لفت كثيرون نظري إلى حملات أتعرض لها، تركز على القاء اتهامات مكررة، ومن قبل أشخاص مختلفين ، قلتُ لهم إن نفسي تعف عن الولوغ في أوحال شخصنة القضايا، وتتبع عورات الناس، وتصيد أخطائهم، وليس لي قدرة على الانحناء كي التقط كلمات من على قارعة الطرقات، أو كي أجمعها من أزقة الحواري، مثل هذه الأشياء تحتاج شجاعةً تساعدك على خفض سقفك الأخلاقي، كي تكون كنافخ كيرٍ يؤذي الناس بنتن الروائح، وبحرق الثياب، هو فعلٌ مثل فعل عسس النظام الذين يجتهدون في خنق التعبير بضخ الغاز البذئ في رئات المدن المتحفزة للحرية والتحرر والانعتاق. يستفزني قول الشاعر ” فكلك عورات وللناس ألسن”. للأسف لا يخلو حسابي الخاص على تطبيق “الفيسبوك” من انتشار فيالق حمقى، و وجود موتورين، بل أن البعض يتعدى حواجز الخصوصية، ويخترق مساحاتي الخاصة بي، ويرسل ساقط قوله البذيء على ” الماسينجر” أي والله، لم يتعلموا الأدب، ولم يعرفوا الذوق، و لم يتورعوا عن الشتم، وارسال الرسائل السخيفة، من مجهولي الهوية، عديمي الأصل. لا يعلم من يهاجمونني اليوم أنني سبق أن رفضتُ عرضاً في عام ٢٠١٩ لرئاسة تحرير صحيفة ” الصيحة” التي يمتلكها قائد قوات الدعم السريع، ولو كنتُ أريد التقرب منهم، أو العمل معهم لكان أمر قبول رئاسة تحرير صحيفتهم أقرب المداخل لدخول امبراطورية آل دقلو، وما لها من موارد وجبال ذهب تسرق الأبصار والقلوب وتسعد الجيوب!، إلا أنني اعتذرت للوسطاء عن قبول العرض!ما لا يعلمونه، أو يعلمونه لو أن قلمي كان مثل شقةٍ مفروشة للإيجار لما اخترتُ وعر الدروب كي أمشيها، ولو أردتُ أن أتحول إلى نائحة مستأجرة؛ يدفع لها أهل المتوفي ثمن دموعها الزائفة بلا وجع؛ لاختصرت على نفسي مشقة السير الطويل، وتسلق قمم جبالٍ رواسي، وعبور أودية فسيحة، وركوب مراكب تمخر عباب أمواج بحار مضطربة وهائجة، بعيدة السواحل. لستُ من بين الذين يسرجون خيول شرور النفس، شاهرين سيوفهم باحثين عن طواحين هواء للصراع معها، ولا تغويهم خرفان حفلات الشواء التي تغازل روائحها أنوف الفضوليين، وفارغي المحتوى عبر الأسافير المحتشدة بفيالق الحمقى من هتيفة وصفيقة، تغريهم حفلات بطان ” الردم” التي تفضح ضحالة تفكير، و تعبر عن أزمنة انحطاط، وتعكس مقدار ما تحمله النفوس الإمارة بالسوء من غلٍ وكراهية ناسفة للذات وللأخر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة