+ لندلف من هنا إلى سؤال آخر:أين هي الواقعية من كل هذا؟ ومن أي قمقم يخرج لنا قرين الشعر و قبائل الشعراء؟ + أوليسوا من بيئات تسوسها السياسة و يشكلها الاقتصاد و يحكمها الدين و تسودها علاقات إنسانية هي مد وجزر مع الآخر أو ضده؟. و لعل نتاج كل ذلك هويات أو أنصاف هويات و صنوف أعراق و شظايا مِلَلٍو أهواء . لا شك أن محاولة التعالي بشأن الشعر إلى حد ذاك الغلو ليس إلا مثالية تدنو من الهذيان. إذا سلمنا بأن الهوية والشعر صنوان وضدان في آن. فأين يلتقيان إذا, ثم أين يفترقان؟ إذ إن الهوية قرارٌ لا رجعةَ فيه و لات حين مناصٍ منه ،و هي حالة من "الأنا" فقط بلون وطعم أن"تكون أو لا تكون"،أما الشعر فهو فرار لا مقر له و حالات من"الأنا" وضدها أنت و هو , بألوان جلباب الدراويش.فحينما تلغ الهوية في إناء الشعر العريض و تبعثر صحو كلماته المنسية بلا رقيب ولا حسيب؛ ثم حينما يلج الشعر في سم الهويات المجهولة ليعتنق طقوسها المهووسة ليلطخ يديه بدماء غيره؛حينئذ تشوه الأمور و تتماسخ الأشياء,لكون الهوية شيء و الشعر أشياء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة