة (لاجئة سودانية): نحن عندنا صندوق هناك بتاع تبرعات.. أحمد عبد الله: صندوق إيه؟ فاطمة (لاجئة سودانية): صندوق بتاع تبرعات أي حد فيهم بيجي بيرمي فيه ربع جنيه نصف جنيه جنيه بريزة يلموا القروش ده عالمساء يمشوا يشتروا لي عدس وعيش يجيبوا ينجدوه يدونا كل زول نصف عيشة وكم قطعة بيكون لحد اليوم التاني، وكده صابرين ورايقين. أحمد عبد الله: يعني بتجمعوا فلوس هناك بتجيبوا أكل وشرب.. فاطمة (لاجئة سودانية): أكل وشرب منين قلت لك نحن في اليوم مناكل وجبة وحدة بس نص عيشة، القروش بنجمعه ربع جنيه ونص جنيه والكتير جنيه، يعني كان بقت القروش تجمعت المسا نمشي نجيبوا عدس ونعمله بالحلة الكبيرة ونجيب عيش بالشوالات ويقصصوه كل زي البقدونس الكبير والصغير بناكل والحمد لله كده قاعدين. أحمد عبد الله: يعني أنتو في خطر في مصر؟ فاطمة (لاجئة سودانية): في خطر في مصر أيوا. أحمد عبد الله: بسبب إيه؟ فاطمة (لاجئة سودانية): أنا مش عارفة، أنا هسه ضناي فقدته وما لقيته ده خطر ولا ما خطر؟ احتمال السبعة الباقيين ذاتهم أفقدهم. أحمد محسن (متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين): هناك كان مفتقد الأمان في مصر وجد الأمان، لكن إنه الشخص يقول لأ أنا عايز الوضع في مصر اقتصادياً ليس بالجمال أو بالكمال الذي توقعته, فعايز أروح أميركا عايز أروح إنجلترا عايز أروح إيطاليا عايز أروح ألمانيا، ففي هذه الحالة إحنا بنتكلم في قصة مختلفة تماماً, إحنا نتكلم في الحالة دي على هجرة اقتصادية، يبقى ما منتكلمش على مشكلة لجوء أو حركة لاجئين بنتكلم على هجرة اقتصادية وده خارج اقتصادنا خارج اختصاصنا، واللي قلناه للإخوة المعتصمين في الخارج قلنالهم اللي بدو منكم، اللي بيريد منكم يسافر الخارج يهاجر باب السفارات مفتوح، ما نقدرش نمنع حد، لكن الشخص اللي عايز يعمل كده دي حالة خاصة بيه يتقدم للسفارات، لو السفارات قابلة إنه الشخص يسافر هناك كان بها، العرض ببساطة شديدة لو إنه شخص فيه مستجدات حصلت في وضعه وهو يرى أو هي ترى أن هذه المستجدات ممكن إنها تؤيد فتح ملف أو إعادة فتح الملف، في هذه الحالة لازم الشخص يتقدم بطلب فردي وفيه كل البيانات, أو فيه كل اللي ممكن إنها تسمح بإعادة الفتح، فيه موضوع تاني بخصوص مثلاً العودة الطوعية يقال إنه نحن نجبر السودانيين على العودة الطوعية، طبعاً ده كلام غير صحيح في سنة 2005 كل اللي عاد من السودانيين عاد 60 شخص، وعشان الشخص يعود طواعية لازم إنه هو يوقع على استمارات تقول صراحة إنه هو يقبل بالعودة الطوعية، لا شخص يُكره على العودة الطوعية، لو إنهم يكرهوا على العودة الطوعية ما كانوش تواجدوا في الحديقة اللي في الخارج. فضل عبد الله فضل إدريس (القنصل العام لسفارة السودان - القاهرة): بعضهم عاد إلى السودان حقيقة يعني, ونحن لدينا معلومات منذ تحقيق اتفاقية السلام من العام الماضي أو من بداية هذا العام يعني في أعداد كبيرة جداً من النازحين داخل السودان من أبناء الولايات الجنوبية عادوا إلى قراهم وإلى مناطقهم في الجنوب، كما أن هناك عدد كبير من اللاجئين اللي كانوا في دول الجوار الأفريقي يعني بدؤوا العودة للسودان، أنصح بها كل مواطن سوداني، عُد إلى بلدك وساهم في التعمير وأقول له أنت في بلدك معزز مكرم، ولن تجد عزة ولا كرامة مهما ذهبت وأين ذهبت. أحمد عبد الله: مشاهدينا الكرام بعد فاصل قصير هل تفوقت تايلند والهند على أميركا وأوروبا في الطب والرعاية الصحية؟ ابقوا معنا.

(عدل بواسطة Alia awadelkareem on 01-04-2006, 04:49 AM)
(عدل بواسطة Alia awadelkareem on 01-04-2006, 05:08 AM)