الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة طارق ابوعبيدة(خدر & khider)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2003, 06:13 AM

ود شاموق
<aود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح (Re: khider)


    وهذه يا خضر أول قصيدة مديح في الإسلام

    البردة الأولى
    كعب بن زهير بن أبي سُلمى


    بـانـت سعـادُ فقلبي اليوم متبولُ
    متـيــمٌ إثـرهـا لـم يفد مكبولُ

    ومـا سعـادُ غـداة البين إذ رحلوا
    إلا أغـنُّ غضيـضُ الطـرفِ مكحولُ

    تجلو عوارض ذي ظَلْمٍ إذل ابتسمت
    كـأنـه مُـنْهـلٌ بالـراحِ معلـولُ

    شُـجَّت بـذي شبمٍ مـن ماءِ مَحنيةٍ
    صـافٍ بأبطـحَ أضحى وهو مشمـولُ

    تنفـي الريـاحُ القذى عنه وأفرطـهُ
    مـن صـوبِ ساريـةٍ بـيضٌ يعاليـلُ

    أكـرم بـها خُلّـةً لو أنـها صدقت
    موعودهـا ، أو لـو ان النصح مقبول

    لكنهـا خلـة قد سيـط من دمهـا
    فجـعٌ ، وولـعٌ وإخـلافٌ وتبـيدلُ

    فما تـدوم علـى حـالٍ تكون بـها
    كمـا تلـوَّنُ فـي أثوابـها الغُـولُ

    ولا تُمسَّـكُ بالعهـد الذي زعمـت
    إلا كمـا يُمسِـكُ المـاء الغرابـيـلُ

    ولا يغـرنك مـا منـّت ومـا وعدت
    إن الأمـانـيَّ والأحـلامَ تضلـيـل

    كانـت مواعيـدُ عرقـوبٍ لها مثـلاً
    ومـا مـواعيـدُها إلا الأبـاطيـل

    أرجــو وآمُـلُ أن يعجلَـن فـي أبدٍ
    ومـا لـهـنَّ طـوال الدهر تعجيلُ

    أمسـت سعـادُ بأرضٍ لا يـبـلّغُهـا
    إلا العـتـاقُ النجيـبـاتُ المراسيل

    ولـن يـبـلّـغَـهـا إلا عُـذافِـرةٌ
    فـيـهـا علـى الأينِ إرقالٌ وتبغيل

    مـن كلِّ نضَّاخـةِ الذِفـرى إذا عرقت
    عُـرْضَتُهـا طامـسُ الأعلام مجهـول

    تـرمـي الغيُـوبَ بعينـي مفرد لهقٍ
    إذا تـوقـدت الحُـزَّانُ والـمـيـلُ

    ضخـمٌ مقلّـدُها فـعـمٌ مُقيَّـدُهَـا
    فـي خلقهـا عن بنات الفحلِ تفضيل

    حـرفٌ أخـوهـا أبوهـا من مهجنةٍ
    وعمـهـا خالـهـا قـوداء شـمليلُ

    يـمشـي القـرادُ عليهـا ثـم يُزلِقهُ
    عنـهـا لـبـانٌ وأقـرابٌ زهـالـيلُ

    عيـرانـةٌ قُذِفت بالنحض عن عُـرُضٍ
    مِرفقُهـا عـن بـنـات الـزور مفتول

    كـأن مـا فـات عينيها ومذبـحها
    مـن خطمهـا ومـن اللحيـينِ برطيل

    تُمِـرُّ مثـل عسيب النخل ذا خُصـلٍ
    فـي غـارزٍ لـم تـخوَّنه الأحالـيـلُ

    قـنواءُ فـي حُـرَّتـيها للبصير بـها
    عِـتـقٌ مبـيـنٌ وفـي الخديـن تسهيل

    تـخدي علـى يسراتٍ وهي لاحقـةٌ
    ذوابـل وقـعهـن الأرض تـحلـيـل

    سـمـر العجايات يتركن الحصا زيـماً
    لـم يَقـهنَّ رؤوسُ الأكـمِ تـنـعيـل

    كـأن أوب ذراعـيـها إذا عـرقـت
    وقـد تلـفـع بالقـورِ الـعساقـيـل

    يـومـاً يظـلُ بـه الحِرباءُ مصطخِداً
    كــأن ضاحيـهُ بالـنـار مـملـول

    وقـال للقـوم حاديهـم وقـد جعلت
    وُرقُ الجنـادب يـركضن الحصا قيلـوا

    شـد النهـارِ ذراعـاً عيطـلٍ نصفٍ
    ناحـت فجاوبـها نُكـدٌ مـثاكـيـل

    نـوّاحـةٌ رخـوةُ النبعيـن ليـس لها
    لما نعـى بكـرَهـا الناعـون معقُـولُ

    تفـري اللبـان بكفيهـا ومدرعهـا
    مشقـقٌ عـن تـراقـيهـا رعابـيـل

    تسعـى الوشـاةُ جنابـيـها وقيلهمُ
    إنك يـا ابـن إبـي سُلـمـى لمقتـول

    وقـال كـلُ خليـلٍ كـنـت آملـه
    لا ألهيـنـك إنـي عنـك مـشغـول

    فـقلـت خلـوا سبيلي لا أبـا لكمُ
    فكـلُ مـا قـدر الرحـمـن مفعـول

    كل ابن أنـثى وإن طالـت سلامتـه
    يـومـاً علـى آلـةٍ حدبـاءَ مـحمول

    أُنبـئـتُ أن رسـول اللهِ أوعدنـي
    والوعـدُ عنـد رسـولِ اللهِ مـأمـولُ

    مهلاً هداك الذي أعطاك نافلـة الــ
    قـرآن فيـهِ مـواعيـظٌ وتفصـيـل

    لا تـأخُذَنّـي بأقـوال الوشـاة ولم
    أذنـب . ولـو كثـرت عني الأقاويل

    لقـد أقـوم مقامـاً لـو يقـومُ بـه
    أرى وأسـمع مـا لـم يسمعُ الفيـل

    لظـل يـرعـد إلا أن يقـوم لــه
    مـن الـرسـول بـإذن الله تـنويـل

    حتـى وضعـت يـميـني لا أنازعـه
    فـي كـف ذي نقمـاتٍ قيلـهُ القيل

    لـذاكَ أهـيـب عنـدي إذ أكلمـه
    وقـيـل إنَّـك منسـوبٌ ومسلـول

    مـن خـادرٍ مـن ليوث الأسد مسكنه
    بـبـطـن عثـّرَ غـيـلٌ دونه غيـل

    يـغـدو فيلحِـم ضرغاميـنِ عيشهما
    لَحـمٌ مـن القـوم معفـورٌ خراديـل

    إذا يـسـاور قِـرنـاً لا يـحل لـه
    أن يـتـرك القـرن إلا وهـو مفلـول

    مـنـه تظـل حـمـير الوحش ضامرةً
    ولا يُـمشـّى بـواديـه الأراجـيـل

    ولا يـزال بـواديـه أخـو ثـقـةٍ
    مـطـرَّح البـزِّ والـدرسـانِ مـأكول

    إن الـرسـولَ لسيـفٌ يستـضاءُ به
    مـهنـدٌ مـن سيـوفِ الله مسـلـول

    فـي عصبـةٍ مـن قريش قال قائلهم
    بـبطـن مـكـة لمـا أسلمـوا زولـوا

    زالـوا فمـا زال أنكـاسٌ ولا كشُفٌ
    عنـد اللقـاء ولا مـيـلٌ معـازيـل

    شـمُّ العـرانيـنِ أبطـالٌ لبوسُهُـمُ
    مـن نـسـجِ داود فـي الهيجا سرابيل

    بـيـضٌ سـوابغُ قد شكّت لها حَلَـقٌ
    كـأنـها حلـقُ القفعـاء مـجـدول

    لا يـفـرحـون إذا نالـت رماحهم
    قـومـاً وليـسـوا مـجازيعاً إذا نيلوا

    لا يـقـعُ الطعـنُ إلا فـي نـحورهمُ
    ومـا لـهم عـن حياض الموتِ تهليل

    يـمشون مشي الجمال الزهرِ يعصمهم
    ضـربٌ إذا عَـرّدَ السـودُ التـنـابيل






    وهذه أشهر قصائد المديح

    البردة الثانية
    الإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري


    أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَمِ
    مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ

    أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ
    وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن اِضَمِ

    فـما لِعَينـيك اِن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا
    وما لقلبِكَ اِن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــمِ

    أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ
    ما بينَ منسَــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمِ

    لولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــا على طَلِلِ
    ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ

    فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَــهِدَت
    به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ

    وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَى
    مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـك والعَنَـمِ

    نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي
    والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ

    يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً
    مِنِّي اليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ

    عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ
    عن الوُشــاةِ ولا دائي بمُنحَسِــمِ

    مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُ أسمَعُهُ
    اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـمِ

    اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِي عَذَلِي
    والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ

    فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــا اتَّعَظَت
    مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِ والهَـرَمِ

    ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ قِرَى
    ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَ مُحتشِـمِ

    لــو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــا أُوَقِّرُهُ
    كتمتُ سِـرَّا بَــدَا لي منه بالكَتَمِ

    مَن لي بِرَدِّ جِمَــاح مِن غَوَايتِهَــا
    كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيــلِ بالُّلُـجُمِ

    فـلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْـرَ شـهوَتهَا
    اِنَّ الطعـامَ يُقوِّي شــهوةَ النَّهِمِ

    فاصْرِف هواهــا وحاذِر أَن تُوَلِّيَهُ
    اِنَّ الهوى مـا تَـوَلَّى يُصْمِ أو يَصِمِ

    وراعِهَـا وهْيَ في الأعمال سـائِمَةٌ
    واِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلا تُسِـمِ

    كَـم حسَّــنَتْ لَـذَّةً للمرءِ قاتِلَةً
    مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ

    واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِن شِبَعٍ
    فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَـــرٌّ مِنَ التُّـخَمِ

    واستَفرِغِ الدمعَ مِن عينٍ قَـدِ امْتَلأتْ
    مِن المَحَـارِمِ والْزَمْ حِميَـةَ َالنَّـدَمِ

    وخالِفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهِـمَا
    واِنْ همـا مَحَّضَـاكَ النُّصحَ فاتَّهِـمِ

    ولا تُطِعْ منهما خصمَا ولا حكَمَــا
    فأنت تعرفُ كيـدَ الخَصمِ والحَكَـمِ

    ظَلمتُ سُـنَّةَ مَن أحيــا الظلامَ الى
    أنِ اشـتَكَتْ قدمَــاهُ الضُّرَّ مِن وَرَمِ

    وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشــاءَهُ وطَـوَى
    تحتَ الحجارةِ كَشْــحَاَ ًمُتْرَفَ الأَدَمِ

    وراوَدَتْــهُ الجبالُ الشُّـمُّ مِن ذَهَبٍ
    عن نفسِـه فـأراها أيَّمَـــا شَمَمِ

    وأكَّــدَت زُهدَهُ فيها ضرورَتُــهُ
    اِنَّ الضرورةَ لا تعــدُو على العِصَمِ

    محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ
    والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ

    نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ
    أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ

    هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ
    لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ

    دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ
    مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ

    فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ
    ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ

    وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ
    غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ

    وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ
    مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ

    فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ
    ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ

    مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ
    فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ

    دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ
    واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ

    وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ
    وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ

    فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له
    حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ

    لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً
    أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ

    لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه
    حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِمِ

    أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى
    في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ

    كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ
    صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ

    وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ
    قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ

    فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ
    وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ

    وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا
    فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ

    فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا
    يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ

    أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ
    بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ

    كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ
    والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ

    كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ
    في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ

    كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ
    مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ

    لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ
    طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ

    أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ
    يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ

    يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ
    قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ

    وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ
    كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَ مُلتَئِمِ

    والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِن أَسَـفٍ
    عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِن سَـدَمِ

    وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا
    وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَ ظَـمِي

    كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِن بَلَـلٍ
    حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِن ضَـرَمِ

    والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُ ســاطِعَةٌ
    والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِن كَـلِمِ

    عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِ لم
    تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَـمِ

    مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم
    بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ

    وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِن شُـهُبٍ
    مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ

    حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ
    مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ

    كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ
    أو عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي

    نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا
    نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ

    جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً
    تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ

    كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ
    فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ

    مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً
    تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي

    وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ
    وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي

    فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا
    وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ

    ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على
    خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ

    وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ
    مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ

    ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ
    اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لم يُـضَمِ

    ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ
    اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ

    لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ
    قَلْبَاً اِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ

    وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِن نُبُوَّتِــــهِ
    فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُ مُحتَلِــمِ

    تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌ بمُكتَسَـبٍ
    ولا نــبيٌّ على غيــبٍ بمُتَّهَـمِ

    كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِ راحَتُهُ
    وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِ اللمَمِ

    وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعوَتُهُ
    حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُـمِ

    بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَ بهــا
    سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَ العَرِمِ

    دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ له ظهَرَتْ
    ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا على عَـلَمِ

    فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَ مُنتَظِمُ
    وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ

    فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِ الى
    مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ

    آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ
    قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِ بالقِـدَمِ

    لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَ تُخبِرُنــا
    عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَن اِرَمِ

    دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّ مُعجِزَةٍ
    مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَم تَـدُمِ

    مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِن شُـبَهٍ
    لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ

    ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِن حَرَبٍ
    أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ

    رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوى مُعارِضِهَـا
    رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَن الحُرَمِ

    لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ
    وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ

    فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا
    ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ

    قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه
    لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ

    كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ
    مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ

    وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً
    فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ

    لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا
    تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ

    قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ
    ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ

    يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ
    سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ

    ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ
    ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ

    سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ
    كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ

    وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً
    مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ

    وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا
    والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ

    وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم
    في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ

    حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ
    مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ

    خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ
    نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ

    كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ
    عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ

    فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ
    وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ

    وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ
    وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ

    بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا
    مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ

    لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ
    بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ

    راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ
    كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ

    مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ
    حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ

    وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه
    أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ

    تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا
    ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ

    كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم
    بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِمِ

    يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ
    يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ

    مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ
    يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِمِ

    حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم
    مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ

    مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ
    وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ

    هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم
    مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ

    وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا
    فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ

    المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ
    مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَـمِ

    والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ
    أقــلامُهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ

    شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم
    والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّـلَمِ

    تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِ نَشْـرَهُمُ
    فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي

    كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَـاً
    مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِ الحُزُمِ

    طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِم فَرَقَاً
    فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِ والبُهَـمِ

    ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ
    اِن تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِمِ

    ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِـرٍ
    بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ

    أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِ مِلَّتِــهِ
    كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِي أَجَمِ

    كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ
    فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ

    كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً
    في الجاهـليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ

    خَدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِ بِـهِ
    ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ

    اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـى عـواقِبُـهُ
    كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ

    أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ ومــا
    حَصَلتُ الا على الآثـامِ والنَّـدَمِ

    فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَـا
    لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولم تَسُـمِ

    ومَن يَبِــعْ آجِـلا منه بـعاجِلِـهِ
    بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفي سَـلَمِ

    اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِي بمُنتَقِضٍ
    مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِي بمُنصَـــرِمِ

    فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــه بتَسـمِيَتِي
    مُحمَّدَاً وهُوَ أوفَى الخلقِ بــالذِّمَمِ

    اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي
    فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ

    حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ
    أو يَرجِعَ الجــارُ منه غيرَ مُحـتَرَمِ

    ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِي مَدَائِحَهُ
    وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَ مُلتَـزِمِ

    ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاً تَرِبَتْ
    اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَـمِ

    ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التي اقتَطَفَتْ
    يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى على هَـرِمِ

    يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به
    سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ

    ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي
    اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ

    يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ
    اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِ كـالَّلمَـمِ

    لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِــمُهَا
    تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ

    يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ
    لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ

    والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ
    صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ

    وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ
    عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ ومُنسَـجِم

    ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَـا
    وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ

    ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ
    وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِي الكَرَمِ

    والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُـمْ
    أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَـرَمِ





    وهذه آخر البُرد

    البردة الثالثة (نهج البردة)
    لأمير الشعراء أحمد شوقي




    ريمٌ علــى القـــاع بيـن البــانِ والعلم
    أحـلّ سفك دمي فــي الأشهــر الحُرُم ِ

    رمى القضــاء بعيني جُـــؤذَر أســداً
    يا ساكـن القــاع ، أدرك ساكن الأجـم ِ

    لمـــا رنــا حدثتــني النفـــــس قائلةً
    يا ويـح جنبك ، بالسهم المصيب رُمي

    جحدتها وكتمــت السهم فــــي كبــدي
    جـــرحُ الأحبــة عنــدي غيرُ ذي ألم ِ

    رزقتَ أسمح ما فــي الناس مــن خُلق
    إذا رزقــت التماس العـــذر في الشيم

    يا لائمي فــي هـــواه –والهوى قدرٌ-
    لـــو شفّك الوجدُ لـــم تعــذل ولــم تلم

    لقـــد أنلتـــــك أُذناً غيــــر واعيـــةٍ
    وربَّ منتصتٍ والقلـــبُ فـــي صمــم

    يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبـداً
    أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم ِ

    أَفديك إلـــفــاً ، ولا آلو الخيال فِــدىً
    أغـــراك بالبخــل من أغـــراه بالكـرم

    ســرى، فصــــادف جرحاً دامياً فأسا
    وربَّ فضـل ٍ علــى العشــاق للحُلــم

    من الموائـسُ باناً بالربــى وقــَـنـَاً
    اللاعبـاتُ بروحي ، السافحـات دمي ؟

    السافـــــراتُ كأمثال البـــدور ضحىً
    يُغرن شمس الضحى بالحلى والعصم

    القاتـــلات بأجفــــان ٍ بهــــا سقـــــمٌ
    وللمنـــيـــة أسبـــابٌ مـــن السقــــَم

    العــاثـــراتُ بألبابِ الرجـــال ،ومــــا
    أُقــلـــن مـــن عثراتِ الدلِّ في الرسم

    المضرمـــات خـــدوداً أسفرت وجلت
    عــن فـتـنـة ، تسلــم الأكبــاد للضرم

    الحاملات لـــواءَ الحســن ِ مختلـفـــاً
    أشكالُــه ، وهــو فـــردٌ غيــر منقسم

    مــن كــل بــيــضاءَ أو سمراءَ زُيِّينتا
    للعينِ ، والحسنُ في الآرامِ كالعُصم



    وربنا يعينك يا خدر، شد حيلك وأرفع راسنا فـــ...ـوق

    .

                  

العنوان الكاتب Date
الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح khider07-06-03, 06:34 PM
  Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح Ridhaa07-06-03, 06:53 PM
    Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح khider07-06-03, 06:58 PM
    Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح اساسي07-06-03, 07:01 PM
  Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح Ridhaa07-06-03, 06:57 PM
    Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح اساسي07-06-03, 07:05 PM
  Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح ود شاموق07-07-03, 06:13 AM
  Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح ود شاموق07-07-03, 06:30 AM
    Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح مهاجر07-07-03, 09:59 AM
    Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح الشاعر07-07-03, 10:13 AM
      Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح adil amin07-07-03, 10:32 AM
        Re: الهولنديين زروني .. عاوز اي معلومات عن المديح khider07-08-03, 02:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de