بعد قتلى (المجاهدين) داخل سلاح المدرعات.. هل هذه الحرب بين الجيش والدعم السريع؟؟
(رصد - علي أحمد)
نعى رئيس الحركة الإسلامية (علي كرتي) أمس السبت، الموافق السادس عشر من يونيو، بكل حسرة وألم رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية (محمد الفضل عبدالواحد عثمان). وقتل (محمد فضل) أمس الأول في المعركة ضد قوات الدعم السريع بسلاح المدرعات، وهو غير مجند بصفوف الجيش، بل هو من قيادات (المجاهدين) وأحد قادة كتيبة (البراء بن مالك).
وكتيبة ( البراء بن مالك) واحدة من مليشيات (الحركة الإسلامية السودانية) المسلحة، بل هي المليشيا الرئيسية لها، وتضم (مجاهدين) يعملون بالتنسيق مع التنظيم الإسلامي داخل الجيش الرسمي، وتتواجد بكامل أفرادها منذ بداية الحرب في 15 ابريل داخل سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، وتقاتل إلى جانب الجيش، بزيه الرسمي وسلاحه في الحرب الدائرة حالياً في الخرطوم.
وقتل إلى جانب (الفضل) في معركة سلاح المدرعات أمس الأول شخصين آخرين من قيادات الكتيبة، هما (أيمن عُمر)، و(بابكر أبو القاسم)، ليرتفع القتلى في صفوف كتيبة (المجاهدين) بالمعارك التي تدور بسلاح المدرعات إلى أكثر من (20) - وذلك بحسب ما جاء باعلانات النعي التي يصدرها قادة المجاهدين.
وما يفسر موت هذا العدد الكبير من أفراد الكتيبة الجهادية في سلاح المدرعات تحديداً، هي الأنباء المؤكدة عن وجود مجموعة من القيادات الإسلامية بداخله، بينهم شخصيات قيادية من النظام البائد، وهو ما يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك ضلوع الحركة الإسلامية في هذه الحرب، بل يؤكد أن هذه الحرب هي حرب الحركة الاسلامية، ومعركتها الأخيرة للعودة إلى السلطة.
وكان ذكر كتيبة (البراء بن مالك)، قد جاء على لسان القيادي (الإخواني) "أنس عمر" رئيس المؤتمر الوطني المحلول بولاية الخرطوم، في السادس من أبريل الماضي، وذلك في معرض تهديده بالحرب، حيث كتب على صفحته في الفيسبوك: (الإخوة المجاهدون في كتيبة "البراء بن مالك" يعلنون جاهزيتهم لاسقاط ما يسمى بالاتفاق الإطاري، والإملاءات الخارجية. "نحن تاني ما حانسكت الناس دي توري وشها". فليعد للدين مجده، أو ترق منهم دماء).
وبالعودة للقتيل (محمد الفضل) - وهو من المعروفين بانتمائه لداعش - ومن قيادات المجاهدين بالحركة الاسلامية، كان يعلن على صفحته بالفيسبوك على الدوام عداءه للحكومة المدنية والأحزاب الديمقراطية، منادياً بدولة (الشريعة). وقد سبق وأن قاتل في صفوف تنظيم (داعش) الارهابي، وكان في السابق أحد قادة المجاهدين في الحرب بجنوب السودان قبل استقلاله.
أما القيادي (الناجي عبدالله) الملقب بشيخ المجاهدين، فقد كشف في صفحته عن أن (الفضل) كان مرافقه الشخصي. ونعاه قائلاً:( الباذل روحه ودمه ووقته وكل ما يملك نصرة لله ورسوله، والحركة الإسلامية السودانية. دعوة ومجاهدة ومصابرة في شتى َ ميادينها، قتالاً بالسنان واللسان).
وعليه فقد اتضحت الحقيقة، وتبيَّن للناس ما تحاول (الحركة الإسلامية) فعله، وهو العودة للسلطة على جثث السودانيين، وعلى ظهر بندقية الجيش – للأسف - بعد أن استعبدته لثلاثين عاماً حسوماً، حتى كانت ثورة ديسمبر المجيدة ،التي حررت الجيش، ومنحته الخيار والفرصة، في أن يعود ليأتمر بأمر شعبه. لكن الجيش، وبعد عامين من تشكيل الحكومة المدنية، ترك ذبيحة ديسمبر الحلال، وذهب إلى أكل ميتة (الحركة الإسلامية)، المُثقلة بالآثام والجرائم الموجهة ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية، وانتهاكات حقوق الإنسان. تلاحقها بعد لعنة السودانيين المحكمة الجنائية الدولية، التي (استفظعت) ما اقترفت أيدي الإخوان من جرائم، وأصدرت أوامر اعتقال بحق بعضهم، هي كافية لأن تجعلهم يختبئون لبقية أعمارهم.
أمام الجيش خيار أن يتبرأ من رجس جماعة الإخوان (الإرهابية)، وأن يوقف هذه الحرب الدائرة الآن، ويمضي لمفاوضات (جادة) في مباحثات (جدة) - بعد إبعاد فلول النظام البائد عن وفده التفاوضي - حقناً لدماء السودانيين، وتحقيقاً لمبادئ ثورة ديسمبر السلمية.
أما البديل عن وقف الحرب والجلوس للتفاوض، فهو استمرار المعارك كما نصح أحد قادة التنظيم الاسلامي داخل القوات المسلحة، وهو الفريق معاش/ فتح الرحمن محي الدين، قائد سلاح البحرية في عهد البشير، والذي قال في حديثه لقناة (الجزيرة) أمس:(لن يكون هناك تفاوض مع الدعم السريع أو حديث مع قوى الحرية والتغيير حتى لو احترق كل السودان)!
إن استمرار المعارك هو من أجندة الفلول الرامية لإطالة أمد الحرب ومنحها أبعاداً أخرى، تُساهم في تلك الإطالة، وتزيد من تعقيد الأوضاع، بعد هزيمتهم العسكرية الساحقة على الأرض. فصاروا يتخبطون في التصريحات والقرارات، للحد الذي نصح فيه الفريق (ياسر العطا) المواطنين بالابتعاد عن منازلهم تمهيداً لدكها بالطيران! ما يؤكد عجز الجيش عن أي حسم عسكري يتشدق به الفلول.
والسؤال موجه هنا لياسر العطا: ما مدى تضرر المواطن من تواجد قوات من الدعم السريع في بيته – بحسب زعم الفلول – قياساً بتضرره من أن يتم دك منزله بالطيران، وتسويته بالأرض؟ وهل من مهام الجيش أن يدك منازل المواطنين بالطيران أم تحريرها؟!
إنه جيش الحركة الإسلامية الذي يحارب كذباً باسم جيش السودان، ويتمسح بمسوح القومية والدفاع عن السودان وشعب السودان، وهو إنما يحارب في الواقع من أجل عودته إلى السلطة، وتدمير السودان وأحلام شعبه في العيش في ظل السلام والحرية والديمقراطية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة