الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: فايز السليك : وعن عمالتي أروي (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
حزمتُ أمتعتي وسافرت إلى اريتريا، ضقتُ ذرعاً بأجواء الكبت والبؤس، هناك في اسمرا عملت بإذاعة الحرية والتجديد، ثم اشتغلت مراسلاً لصحيفة ” الحياة اللندنية” لمدة ست سنوات، وتعد صحيفة ” الحياة” مع نظيرتها ” الشرق الأوسط” أكبر صحيفتين عربيتين في العالم، مثلت أخباري وتقاريري مصادر أساسية لصحف الخرطوم حينها، مثلما كان السودانيون في الخارج ينتظرون على أحر من الجمر تللك التقارير، هي تقارير مرتبطة بأخبار الحرب في شرق السودان، واشتعال الحريق في دارفور، وكنت أول مراسل صحيفة عربية يدخل مناطق القتال ، ويقدم تغطية كبيرة لجرائم الحرب هناك، حيثُ توغلت داخل أراضي حركة تحرير السودان، في المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة مني أركو مناوي، وذهبتُ الى الجنوب برفقة صديقي مصطفى سري مرتين، كما غطيت مفاوضات السلام في نيفاشا، من اسمرا ونيروبي، وقبل ذلك غطيت الحرب الكبيرة بين اثيوبيا واريتريا على الحدود. يمثل حضور ” التجمع الوطني الديموقراطي” في اسمرا أحد أهم محطات العمل المعارض في تاريخ السودان، كان الحضور، وكان قرنق، المهدي والميرغني، وأخبار الحرب في الجبهات المتعددة، والتحركات الدبلوماسية ثقيلة الوزن، حيث كان ذهاب قرنق إلى أي دولة يعد حدثاً عظيما، وكانت أخبار الميرغني قصصا، وتحركات المهدي، جاذبة للصحافة والصحافيين. سألني أحد الزملاء الصحفيين خلال زيارة له لأسمرا، وهو قادم من الخليج، عن كم يدفع لي ” التجمع الوطني الديموقراطي ” المعارض؟ سألته لماذا يدفع لي؟ رد الرجل بكل أريحية ” أنت تدعم خط المعارضة في الخارج، وتخدمها أكثر من ما يفعل الناطقين باسمها، ضحكتُ، ثم قلتُ له ” شيئان لو فعتهما المعارضة سأكون سعيداً جدا، سألني عنهما فقلت هما تجويد العمل المعارض حتى نعود الى الخرطوم بسرعة، وكف الأذى عني. استغرب من مسألة كف الأذى، فشرحتُ له أن رئيس التجمع سبق أن اشتكاني لمكتب الرئيس اسياس أفورقي والجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة، وتحدث معي أمينها العام الراحل الأمين محمد سعيد، عن سبب غضب مولانا الميرغني مني، مثلما أكد الرجل في مؤتمر صحفي مشهود أنه سوف يشكوني الى رئاسة صحيفة الحياة اللندنية في لندن احتجاجاً على أخباري.
|
|
|
|
|
|
|
|
|