خبر حزين وفقد كبير.. وفاة عواطف عبد القادر فى حادث حركة فى امريكا

Quote: ما اعظم هذا النباء! انتقلت اختنا الاستاذه عواطف عبدالقادر باختيار الله لها ان تاتيه ساعتها في اللحظة والان، ولعمري هي فاجعة وفقد جلل لفجاءته بتلك الصورة! لكنه استشهاد يليق بها وبصلابتها، ومكمل لمقامها. كنت شابه لم ابلغ العشرينات من عمري رأيت في عواطف ما اشتهي ان اكونه من الشجاعة ونصاعة الفكر، وقوته، لقد ربطتني واختي الاستاذة هدي عثمان عمر وشائج محبه، واواصر تبني وارتباط روحي، كانت منزلتي بيت الاستاذ محمود وكانت فيه قضاء جميع اجازاتي، ولكن حين اذهب لاركان جامعة الخرطوم العامرة بالنقاشات في عصرها الذهبي، او احدي مؤتمراتها الفكرية، كنت انزل مع هدي في داخلية العلوم، وكانت عواطف محور تلك العلاقة، فكنت اتامل تلك الطاقة الفكرية النسوية المتفجرة، وازداد بها تعلقي. عواطف كانت عمرية خطابية في الحق، اذا تحدثت فيه أسمعت واذا مال ميزانه اوجعت ، لم تكن ملونة او رمادية المواقف ولم يطرق النفاق دروبها. عواطف كانت مفكرة وفرد حر، لذلك تجدها حتي في حياض المجتمع الجمهوري بين الاخوان والاخوات الجمهوريات متفردة باثارة النقاشات الضخمة، والحديث في الهموم الكبري للمراة من داخل الدين، ولا تتهيب نقاشات التابوهات الروحية او المجتمعية او ما يتعلق بقضايا المراة، او السياسة. كانت جهيرة الصوت في جلسات النقاشات يحتفي الاستاذ محمود بها وبقامتها، وتطورها، وتقدمها بين تلميذاته. بعد التنفيذ لم تنطفي شعلة النشاط الموقدة في عواطف،، ناقشت اوضاع المجتمع الجمهوري وماطراء عليه من تأخر اقعده، ولم تخفت شعلة حركتها بل وجدت الطرق لتجعلها حية، فظلت شجاعة كما عهدناها لا تخشي في الحق لومة لائم، فعرفت قدماها شوارع النضال مع بقية الاتجاهات النسوية النضالية العديدة، خرجت في التظاهرات ضد انتهاك حقوق المرأة، ادانت قهر النساء وعنف الدولة الاسلاموية في فترة الكيزان، تجاه نساء الهامش والمركز. دخلت المعتقلات مع الناشطات والمعارضات السياسيات من مختلف الاحزاب والمنظومات والحركات النضالية، شاركت جميع الفئات العمرية الشبابية والمتمرسة منها في مواجهة حكومة الهوس الديني، والمطالبة بالعدالة والحقوق الاساسية، وظلت ربيبة شوارع النضال، حتي انها شاركت الانسانية ألامها في معركتها ضد مرض السرطان، ثم اختار لها الله شرف الاستشهاد بحادث حركة اليم ومؤسف، لكن عند رب لديه العارفين والعلماء من المقربين، اختار لها مقام روحي يليق بشجاعتها وبذلها. خالص العزاء للاستاذ الحبيب عمر القراي زوجها وصنو روحها، شفاه الله وارضاه برضاه،وانزل الله برد السكينة علي قلوب ابنائها المميزين الاذكياء ورثة منهما معاً، محمود وسجود وشهود وشفي الله وجود شفاء تاماً كاملاً. العزاء المخلص للاخوات والاخوان الجمهوريين، واهلها وارحامها ولكل عارفي فضلها ومحبيها. ثم يا الله زيل عننا العله! اما آن لصفحة الاحزان هذي ان تتلطف وتطوي؟؟ اما آن الصالحين في ارض السودان ان ينهضوا ليكشفوا عنه الغم والحزن!!