تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 11:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة طارق ابوعبيدة(خدر & khider)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2009, 03:24 PM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) (Re: خدر)

    تقرير لجنة التحقيق الدولية حول أحداث دارفور (13)


    248- تمخضت كثير من الهجمات الارضية والجوية على القرى عن قتل عشوائي للمدنيين. وفي معظم حالات الهجمات الأرضية، كان الرجال مستهدفين مباشرة لأن يُقتلوا، وفي بعض الحالات كانت هناك أدلة على جهود يبذلها منفذو العمليات للابقاء على النساء احياءً. وعلى أية حال، كانت النساء والاطفال ايضاً ضحايا لعمليات القتل أثناء هجمات كثيرة. وشملت كثير من الهجمات ايضاً العنف الجنسي كاغتصاب النساء الذي يمثل جزءاً من الهجوم على المدنيين. وفي حالات كثيرة يقول الضحايا أن الجنجويد هم مرتكبو العنف الجنسي. وعلى أية حال، فإن احداثاً كثيرة اقتضت أن يعمل الجنود الحكوميون سوياً مع الجنجويد.
    249- اشارت اللجنة أيضاً في هذا السياق إلى التعليقات التي أوردها المسؤولون الحكوميون في لقاءاتهم مع اللجنة. فقد اشار وزير الدفاع بوضوح إلى انه يعتبر أن مجرد وجود متمرد واحد كفيل بأن يجعل القرية كلها هدفاً عسكرياً مشروعاً. واوضح الوزير قائلاً إنه بمجرد أن تلقت الحكومة معلومات تفيد بأن هناك متمردين داخل قرية معينة «فإن هذه القرية لن تعود موقعاً مدنياً بل تصبح هدفاً عسكرياً». وفي رأي الوزير «ان القرية منطقة صغيرة ليس من السهل تقسيمها إلى اجزاء لذا فإن القرية كلها تصبح هدفاً عسكرياً». ومما يجدر بالملاحظة أيضاً ان وزير الشؤون الاجتماعية لولاية غرب دارفور (الذي يشغل منصب نائب والي ولاية غرب دارفور أيضاً) اعتبر القرويين مسؤولين عن الدمار الذي افضى إلى نزوحهم الواسع لأن هؤلاء القرويين سمحوا لأبنائهم بالانضمام للمتمردين واستغلال قراهم لأنشطة التمرد.
    250- إن الطبيعة العشوائية لهجمات القوات المسلحة الحكومية والجنجويد على المدنيين والاهداف المدنية في القرى يتم توضيحها في دراسة الحالات أدناه.
    ü دراسة الحالة 1: قرية آنكا، شمال دارفور
    251- حققت اللجنة في مشهد هجوم في وحول قرية آنكا بشمال دارفور. وقد أثبتت الحقائق التالية من خلال استجوابات الشهود والتحقيقات القانونية:
    في حوالي الساعة التاسعة صباحاً في أو حوالي يومي 17 أو 18 فبراير 2004 تعرضت قرية بيري الواقعة على بعد خمسة كيلو مترات من قرية آنكا لهجوم شنته قوة متحدة من العساكر الحكوميين والجنجويد. ومن بعد اخطر شاهد عيان من بيري مواطني قرية آنكا بهجوم وشيك محتمل.
    في حوالي الخامسة مساءً من نفس اليوم لاحظ شهود عيان من قرية آنكا ما بين 300 - 400 جنجويد يمشون سيراً على الأقدام كما شاهدوا 100 جنجويد آخر على ظهور الجمال والخيول يتقدمون نحو آنكا من اتجاه بيري. ووصف المهاجمون بأنهم يلبسون زياً رسمياً من الكاكي كالذي يلبسه الجنود الحكوميون وكانوامسلحين بالكلاشنكوف والجيم3 والقنابل اليدوية «الار.بي.جي»، ولاحظ شهود العيان حوالى 18 سيارة تتحرك من خلف قوات الجنجويد، وتشمل اربع شاحنات ثقيلة و18 سيارة تويوتا «بك اب»، وبعض السيارات ذات لون اخضر، وبعضها ذات لون ازرق داكن. وكانت سيارات التايوتا تحمل دوشكا «عيار 7.12 ملم» مثبت في الخلف، حيث كان لواحد من هذه الاسلحة جهاز قذف للقنابل من طراز «الهاوند» الذي يستعمل لاطلاق القذائف الى داخل القرية وعبرها. وكانت الشاحنات تحمل القوات المسلحة الحكومية كما استعملت اخيرا لنقل المواد المنهوبة من القرية.
    وحسب افادة شهود العيان، فإن القرويين فروا من القرية في الاتجاه الشمالي نحو منطقة غابية، تبعد خمسة كلم من القرية. وقبل ان يدخل الجنجويد القرية، قامت القوات الحكومية المسلحة بقصف المنطقة الواقعة حول القرية بطيران الانتونوف حيث قامت واحدة من الطائرات بالدوران حول القرية، في حين قامت واحدة اخرى بقصفها. وكانت الطائرة الاولى بيضاء اللون، ولكن جانبها الاسفل اسود اللون في حين كان لون الطائرة الثانية ابيضَ كله. واستمر القصف لحوالى ساعتين اسقطت خلالهما ما بين 20 الى 35 قنبلة حول ضواحي القرية، واصاب القصف مبنى مستشفى. وبعد القصف تحرك الجنجويد وعساكر الحكومة الى داخل القرية فنهبوها حيث شمل النهب الملابس والمفروشات والبهائم. واضرمت النيران في المباني المتبقية، واطلق الجنجويد قذائف الآربي جي، في القرية من على التل الذي يطل على قرية آنكا. ويبدو ان قصف المناطق الواقعة حول القرية تم تنفيذه لتسهيل عملية نهب وتدمير القرية بواسطة الجنجويد والقوات المسلحة الحكومية. وحسب افادة شهود العيان، كان هناك تقريبا ثلاثون فردا من افراد جيش تحرير السودان موجودين في القرية ساعة الهجوم، وذلك بغرض الدفاع عن القرية عقب اعلان الهجوم الوشيك. وقد لقى 15 مدنيا مصرعهم في آنكا نتيجة الاصابة بشظايا القذائف اثناء وبعد الهجوم، وجرح ثمانية آخرون. وفي حين ان بعضهم تماثل للشفاء لكن آخرين منهم باتوا عاجزين عن الحركة نتيجة لاصاباتهم. واصبحت القرية الآن مهجورة تماما.
    ü دراسة الحالة 2: شوبا ـ كبكابية
    252 ـ تلقت اللجنة، معلومات موثوقة من شهود عيان فيما يتعلق بثلاث هجمات منفصلة على المدنيين في القرى الواقعة في منطقة شوبا بكبكابية شمال دارفور. وقد بدأ الهجوم الاول في الثامنة والنصف صباحا بتاريخ 2 ابريل 2001، الذي كان يوافق يوم سوق القرية، فقد قيل ان مليشيا عربية هجمت على شوبا غرب وشوبا كاريكا، بهدف نهب الحيوانات. وقد قتل 15 شخصا وجرح تسعة اشخاص نتيجة الهجوم. كان هناك تقريبا 55 فردا من المليشيا العربية يلبسون زيا اخضرَ مموها ومسلحين بال ايه. كي 47 والجم 3 والآربي جي، وقد هاجموا القرىة وهم على ظهور الخيول والجمال. وقد تعرف الضحايا على زعيم الهجوم وعلى هوية عدة مهاجمين آخرين، وتم ابلاغ نقطة الشرطة الواقعة قرب القرية عن هؤلاء المهاجمين. وقامت الشرطة بالتحقيق في الحادث واعتقلت اربعة من المتهمين بتنفيذ الهجوم، والذين لا يزالون في القرية. وحسب افادة شهود العيان فإنه لم يكن هناك متمردون موجودين في القرية لا في وقت الهجوم ولا في اي وقت آخر.
    وفي حادث ثاني، هاجم مائة فرد تقريبا من افراد المليشيا العربية شوبا غرب وشوبا كاريكا من جهة الشمال، وذلك في يوم 28 ابريل 2002. وكان منفذو الهجوم الثاني يحملون ملامح مشابهة لاولئك الذين ارتكبوا الحادث الاول، وقد كان يقودهم هذه المرة زعيمان كبيران من المليشيا العربية. وقد قتل 24 شخصا اثناء الهجوم واصيب 23 آخرون، وتم حرق 338 منزلا وتم تدمير الجهة الشمالية والشرقية من القرية تدميرا كاملا، ونهبت كل ممتلكات القرويين التي شملت كل الثروة الحيوانية ومواد الغذاء والادوية. وحسب افادة شهود عيان، فإن الهجوم وقع عند الرابعة والربع صباحا، واستمر حتى حوالي التاسعة والنصف صباحا عندما وصلت القوات الحكومية. وقد حدد القرويون مرتكبي الحادث الذين كانوا على بعد 500 متر من القرية، ومعهم السلع المنهوبة. وقيل ان جنود الحكومة رفضوا ملاحقتهم حيث قال ضابط منهم لشاهد عيان ان لديه توجيهات بعدم ملاحقة المهاجمين. هذا وقد قامت القوات المسلحة الحكومية اخيرا بمصادرة اسلحة القرويين. وقد زار وزير الداخلية المنطقة بعد وقت من الهجوم بصحبة ولاة ولايات دارفور الثلاث، بغرض تقييم الوضع، حيث ارسل اخيرا اغذية ودعما لاعادة بناء القرية.
    وقع هجوم ثالث هذه المرة على شوبا شرق وشوبا غرب، من الخامسة الى السادسة صباحا يوم 25 يوليو 2003. ووفقا لرواية التقارير، فإن الهجوم قاده زعيمان كبيران من زعماء الجنجويد، وشمل تقريبا 400 فرد من افراد الجنجويد والقوات المسلحة الحكومية، مستغلين الخيول والجمال وعربات اللاندكروزر، ومسلحين ببنادق اتوماتيكية عيار 7.12 ملم. وتم تدمير القرى تدميرا كاملا اثناء الهجوم، حيث لقى 42 شخصا مصرعهم واصيب عشرة اشخاص ونهبت اية مادة من الاصول المنقولة في القرى.
    ü دراسة الحالة 3: عدوة
    253 ـ اجرت اللجنة تحقيقا حول تقارير عن هجوم اخير، شنته القوات المسلحة الحكومية والجنجويد على قرية عدوة في جنوب درافور:
    يقول شهود عيان ان القوات المسلحة التابعة لحكومة السودان، شنت بالتواطؤ مع الجنجويد هجوما على عدوة يوم 23 نوفمبر 2004، في الساعة السادسة صباحا. وقيل ان قوات التمرد اتخذت لها قاعدة فوق الجبال بالقرب من عدوة، ودارت معركة بين جنود الحكومة وقوات التمرد. واستعملت في القتال طائرتان مروحيتان، وطائرة انتونوف اثناء الهجوم ربما لاهداف استكشافية. وقد استعملت القوات الارضية اسلحة مختلفة، شملت الـ ايه. كي 47، والجيم 3 والاربي جي 7، والاسلحة الاتوماتيكية والدوشكا عيار 7.12 ملم المثبتة على السيارات. ويقول شهود عيان ان مدنيين يضمون نساء واطفالا وكبار السن، تم استهدافهم اثناء الهجوم. واجبر كثيرون على اللواذ الى جبل قريب، حيث بقوا فيه عدة ايام.. وهناك تقارير تقول بأن القوات المسلحة الحكومية والجنجويد امروا النساء بعدم الفرار، واخبروهن بأنهم لا يستهدفونهن، ولكن المهاجمين اسروا بعض النساء واعتقلوا كثيرا منهن لمدة يومين. اما الرجال، فقد اطلقت عليهم النار في الحال، كما تطلق على اي رجل يحاول الهرب. واخذ المهاجمون الفتيات الى موقع آخر، واغتصبوا كثيرا منهن بحضور نساء اخريات. ونهب المهاجمون القرية. وقيل ان جنود الحكومة والجنجويد اطلقوا النار على كثير من الضحايا عندما كانوا في الجبال، حيث لقي كثير منهم مصرعهم واصيب اكثر من مائة شخص. وعقب الهجوم، جاس ممثلو منظمات عالمية خلال القرية ووجدوا كثيرا من نساء واطفال مصابين، فرافقوهم الى المستشفى، كما وجدوا ايضا ما بين 20 الى 30 جثمانا من جثامين المدنيين الذين قتلوا اثناء الهجوم، وشملت نساء واطفالا.. وقيل ان كل الضحايا كانوا من عدوة وينتمون لقبيلة الفور. ويزعم ايضا ان كثيرا منهم لا يزالون موجودين في الجبال.
    2- الهجمات التي شنها المتمردون
    254- وجدت اللجنة ايضاً ان قوات التمرد كانت مسؤولة عن الهجمات التي تشنها في أغلب الحالات ضد الاهداف العسكرية او الشرطة او قوات الأمن.. ففي غرب دارفور مثلاً، هاجمت قوات التمرد نقطة شرطة في تونجفوكا، في اكتوبر 2003م. وفي جنوب دارفور، قال شهود عيان ان المتمردين هاجموا نقطة شرطة ومكاتب حكومية ونهبوها في قرية ياسين، في يناير 2004م، وفي شمال دارفور، هاجمت قوات المتمردين نقطة شرطة في قرية طويلة وقتلوا «28» شرطياً. وحسب تقارير شهود العيان، فإن معظم الهجمات التي شنتها قوات التمرد ضد اهداف عسكرية قد نفذها جيش تحرير السودان، إما مستقلاً بمفرده او بالعمل سوياً مع القوات المتمردة التابعة لحركة العدل والمساواة.
    255- تلقت اللجنة ايضاً معلومات من شهود عن عدد من الهجمات التي شنها المتمردون على القرى والأفراد المدنيين. ففي ثلاثة احداث منفصلة في غرب دارفور، هاجم افراد من حركة العدل والمساواة مدينة كلبس، حيث فاجأوا القوات المسلحة الحكومية الموجودة في المدينة عندما دخلوها في الساعة الثالثة مساءً يوم 4 أكتوبر 2003م في «35» عربة لاندكروزر. وكان بعضهم يرتدي زياً عسكرياً تمويهياً وآخرون في ملابس مدنية، يمتطون الخيول والجمال ويحملون اسلحة مثل الآر بي جي والقرنوف والكلاشنكوف والجيم «4» والكاتيوشا هاوند «106» والهاوند«120» والبنادق الاتوماتيكية. وفي هذا الهجوم الاول على كلبس، قتل اثنان واربعون جندياً وسبعة عشر مدنياً، كلهم من الذكور بالاضافة الى طفل واحد، واصيب خمسون مدنياً. وفي 25 أكتوبر و 26 ديسمبر 2003م هاجمت اكثر من اربعين سيارة محملة بجنود حركة العدل والمساواة، مدينة كلبس مرة ثانية، ولكن القوات المسلحة الحكومية ردت المهاجمين علي اعقابهم فلم يستطيعوا دخول المدينة. وفي هذا الهجوم، قتل «28» جندياً حكومياً واربعة مدنيين.
    256- يقال ان قوات التمرد كانت مسؤولة ايضاً عن الهجمات التي نفذتها ضد قوافل مدنية، تشمل سيارات تحمل مؤناً انسانية. وتلقت اللجنة معلومات تتعلق بهجمات وعمليات نهب نفذها المتمردون على سيارات تجارية وشاحنات، تحمل إمدادات انسانية وقطارات بضائع وبصات تحمل مسافرين. ولكن اللجنة لم تستطع إثبات صحة هذه التقارير من خلال تحقيقاتها الخاصة. فحكومة السودان، قد أمدت اللجنة بوثيقة تحوي قائمة من الهجمات على القوافل الانسانية.
    ü دراسة حالة: برام:
    257- في واحدة من سلسلة خطيرة من الأحداث، نفذت قوات التمرد هجمات في برام بجنوب دارفور في ثلاثة احداث منفصلة.
    ففي اثناء الهجوم الأول الذي وقع في السادسة صباحاً من يوم 13 مارس 2004م، وصل المتمردون الى برام من جهة الشمال في ثماني عربات لاندكروزر، تحمل كل منها تسعة، او عشرة جنود، وكان المهاجمون يرتدون اشكالاً من الازياء العسكرية المختلفة. وهاجموا المكتب الحالي لجهاز الامن والمخابرات الوطني، واضرموا فيه النيران ومن ثم بدأوا يطلقون النار على مكتب الاتصالات الهاتفية، ثم هاجموا قسم الشرطة فقتلوا اثنين من رجال الشرطة واخذوا الاسلحة والذخيرة.
    ومن هناك، تحركوا الى مكاتب الادارة المحلية حيث سرقوا خزينتين واتلفوا المستندات الرسمية، وذهبوا الى مكتب الزكاة حيث اتلفوا المستندات وسرقوا الخزينة وعربة «ميتسوبيشي- بك. أب». وذهبوا الى البنك حيث أخذوا خزينتين واضرموا النار في المبنى. كما سرقوا ايضاً شاحنة مواطن. وقد شاهد الحادث جمع من الناس وتعقبوا المهاجمين. ومن الواضح انهم لم يكونوا خائفين لانهم اعلنوا انهم لا يريدون إيذاء اي واحد سوى الأهداف التي اختاروها بما فيها مسؤولون بعينهم. وذهب المتمردون الى منزل مدير الأمن، الذي قيل انه هرب سلفاً مع أسرته، وقاموا بإضرام النار في المنزل وسرقوا سيارة مدير الأمن.
    وفي الساعة الخامسة من صبيحة اليوم التالي، غادر المتمردون المدينة متجهين إلى «شرَّاب». وفي وادي هجّام، نهبوا الاسلحة من الشرطة. وفي حفرة النحاس هاجموا فرقة عسكرية وقتلوا «17» جندياً حكومياً.
    وقع هجوم ثانٍ بعد اسبوع، قيل ان ذات المهاجمين السابقين هم الذين نفذوه ويقودون ذات السيارات التي استعملت في الهجوم الأول. فبعد وصول المهاجمين ودخولهم القرية في الثانية بعد الظهر، ذهبوا الى السجن واطلقوا كل السجناء، ودعا المتمردون السجناء للانضمام اليهم فاستجاب بعضهم لهم. واضرم المتمردون النار في السجن وقتلوا احد حراسه، وضربوا حارساً آخر، وغادروا بعد ذلك القرية وحملوا معهم السجناء الذين انضموا اليهم. واوضح المتمردون بعد الهجوم انهم اتوا لتحرير الناس بالقوة، ولذا فإنهم يريدون دعماً شعبياً. ودخل المتمردون اخيرا في معركة مع القوات العسكرية الحكومية في موقع قريب من القرية. وقد حُمل الجنود الذين اصيبوا في تلك المعركة الى برام للعناية الطبية. واطلق المتمردون أعيرة نارية على مباني المستشفى وقتلوا عسكريين ومدنيين. ولم تستطع اللجنة اثبات دعوى اطلقتها الحكومة تقول بان العساكر والمدنيين المصابين قتلوا داخل مبنى المستشفى.
    ب/ التقييم القانوني:
    258- كما هو موضح اعلاه، فإن بنود قانون حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني المختلفة لها علاقة بحماية المدنيين في الصراع المسلح. فالقانون الدولي يحظر اي هجوم يوجه عمداً ضد المدنيين، اي الاشخاص الذين لا يلعبون دوراً مباشراً في العدائيات المسلحة. كما يحظر القانون الدولي ايضاً الهجمات العشوائية على المدنيين، ويعني هذا اي هجوم على المناطق والاماكن التي يوجد فيهما كلا المدنيين والمحاربين، والذي لا يوجه ضد هدف عسكري معين او انه يستخدم طرق ووسائل للمواجهة لا يقصد بها هدف عسكري معين. ولذا فإن على اطراف الصراع ان تميز دائماً بين المدنيين وبين اولئك الذين يلعبون دوراً مباشراً في العدائيات، اضافة لتمييزهم الاهداف المدنية من الاهداف العسكرية، اذ ان الهجوم المتعمد على الاهداف المدنية محظور. ويشمل مفهوم الاهداف المدنية كل المواضع «المنازل، الدور والمقار الخاصة، البساتين، المدارس، الملاجئ، المستشفيات، الكنائس، المساجد، الصلوات، المتاحف، دور الفن وغيرها، مما لا تخدم اهدافاً عسكرية ولا تستغل فيها.
    259- يفرض القانون الدولي عهدين اساسيين قابلين للتطبيق في الصراعات المسلحة الدولية والصراعات المسلحة الداخلية، وذلك لضمان الا تعرض الهجمات على المناطق والاماكن التي يوجد بها عسكريون ومدنيون، هؤلاء المدنيين للخطر بصورة غير قانونية. وأول العهدين هو الالزام باتخاذ تحوطات بهدف الحفاظ على ارواح المدنيين والمواقع المدنية بقدر الامكان. هذه التحوطات الموضحة في القانون الدولي العرفي هي: ان على المحارب «!» ان يعمل ما بوسعه لضمان ان الاهداف التي ستهاجم ليست ذات طبيعة مدنية.
    «!!» ان يتخذ كل الاحتراسات الممكنة في اختيار وسائل وطرق المواجهة لتجنب ايقاع الضررالعرضي على المدنيين او المواقع المدنية، او على الاقل التقليل من حجمها.
    «iii» ان يكف عن تلك الهجمات التي من المتوقع ان تسبب خسارة عرضية في ارواح المدنيين، او تلحق ضررا بهم او بمواقعهم، بحيث تفوق هذه الخسائر والاضرار ما هو متوقع من مكاسب عسكرية ملموسة ومباشرة.
    «iv» ان يعطي انذارا مبكرا بالهجمات التي ربما تؤثر على السكان المدنيين، عدا «حالات الاعتداء كما هو منصوص عليها في الفقرة 26 من لوائح لاهاي لعام 1907» او كما هو منصوص عليها في الفقرة 27 «2» «س» التي تقول: « الا اذا لم تسمح الظروف» اي «عندما يعتبر المحارب ان الهجوم المباغت ضروري».
    وربما تأخذ هذه الانذارات شكل قصاصات ورقية يتم اسقاطها من الطائرة او اعلان في الراديو لتوعية المدنيين بأن هجوما سيتم تنفيذه. ووفقا لتفسير للبروتوكولين الاضافيين الصادرين في 8 يونيو 1977 والمتعلقين باتفاقيات جنيف الموقعة في 12 اغسطس 1949، الا ان الانذار يمكن ان يبعث ايضا بإرسال طائرة تحلق على مستوى منخفض فوق المنطقة التي ستهاجم وذلك لكيما يجد المدنيون وقتا لاخلاء المنطقة.
    260 ـ العهد الاساسي الثاني المفروض على المحاربين «او نقول توسعا المفروض على اي طرف داخل في صراع مسلح دولي او داخلي» هو احترام مبدأ النسبية عند تنفيذ هجمات على اهداف عسكرية ربما تشمل خسائر مدنية. فبموجب هذا المبدأ، يتوجب على المقاتل عند مهاجمة هدف عسكري الا يتسبب في احداث ضرر عرضي على المدنيين لا يتناسب والمكسب العسكري الملموس والمباشر الذي يتوقعه هذا المقاتل. ويبقى مبدأ النسبية في منطقة عمليات المواجهة معيارا ذاتيا الى درجة كبيرة، معتمدا على خلق توازن بين المتوقع من المكسب العسكري والخسارة الفعلية في ارواح المدنيين او تدمير المواقع المدنية. ومع ذلك، فإن مبدأ النسبية يلعب دورا مهماً لانه في المقام الاول يجب ان يطبق بحسن نية، وثانيا لأن تطبيقه ربما يقتضي علي الأقل منع وقوع اضرار علي المدنيين لا تتناسب وحجم المكاسب العسكرية المتوقعة، لذا يمكن للمرء ان يقدر قيمة بيانات كتلك التي قالت بها القاضية ر.هيجنز في (رأيها المغاير) ملحقا (بالرأي الاستشاري) في الحكم علي قانونية تهديد الاسلحة النووية او استعمالها. فقد اشارت قائلة: (ان مبدأ النسبية تعكسه كثير من بنود البروتوكول الاضافي «1» الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949. والي ذلك، فحتي الهدف المشروع ربما لا يشن عليه هجوم اذا كانت الاصابات المدنية المصاحبة للهجوم غير متناسبة مع الكسب العسكري المعين المتوقع من الهجوم).
    261 - ان توجيه الهجمات ضد المدنيين قصدا وبهذه الطريقة او ضد مدنيين لا يلعبون دورا مباشرا في العدائيات، يعتبر انتهاكا خطيرا للقانون الانساني الدولي ويرقي لمستوي جرائم الحرب. وتعتبر مكونات هذه الجريمة مطابقة لهذا النوع من الانتهاك للقانون سواء وقعت الاعمال في غضون صراع مسلح دولي او غير دولي.
    262 - ان نتائج التحقيق الفعلية للجنة فيما يتعلق بالهجمات علي المدنيين في دارفور، يجب تحليلها من منظور حظر الهجمات العشوائية علي المدنيين. وفي هذا الخصوص، من الضروري اعتبار:
    (آ) ما إذا كانت التحوطات قد اتخذت لضمان حماية المدنيين والمواقع المدنية و (!!) ما اذا كانت الهجمات متناسبة مع الاهداف العسكرية.
    263 - كما هو مشار اليه اعلاه، هناك مبرر واحد أعطته القوات المسلحة التابعة لحكومة السودان والجنجويد لهجماتهم علي القري، وهو ان المتمردين كانوا موجودين في هذه القري في ذلك الوقت، واستغلوا القري قاعدة لشن هجماتهم، او علي الاقل ان القرويين كانوا يقدمون دعما للمتمردين، في عملياتهم، وبالتالي أشار المسؤولون الحكوميون الي ان القرويين قد فقدوا وضعيتهم القانونية المتمثلة في كونهم اشخاصا تجب حمايتهم.
    264 - ان المحكمة الجنائية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، قضت (بأن يبرر تعريف اوسع للسكان المدنيين) في اطار الجرائم الموجهة ضد الانسانية، والي ذلك، (فإن وجود اولئك المشاركين بفاعلية في الصراع يجب الا يمنع وصف سكان ما، بأنهم مدنيون....). وفي حالة اخري، درست المحكمة الجنائية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة مرة ثانية العناصر المختلفة لهجوم موجّه ضد سكان مدنيين، باعتباره جزءا من التعريف للجرائم الموجهة ضد الانسانية. ووفقا لهيئة محكمة قضائية (فإن منفذ الهجوم - علي الاقل - يجب ان يعرف او يعتبر احتمالا، ان ضحية جريمته كان مدنيا)، واكدت المحكمة قائلة : (في حالة الارتياب في ما اذا كان الشخص مدنيا، يجب اعتبار ان ذاك الشخص مدني).
    وبالمثل قالت المحكمة :(وحيث ان هناك افرادا معينين من بين السكان المدنيين لا يدخلون في دائرة تعريف المدنيين، فإن هذا لا يجرد السكان من صفتهم المدنية).
    وبناءً علي هذا المنطق، يتضح ان مجرد وجود فرد او افراد من القوات المتمردة داخل قرية ما، لا يجرد بقية سكان القرية من صفتهم المدنية.
                  

العنوان الكاتب Date
تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:32 AM
  Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:34 AM
    Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:36 AM
      Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:38 AM
        Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:39 AM
          Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:41 AM
            Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:42 AM
              Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:43 AM
                Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:45 AM
                  Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:52 AM
                    Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 10:54 AM
  Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) Dr Salah Al Bander03-12-09, 12:06 PM
    Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) عمر التاج03-12-09, 12:45 PM
      Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) مصطفي سري03-12-09, 01:06 PM
    Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 01:15 PM
      Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 03:20 PM
        Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 03:22 PM
          Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 03:24 PM
            Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 03:27 PM
              Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-12-09, 03:29 PM
                Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) Inaam Saad03-12-09, 09:18 PM
                  Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-13-09, 08:46 AM
                    Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-13-09, 08:47 AM
                      Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-13-09, 08:49 AM
                        Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-14-09, 11:21 AM
                          Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-14-09, 11:23 AM
                            Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) Muhammad Elamin03-14-09, 02:09 PM
                              Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) خدر03-14-09, 02:38 PM
                                Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) أحمد أمين03-14-09, 06:06 PM
                                  Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) أحمد الشايقي03-14-09, 06:51 PM
                                    Re: تقارير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف بصدد الإنتهاكات بدارفور (توثيق) Al-Mansour Jaafar03-14-09, 07:30 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de