|
Re: مصر تستعد لاستضافة قمة دول جوار السودان (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
محمد ابو الفضل - كاتب مصري
Quote: وتحاول مصر إعادة التموضع للتعاطي مع السودان، ووجدت في عقد قمة لدول الجوار فرصة لتجاوز عقبة التقسيم المفتعل بين عرب وأفارقة، ووقف تمادي الشد والجذب في السودان على هذه الثيمة البغيضة، لأن هوية السودان يجتمع فيها العرب والأفارقة، وتخطّي إشكالية تاريخية مع الأزمات السودانية جعلت مصر تقف بعيدة عن الانخراط في حلها، على الرغم من تأثر أمنها جوهريا بما يجري في السودان.
وتخشى القاهرة من السيناريوهات الثلاثة المتوقعة، وهي أن تفضي الحرب إلى انتصار قوات الجيش فيعود إلى السلطة فلول النظام السابق ومكوناتها الإسلامية، أو تنتصر قوات الدعم السريع فتحظى الجماعات المسلحة خارج المؤسسة العسكرية النظامية بشرعية في دول أخرى، أو أن تستمر الحرب إلى أجل غير مسمى ويدخل السودان دوامة حرب أهلية جديدة فتعاني مصر من ارتداداتها على مستويات مختلفة. |
Quote: ونجاح قمة دول الجوار بالقاهرة يحتاج إلى مراعاة ثلاثة محددات رئيسية تؤثر في مفاتيح الحل والعقد بالسودان، ربما تتفاوت درجات التأثير، لكنها حاضرة في المشهد العام وخلفياته المتنوعة. الأول: الحصول على تأييد البرهان وحميدتي بالموافقة على مخرجاتها التي يراعى فيها الحياد إلى حد كبير، واستعداد القوى المدنية والحركات المسلحة للتعامل مع ما سيترتب عليها من خطوات تتعلق بوقف إطلاق النار، ثم ولوج الخطوة التالية لفتح أفق واعد لاستئناف العملية السياسية والعودة إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب. المحدد الثاني: التوافق بين دول الجوار وردم الهوة التي أنتجتها الحرب بشأن تقسيمها العرقي، والتمسك بحل أزمات السودان ضمن الأطر الأفريقية التقليدية، وهي مسألة مضنية، زادت الحرب شروخها عندما تم تصنيف دول الجوار إلى فريق داعم للبرهان وآخر لحميدتي وثالث محايد، بل والتشكيك في نوايا الجميع وفقا لحسابات المواقف السياسية، ما قلّص مساحة الحركة المعتادة للاتحاد الأفريقي وهيئة الإيجاد. المحدد الثالث: الأزمة في السودان لم تعد داخلية أو متعلقة بدول الجوار فقط، فهناك قوى دولية معنية بها، وأسهم هذا المحدد في تعطيل التسوية والحفاظ على توازن هش بين الطرفين المتصارعين، وإذا أرادت القاهرة أن تخرج بها إلى برّ الأمان فعليها التوفيق بين مواقف القوى الكبرى، ما يمثل صعوبة بالغة ويقلل من الجدوى السياسية للقمة، وهو ما يفسر التعثر الذي تواجهه لالتئامها، فالقاهرة تريدها قمة نوعية منتجة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|